عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-09-2010, 01:51 PM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


نماذج طيبة للمرأة الصالحة

هذه أمنا هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام جاء بها وابنها إسماعيل (عليه السلام) وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم، فوضعهما وليس بمكة يومئذ من أحد، وليس بها ماء، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له مراراً، فجعل لا يلتفت إليها، فقالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا. إنه يقين المرأة الصالحة بالله عز وجل خضعت لأوامره ولم تقف حائلاً دون استجابة زوجها لأمر الله وصبرت على حالها الذي وضعت فيه حيث لا ماء ولا أنيس، وهي تعلم أن الله سبحانه وتعالى لن ينساها ولن يضيعها، فحينها توجه إبراهيم عليه السلام إلى الله عز وجل بالدعاء وقال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون **.

فرزقها الله بالماء والأنيس والثمرات، وخلدت ذكراها إلى يوم القيامة حيث أصبح سعيها هذا شرعة للمسلمين بعد ذلك في مناسك الحج، هذا مع ما ادخره الله لها من جزاء يوم القيامة.

وها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، نشأت في بيت من البيوت العالية الشريفة، وتربت على الخلق الكريم والأدب العالي الرفيع، وكانت تتمتع بقسط من سمو الأخلاق وشرف النسب، وكانت تتمتع بثراء كبير.

ولما سمعت عن كريم صفات النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم سجاياه قبلت الزواج منه على الرغم من الفارق بينهما في السن والمال. وفضلته على الكثير من الخطاب من أشراف قريش وأغنيائها.

وضربت السيدة خديجة أروع الأمثال وأجلها على حبها لزوجها، وإيثارها لما يحبه ويرغب فيه... وهبت له مولاها زيد بن حارثة عندما رأت حبه له، ورحبت بالإمام علي رضي الله عنه في بيتها، ورعته بعين الحب والعناية عندما رأت رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخفيف عن عمه أبي طالب بأن يكفل أحد أبنائه. ....

ومن أعظم الأمثلة التي ضربتها السيدة خديجة بنت خويلد للزوجة التي تعين زوجها على أمر دينه، موقفها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءته رسالة السماء، ودخل عليها يرتعد ويقول: " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لها يحدثها بما رأى، لأنه كان يجد عندها السكينة ويرى في قلبها المحبة والحنان والوعي ويقول: " لقد خشيت على نفسي ". فأجابته أم المؤمنين إجابة الزوجة الواعية الناضجة، إجابة كلها إيمان وثقة بالله وبما عند الله عز وجل فقالت: والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق!.

.... فبشرت في حياتها بخير ما تبشر به المرأة المؤمنة، بشرت ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. [ رواه البخاري]

.... فأي تكريم أعظم من تكريم الله عز وجل لها؛ أرسل لها سلامه مع جبريل عليه السلام وبشرت بالجنة هذا مع مكانتها الكبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه ووفائه لها في حياتها وبعد موتها، مما جعل السيدة عائشة رضي الله عنها تغار منها وتقول: ما كنت أغار من زوجة مثلما كنت أغار من خديجة مع أنني لم أدركها لكثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها.

وكان من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه كان يطعم صديقاتها، ويكرم من تحبها، وكان يقول عنها: " آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله الولد منها دون غيرها من النساء ". .... رحم الله أم المؤمنين خديجة بنت خويلد خير مثل للمرأة المؤمنة، العابدة لربها، المحبة لزوجها، المعينة له على أمر الدنيا والآخرة حقاً إنها استحقت أن تكون من خير نساء العالمين.

*وها هي ذات النطاقين بنت ثاني اثنين في الغار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأخت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وزوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها أسماء رضي الله عنها تقول: تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا شيء غير فرسه وناضحه (أي بعيره) الذي يستقي عليه، فكنت أعلف فرسه وأسوسه وأدق لناضحه، واستقى الماء، وأخرز غربه (أي أضبط دلوه بالخرز) وأعجن، وكنت أنقل على رأسي من ثلثي فرسخ حتى أرسل لي أبو بكر خادماً يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني [ رواه الشيخان]

.... إنها المرأة المسلمة الواعية العاقلة، نشأت وأختها في مدرسة الإسلام حتى تخرجت إلى خير وظيفة، إنها وظيفة المرأة الصالحة العابدة الزوجة الأم.

.... إنها نماذج صالحة للمرأة الصالحة التي تعرف حق ربها، وتطيع زوجها وتحرص على سعادته، فليكن لنا من هذه النماذج أسوة حسنة نقتدي بها في حياتنا، لنفوز بلقائهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

الفصل التاسع

حقوق وواجبات

الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع. وهي لبنة من لبنات المجتمع، لا يصلح إلا بصلاحها، ولا يفسد إلا بفسادها، وهى تتكون من البيت، والبيت سكن وطمأنينة وتعاون وحب، وفيه تنشأ الطفولة ويتم التآلف والترابط والتراحم

(1) فالإسلام نظام أسرة، والبيت في اعتباره مثابة وسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة، وتدرج الحداثة، ومنه تمتد وشائج الرحمة وأواصر التكامل. ومن ثم يصور العلاقة البيتية تصويرا رقيقا شفيفا، ويشع منه التعاطف وترف فيه الظلال، ويشيع فيه الندى، ويفوح منه العبير (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )) فهي صلة النفس بالنفس، وهي صلة السكن والقرار، وهي صلة المودة والرحمة، وهي صلة الستر والتجمل، وإن الإنسان ليحس في الألفاظ ذاتها حنوا ورفقا.. " اهـ.

(2) ولما كانت رابطة الزواج أعظم روابط الأسرة أحاطها الإسلام بكل الضمانات التي تكفل استقرارها، فجعل لكل من الزوجين حقوقا على الآخر، وفي أداء كل منهضا الواجبات تتحقق السعادة والهناءة، ويقوم بنيان الأسرة على أساس متين من المشاعر الإنسانية السامية، التى تجعل من التقاء الزوجين التقاء إنسانين تربط بينهما حياة مشتركة، تثمر في الغالب نسلا تمتد فيه الحياة، وهما اللذان يسهران على تربيته في تعاون وثيق ورضا بالغ " اهـ.

أولاً: حقوق الزوج على زوجته

يقول الله تعالى: (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )).

وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد، ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه " 10 صحيح الجامع.: 7602،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " (رواه الترمذي وحسنه)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معاشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبلغي من لقيت من النساء: أن طاعة المرأة لزوج واعترافها بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله " ( رواه البزار والطبراني )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما ضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه " (صحيح الجامع الصغير: 5135 )

وعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال لي: " أي هذه أذات بعل؟ " قالت: نعم قال: " كيف أنت؟ " قالت: لا آلوه (أي لا أقصر في طاعته وخدمته) إلا ما عجزت عنه قال: " أنظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك ". (رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين )

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " ( رواه الترمذى وحسنه)


ومن حقوق الرجل على امرأته ما يلي:

(1) طاعته بالمعروف:

لا شك أن طاعة المرأة لزوجها تحفظ كيان الأسرة من الصدع والانهيار وتؤدي إلى محبة الزوج لزوجته، وتعمق رابطة التآلف والمودة بين أفراد الأسرة وتقضي على آفة الجدل والعناد التي تؤدي في الغالب إلى المنازعة والشقاق .

" فالطاعة مجلبة للرضاء والهناء، والمخالفة تولد الشحناء والبغضاء وتوجب النفور وتفسد عواطف الاخاء وتنشىء القسوة في قلوب الآباء. وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا حل بها الشقاء ولحقها البلاء، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها زاد الولاء والحب بينهما " اهـ.

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعة زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت " (رواه أحمد والطبراني )

وتكون طاعة المرأة لزوجها في معروف، فإن أمرها بمعصية فلا سمع ولا طاعة، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ( رواه الحاكم وأحمد )

وعن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور " ( رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه)

التنور: المحمي الذي يخبز فيه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " ( رواه الشيخان )

وعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها " ( رواه الطبراني بإسناد جيد )

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " ( رواه الطبراني والحاكم بإسناد جيد )

(2) المحافظة على عرضه وماله:

يقول الله تعالى: (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) الآية.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله " (رواه أبو داود والنسائي وسنده صحيح)

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زرجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل " (صحيح الجامع: 2710)

وعن عمرو بن الأحوص الجشمى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا.. إلى أن قال: فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون).. الحديث.

(3) المحافظة على الأسرار الزوجية:

يجب على المرأة المحافظة على أسرار الزوج والبيت وكل ما يخص الزوجين معا سواء كانت أسرارا مادية أو معنوية طالما لم يأذن الزوج بها،؟ يجب على المرأة ألا تنشر بين النساء ما يعيب زوجها من خلق أو مرض أو غير ذلك لأن في ذلك مهانة للزوج. وهتك ستره، وهو الذي منحه الإسلام القوامة على المرأة، فيجب أن تكون القوامة في السر والعلن إلا إذا ظلمها زوجها فعليها أن تشكو أمرها إلى أقرب الأقربين إليه من الذين يحافظون على سره لقوله تعالى: (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما )) النساء: 148 وكان بعض الصالحين يقول لزوجته: إذا رأيت حسنة فانشريها وإذا رأيت سيئة فاستريها.

(4) لا تصوم النفل إلا بإذنه:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " (متفق عليه)

وعن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلى الفجر حتى تطلع الشمس.

قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت؟

قال: يا رسول الله أما قولها: يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، فقال لها صلى الله عليه وسلم: " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ".

قال: وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم وأنا رجل شاب

فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصوم امرأة النفل إلا بإذن زوجها " قال: أما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؟ فإنا أهل بيت قد عرفت عنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال: " إذا استيقظت يا صفوان فصل " (رواه أبو داود بسند صحيح)

(5) ألا تنفق من ماله إلا بإذنه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنفق امرأة شيئأ من بيت زوجها إلا بإذنه " قيل:

يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: " ذلك أفضل أموالنا ". (رواه الترمذي وجوده (جيد))

وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر ولزوجها أجر، لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبة شيئا، له بما كسب ولها بما أنفقت " (أي برضائه) ( رواه الترمذي وصححه)

(6) قيامها بتدبير المنزل وتربية الأولاد:

وهذا العمل هو الوظيفة الطبيعية التي هيئت لها المرأة، بل هو المهمة الأساسية التي يجب أن تقوم بها وتسعى إليها في تكوين أسرة سعيدة وإعداد جيل طيب. ولقد كانت الصحابيات من قبل يقمن بأعمال يصعب على المرأة في عصرنا القيام بها، فكن يطحن على الرحى ويخبزن ويحتطبن ويخدمن خيول أزواجهن، وكن يقمن على طاعة أزواجن ويربين أولادهن تربية صالحة فخرج من تحت أيديهن جيلا من خير القرون حملوا راية لا إله إلا الله ودعوا إلى عبادة الله، فلنا فيهم أسوة حسنة.

... فها هي فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء الجنة كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليها خادما ليعاونها على خدمة البيت من كثرة ما تلقى في يديها من الرحاء.

.... وها هي أسماء بنت أبي بكر الصديق أحد أغنياء مكة كانت تعلف الفرس وتسوسه وتدق لناضحه، وتستقى الماء وتخرز غربه، وتعجن، وكانت تنقل على رأسها من ثلثي فرسخ. وأبت أن تركب مع النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على غيرة زوجها.

(7) قيامها ببر أهل زوجها:

على المرأة أن تعلم أن زوجها فلذة كبد أبويه، ربياه صغيرا وعلماه كبيرا، فمن واجبه أن يؤدي إليهما حقهما من بر وصلة، وعليها أن تعينه على ذلك ولا تكن حائلا دون ذلك، بل تذكره إذا نسى، وتسعى جاهدة لإرضائهما والتقرب إليهما. فهما قدما لها زوجا، فتح لها بيتا ومنحها السعادة، وهذه هدية عظيمة، ألا يستحق صاحبها الشكر والوفاء؟

فليس الشكر والوفاء أن تقدم لهما يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام هدية، أو تقوم بضيافتهما إذا حضرا إليها. ولكن الشكر والوفاء يكون بالتودد إليهما على الدوام، ومعاملتهما المعاملة الحسنة، وإشعارهما أنها واحدة من الأسرة تمرح لفرحهم وتألم لآلامهم. فهذه المعاملة تدخل السرور على قلب الزوج وتؤنسه وتقوي رابطة الزوجية وآصرة الرحمة والمودة، حتى ترفرف على البيت أجنحة المحبة والسلام كا أنها بهذه الطريقة تحوز احترام أهل زوجها وتقديرهم لها على حسن عشرتها، وتجعلهم لا يندمون على زواج ابنهم منها.

فما أسعد الزوج حينما يرى العلاقة بين زوجته وأهله ترفرف عليها المودة والألفة، مما يوفر عليه كثيرا من المشاكل والهموم التي يعانيها بعض الأزواج من جراء الخلافات الناشئة بين زوجاتهم وأهليهم.

فالزوج مهما بلغت محبته لزوجته واحترامه لها فهي لا تفوق حبه لأمه التي حملته كرها ووضعته كرها، وسهرت الليالي الطوال من أجله، فهو يملك مكانة كبيرة في قلبها وهي أيضا تحتل مكانة كبيرة من قلبه، وهذه حقيقة تخفى على كثير من الزوجات، مما يؤدي إلى كثرة الخلافات بين الزوجة وحماتها، مما يجعل الزوج في حيرة! بين زوجته وأمه، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار الأسرة.

فعلى كل زوجة أن تضع بين أعينها دائما هذه الحقائق، فتحسن علاقتها بأهل زوجها لتحافظ على حب زوجها لها ولأهله، ولتعلم أخها إن أحسنت علاقتها بأم زوجها سوف يرزقها الله بزوجة لإبنها تحسن علاقتها بها.

يتبع
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة