عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-09-2010, 01:48 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

ويوصي عبد الله بن جعفر ابنته فيقول:

(إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق).

و (إياك بكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء).

و (عليك بالكحل فإنه أزين الزينة).

و (أطيب الطيب الماء)..

ويوصي أبو الدرداء امرأته فيقول:

(إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبتي رضيتك، وإلا لم نصطحب).

وقال أحد الأزواج لزوجته:

خذي العفو منـي تستديـمي مودتي ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقــــرك الدف مرة فإنك لا تدرين كيف الـمغيب.

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى ويأبى قلبـي والقـلوب تـقلب

فإني رأيت الحب فـي القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهـب

وتوصي أسماء بنت خارجة الفزارية ابنتها فتقول: " يا بنية إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أرضاً يكن لك سماء وكوني له مهاداً، يكن لك عماداً، وكوني له أمة، يكون لك عبداً لا تلحفي به فيقلاك، أي ولا تلحي عليه فيكرهك ولا تباعدي عنه إن دنا منك. فادني منه، وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينيه.. فلا يشمن منك إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً.

رابعاً: آداب خلوة العروسين:

إن لخلوة العروسين ليلة زفافهما سنناً وآداباً علمها لنا الإسلام الحنيف، من هذه السنن ما يلي:

(1) ملاطفة الزوجة عند البناء بها: لحديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: (إني قينت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها فأتي بعس لبن فشرب، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأخذت فشربت شيئاً ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((أعطي تربك)) قالت أسماء: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنسوة عندي: "ناولهن "، فقلن: لا نشتهيه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لا تجمعن جوعاً وكذباً " [رواه أحمد]

المفردات: قينت: زينت- لجلوتها أي للنظر إليها مجلوة مكشوفة- بعس: بقدح- تربك: صديقتك.

(2) يستحب أن يضع الزوج يده على رأس عروسه ويسمي الله ويدعو لها بالبركة: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إذا تزوج أحدكم امرأة فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة ويقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه (أي خلقتها وطبعتها عليه) وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " [رواه البخاري]

(3) يستحب للزوجين أن يصليا ركعتين معاً، عن شقيق قال: (جاء رجل يقال له: أبو حريز فقال: إني تزوجت جارية شابة (بكراً) وإني أخاف أن تفركني (أي تبغضني) فقال عبد الله بن مسعود: إن الإلف من الله، والفرك من الشيطان، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين وقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير).[أخرجه الطبراني بسنده انظر تخريجاته في آداب الزفاف (21).

الفصل السابع

آداب الجماع

الشريعة الإسلامية الغراء بينت لنا أفعالاً وآداباً تتعلق بالجماع منها ما يستحب فعله ومنها ما يكره فعله:

* فمن الأفعال المستحبة ما يلي:

(1) يستحب للزوج حين يأتي أهله أن يقول كما أوصى رسول الله في الحديث الصحيح قال: " لو أن أحدكم أتى أهله وقال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قضي بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبداً [رواه البخاري]

(2) يستحب الوضوء بين الجماعين لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا فإنه أنشط للعود )) [رواه مسلم وغيره]

(3) الوضوء قبل النوم لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة [رواه الشيخان] وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال: يا رسول الله أينام أحدنا وهو جنب؟ قال(نعم. إذا توضأ)) [رواه الشيخان]

وفي رواية: (( نعم، ويتوضأ إن شاء )) وفي رواية: (( ثم ليتوضأ ثم لينم حتى يغتسل إذا شاء )).

وعن عمار بن ياسر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمضمخ بالخلوف، والجنب إلا أن يتوضاء " [رواه أبو داود]

(4) جواز التيمم بدل الوضوء: لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجنب فأراد أن ينام توضأ أو تيمم. [البيهقي بإسناد حسن]

(5) جواز اغتسال الزوجين معاً: لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان [رواه الشيخان]

* ومن الأفعال المكروهة ما يلي:

(1) نشر أسرار الاستمتاع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها " [رواه مسلم وغيره]

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم (انتهى من صلاته) أقبل علينا فقال: " مجالسكم. هل منكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه، وأرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا وكذا؟ " فسكتوا، فأقبل على النساء فقال: " هل منكن من تحدث؟ " فجثت فتاة كعاب (أي شابة) على إحدى ركبتيها وتطالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع كلامها فقالت: والله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن، فقال عليه الصلاة والسلام:" هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون " [رواه أحمد وأبو داود]

(2) تحريم إتيان المرأة في الدبر:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم**.

. ومن الأحاديث التي تدل على تحريم ذلك:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت قال: " ما الذي أهلكك؟ " قال: حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئاً، فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم** يقول: " أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة " [رواه النسائي والترمذي وحسنه]

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) [رواه أصحاب السنن]

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ملعون من يأتي النساء من محاشهن " أي أدبارهن [رواه أحمد وأبو داود]

لا شك أن إتيان الدبر فعل قبيح نهى عنه الشرع، فهو بجانب حرمته مضر بالجسم صحياً ونفسياً، لمخالفته للطبيعة البشرية يقول الإمام ابن القيم في كتابه (زاد المعاد):... فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له، وإنما الذي هيء له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً، وأيضاً فإنه مضر بالرجل، ولهذا نهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم، لأن للفرح خاصية في اجتذاب الماء ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.. وأيضا يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة.. وأيضاً فإنه محل القذر والنجس فيستقبله الرجل بوجهه ويلابسه- وأيضاً فإنه يضر بالمرأة جداً، لأنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر لها غاية المنافرة... وأيضاً فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عند الفاعل والمفعول، وأيضاً فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر، ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشاً تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى فراسة.. وأيضاً فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل والمفعول، ولا بد.. وأيضاً فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فساداً لا يكاد يرجى بعده صلاح، إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح، وأيضاً فإنه يذهب بالمحاسن منهما ويكسوهما ضدها، كما يذهب بالمودة بينهما ويبدلهما تباغضاً وتلاعناً... وأيضاً فإنه من أكبر أسباب زوال النعم. فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله. وإعراضه عن فاعله، وعدم نظره إليه فأي خير يرجوه بعد هذا؟ وأي شر يأمنه؟ وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته، وأعرض عنه بوجهه و لم ينظر إليه؟ ا هـ.

فعلى الزوجة أن لا تطع زوجها في هذا الفعل القبيح ولا تمكنه من ذلك لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " [رواه أحمد] وإذا فعلت ذلك كانت عاصية وشاركته في الإثم وأضرت بصحتها، لأن هذا الفعل القبيح يسبب تمزيق فتحة الشرج وخروج البراز بدون تحكم.

(3) تحريم إتيان المرأة الحائض والنفساء: لقوله تعالى: {يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن **الآية [البقرة/222** وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ". [رواه أصحاب السنن] لقد حرم الإسلام على الرجل إتيان امرأته زمن الحيض أو النفاس لمضرته على صحة كل من الطرفين،كما أثبت الطب الرباني ومن بعده الطب الحديث. جاء في تفسير المراغي: قد أثبت الطب الحديث أن الوقاع في زمن الحيض يحدث الأضرار الآتية:-

1- آلام أعضاء التناسل في الأنثى، وربما أحدث التهابات في الرحم وفي المبيض أو في الحوض تضر صحتها ضرراً بليغاً، وربما أدى ذلك إلى تلف المبيض وأحدث العقم.

2- أن دخول مواد الحيض في عضو التناسل عند الرجل، قد يحدث التهاباً صديدياً يشبه السيلان، وربما امتد ذلك إلى الخصيتين فآذاهما ونشأ من ذلك عقم الرجل، وقد يصاب (بالزهري) إذا كانت جراثيمه في دم المرأة.

3- وعلى الجملة فقرابها في هذه الفترة قد يحدث العقم في الذكر والأنثى، ويؤدي إلى التهابات أعضاء التناسل، فتضعف صحته وتكفي ضرراً، ومن ثم أجمع الأطباء المحدثون في بقاع المعمورة على وجوب الابتعاد عن المرأة في هذه المدة،كما نطق بذلك القرآن الكريم المنزل من لدن حكيم خبير {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى** ا هـ تفسير المراغي في قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض**.

ويقول الدكتور كامل موسى في كتابه(الحيض وأحكامه الشرعية))عن أذى المجامعة في زمن الحيض:

ويقر الطب بما في الحيض من أذى، وندع القول فيه لأهله فيقول الدكتور علي البار في كتابه (دورة الأرحام) تحت عنوان (المحيض أذى).. يقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض.. وبفحص دم الحيض تحت المجهر تجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم.... ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك.. تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتريا الكاسح.. ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها.. وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول البكتريات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم، ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض.. إذ يقل إفراز المهبل الحامض الذي يقتل الميكروبات.. ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل.. تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها.. ليس ذلك فحسب، ولكن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض ويصبح جداره رقيقاً ومكوناً من طبقة رقيقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر.. وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج.

لهذا فإن إدخال الميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم.

كما أن وجود الدم في المهبل والرحم مما يساعد في نمو تلك الميكروبات وتكاثرها. ومن المعلوم أن على جلد القضيب ميكروبات عديدة.. ولكن المواد المطهرة والافراز الحامض للمهبل تقتلها أثناء الطهر... أما أثناء الحيض فأجهزة الدفاع مشلولة والبيئة الصالحة لتكاثر الميكروبات متوفرة.

ولا يقتصر الأذى على ما ذكرناه من نمو الميكروبات في الرحم والمهبل مما سبب التهاب الرحم والمهبل الذي كثيراً ما يزمن ويصعب علاجه. ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى أذكرها باختصار.

1- يمتد الالتهاب إلى قناتي الرحم.

2- يمتد الالتهاب إلى الأعضاء البولية.

3- شدة الآلام المصاحبة للحيض.

4- يتقلب مزاجها ويقل احتمالها ويلحقها ضيق وكآبة وخاصة في بدايته.

5- تقل عندها الرغبة الجنسية بل تميل إلى العزلة والسكينة.

6- قد يسبب لها الحيض فقر دم وخاصة إذا كان شديداً.

7- يضعف بدنها لقلة عمليات التمثيل الغذائي.

8- تصاب الغدد الصماء.

9- الوطء لا ينتج حملاً مع الحيض البتة.

10- يتبادل الأذى بين الرجل والحائض بالانتقال وخاصة الالتهابات المؤثرة على أعضاء الجهاز البولي.

11- يصحبها الشعور بالدوخة والفتور والكسل.

12- قد تصاب بالصداع النصفي ا هـ (الحيض وأحكامه الشرعية 93- 96)


كفارة إتيان الحائض:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الذي يأتي امرأته وهي حائض: فقال: " يتصدق بدينار أو نصف دينار " [رواه الخمسة واختلف في رفعه]

فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله وتلتزم بما أمرها الله، ولا تطع زوجها في هذا الأمر ولا تمكنه من ذلك التزاماً بأوامر الشارع الحكيم، ووقاية لها ولزوجها مما يحدث لهما من عواقب وخيمة نتيجة ذلك الفعل.

ما يحل للزوج أثناء الحيض:

إذا كان الإسلام حرم إتيان الحائض في زمن الحيض فإنه أباح للرجل الاستمتاع بزوجته خلال هذه المدة بطرق مشروعة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:

كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً ثم صنع ما أراد. [رواه أبو داود]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضاً أن تأتزر ثم يضاجعها. وقالت مرة: يباشرها [رواه الشيخان]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ فقال: " لك ما فوق الإزار " [رواه أبو داود]


الفصل الثامن

صفات الزوجة الصالحة

قال تعالى: **... فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله** [النساء: 33]

وقال تعالى: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً ** [التحريم/ ه**

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة )) [مسلم والنسائي وابن ماجه]

وعن أبي أمامة رضي الله عنه كان يقول: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله. [رواه ابن ماجه مرفوعاً]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تبغيه حوباً في نفسها وماله )) [رواه الطبراني]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الولود الودود العئود على زوجها الذي إذا غضب قالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى)).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نسائكم الودود الردود، المواسية المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) [صحيح الجامع: 333]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلمخير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغر أرعاه على زوج في ذات يده)) [صحيح الجامع: 3329]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلمأربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)).

لقد بين لنا سول الله صلى الله عليه وسلم صفات المرأة الصالحة في كلمات موجزة ولكنها تحمل منهجاً للمرأة المسلمة تسير عليه في حياتها الزوجية حتى تكون عند زوجها من خير ما يكنز. فقال صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته " [أحمد]

فالمرأة إذا لم تلتزم بحدود ربها في معاملة زوجها كانت امرأة سيئة الخلق، وصارت وبالاً على زوجها، وملأت بيته هماً ونكداً، فحينها لا تستطيع أي كنوز الدنيا أن تغير ما هو فيه إلا أن يمن الله عليه بزوجة صالحة تتصف بهذه الصفات:-

(1) مطيعة لأمر زوجها:

زوجة تطعه بالمعروف في كل أمر يوجهه إليها ما لم يأمرها بمعصية. وإذا ما أمرها بأمر لا يوافق رغبتها انتظرت الفرصة السانحة التى تسمح لها بإقناع زوجها بالعدول عن أمره دون مناقشات ومجادلات أو بفرض رأيها عليه، لأن الزوج بالقوامة التي منحها الله له يجب أن يكون هو صاحب الكلمة. فلو أقبلت زوجته عليه بصدر رحب وبينت له أنه هو القائم على البيت وأمره مطاع، ولكنها ترجو منه أن يعدل عن أمره إلى أمر ترى أنه حسن بما معها من حجة مقنعة، لأن لها زوجها ووافقها بذلك ومر الأمر دون مشاكل تعكر من صفو سعادتهما.

(2) تسره إذا نظر إليها:

زوجة تسر زوجها عند النظر إليها فلا يرى منها إلا كل ما ينشرح له صدره ويسر نفسه، تقابله بالابتسامة الجميلة والنظرات التي يشع منها الحب والعطف والحنان، جميلة المنظر حسنة الثياب، طيبة الرائحة، فحينما يراها على ذلك. قرت عينه وشعر كأن بين يديه هدية ثمينة منحه الله إياها، يحرص على المحافظة عليها بكل ما يملك حتى لا تضيع من بين يديه. فلا ينظر إلى ما حرم الله، ولا يسعى للفرار من البيت بحثاً عن الراحة والهدوء والسعادة، لأن زوجته هيأت له الجو الذي يريد أن يعيش فيه بعد عنائه طوال النهار من أجل تحصيل لقمة العيش..،وبهذا تكون أرضت ربها وأسعدت زوجها ونالت حب وتقدير زوجها لها.

(3) ودود عئود على زوجها:

زوجة تتودد إلى زوجها وتحرص على رضاه، تفعل كل ما ترى أنه يحبه، وتعرض عما يغضبه. يرى منها كل ما يحب، ويستشعر منها كل ما يفرح، ويسمع منها كل ما يرضى.

فالزوج إذا لم يجد في بيته الزوجة اللطيفة الودودة النظيفة ذات البسمة الرقيقة، والحديث الطيب والحب الصادق المخلص والأخلاق الإسلامية العالية، واليد الرحيمة الودودة فأين يجد؟

وإليك هذا الموقف الروائع الذي عقم زماننا أن يرى مثله.

حكي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي، قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيها حسناً فاتناً، وجمالاً نادراً، قلت في نفسي: فلأتطهر وأصلي ركعتين شكراً لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية،كما أنت ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وعلى آله أما بعد:

فإني امرأة غريبة لا أعلم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان لك في قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرحال من هو كفؤ لي، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع بما أمرك الله به إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك..

قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: أحمد الله وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد فإنك قلت كلاماً. إن ثبت عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب. فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، فإذا بفلانة في البيت. قلت: من هذه؟ قالت: ختنك (أي أم زوجتك) فالتفت إلي وسألتني: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة، قالت: يا أبا أمية المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها إلا في حالتين: إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم بشر من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب.

فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً.

هكذا يجب أن تكون الزوجة المسلمة، وهكذا تكون الأم الواعية حريصة على عمار بيت ابنتها بالنصيحة المخلصة والوصايا الحسنة.

(4) تعين زوجها على أمر دينه ودنياه:

زوجة تأخذ بيد زوجها دائما إلى ما هو خير في الدين والدنيا، تحث زوجها على التمسك بشرائع الإسلام فريضة ونافلة، تقدم له كل مشورة تقربه من الله عز وجل وتباعده عما يغضب الله. كصلة الرحم وبر الوالدين، ولتذكر نفسها دائماً أنها ستكون أماً لأولاد سيكبرون ويتزوجون ويجدون من يعينهم على برها، وتذكر زوجها بالحديث الصحيح: ((بروا آباءكم تبركم أبنائكم ))، وتكون دائماً الحبل الواصل بينه وبين أهله فتنال رضا الله عز وجل وتنال رضا زوجها حينما يراها حريصة على حسن علاقته بأهله كما أنها تنال رضا والديه. وبهذا لا يكون بينها وبينهم خلاف كما يحدث في كثير من البيوت.

.... وأيضاً تحثه على الابتعاد عن الكسب الحرام فقد كانت الزوجة الصالحة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله: (اتق الله ولا تطعمنا من حرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار).

.... وأيضاً تحثه على قيام الليل وتشاركه في ذلك حتى تتنزل عليهم رحمات الله عز وجل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ أمرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء،ورحم الله امرأة قامت من الليل،فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)) [رواه أحمد وأبو داود]

أما إعانته على أمر دنياه فيكون ذلك بحسن تدبيرها وحرصها على ماله فلا نطلب إلا ما تحتاج إليه ولا تنفق إلا ما يأمرها به يقول الإمام الغزالي في إحيائه: وأهم حقوق الزوج على زوجته أمران: أحدهما الصيانة والستر، والآخر ترك لمطالبة بما وراء الحاجة، والتعفف عن كسبه إذا كان حراماً)).

وقال علي فكري رحمه الله في كتابه ((سعادة الزوجين)):

يجب ألا تطلب الزوجة من زوجها مالا تمس الحاجة إليه من مأكل أو ملبس أو غيرها. فقد قال سبحانه وتعالى: {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين ** فلا يسوغ لها أن تطلب إلا ما يكون في طاقته. إذ بتكليفه ما لا يطيق تسيء إلى نفسها بعد إساءتها إلى زوجها. إذ تضعه في مركز حرج لا تحيق نتائجه السيئة بغيرها. وقال أيضاً في موضع آخر: الاقتصاد معناه حسن التدبير ووضع الشيء في موضعه وهو روح المعاملة، وزعامة الحياة الزوجية وهو الوسط بين الإفراط والتفريط. وقد أمر الله به ونهى عن الإسراف والتقتير حيث قال الله عز وجل: {ولا تجعل يديك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً** اهـ.

فالمرأة مسئولة عن استخدام ما لديها من مال زوجها في خير الطرق. فهي المكلفة بتدبير شئون البيت، فلا تغني كثرة المال مع قلة التدبير فقلة التدبير تعرض حياة الأسرة المادية للانهيار. والزوجة المسرفة عدوة نفسها ونكبة على زوجها تهلك بيدها أمواله، وكم من امرأة هدمت بيتها بسوء تصرفها، وكم من سيدة أسست بيتها على أحسن ما يكون بحسن تدبيرها.

فالزوج حين يرى زوجته مدبرة ومقتصدة وحريصة على ماله يزداد حباً لها وثقة فيها وفي حسن تدبيرها، مما يجعله يضع ماله تحت تصرفها ويمنحها حرية التصرف فيه، فهو واثق ثقة شديدة أنها لن تعرض ماله للهلاك، بل إنها حريصة على نمائه ومن هذه الثقة تنشأ حياة أسرية سعيدة بعيدة عن المشاكل المادية التي نسمع عنها بسبب سوء تدبير بعض النساء.

يتبع
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة