عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-10-2009, 04:13 AM   #1
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

Icon56 @ ( && مترددة في قبوله لصغر سنه وتواضع وظيفته && ) @

مترددة في قبوله لصغر سنه وتواضع وظيفته
أ. مروة يوسف عاشور

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو أن أجد لديكم توجيهًا ونصحًا، أنا أستاذة جامعيَّة، عمري 47 سنة، تقدَّم لخطبتي رجل على دين وخُلُق، مثقف، يصغرني بـ 6 سنوات، متزوج وله عدد من الأبناء، مؤهله ثانوي، ويكمل تعليمه الجامعي الآن، وظيفته مُتواضعة، تقدم لي عدَّة مرات متباعدة منذ سنوات، واعتذرت لفارق السن والتعليم، وما زال يلحُّ في الطلب رَغْمَ مرور السنوات، استخرت كثيرًا، وبدأت أفكر في القَبول لأكثر من اعتبار، أهمُّها إصراره وتمسُّكه بالعرض، فبماذا تنصحونني وأنا في هذه المرحلة من العمر؟ جزاكم الله خيرًا، وأنار بصيرتكم.
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أختي الفاضلة، ومرحبًا بك معنا في موقع (الألوكة).

لا أُخفي عليك أنِّي - في الغالب - ما أنصح كلَّ من تعدت الخامسة والثلاثين بالزَّواج ممن يتقدَّم إليها، إلا أن يكون فاسدًا دينيًّا أو خُلقيًّا.

لكن - رغم تقدُّم العمر - علينا ألا نُقْدِم على خطوة، إلاَّ بعد التفكير والاستخارة والاستشارة، وكما قيل: في التأني السلامة، لكن التأني لا يعني سنين، فالعمر لا ينتظر معنا، ولا يتوقف بتوقفنا، ولكنَّه يمضي شئنا أم أبينا.

لي معك بعضُ الوقفات اليسيرة، وإن كنت أميل إلى قَبول هذا الزَّواج، وأرجو من الله لك التوفيق:
الوقفة الأولى: الفارق العمري بينكما قد يُسبب لك بعضَ الإحراج، لكنَّه قد تكون له بعض الإيجابيَّات التي ربَّما لن تظهر إلا بعد الزَّواج، فزواجه من أخرى سيؤثر - في الغالب - سلبًا على زوجته، ولا شكَّ أنَّها ترغب في عدم زواجه، لكن زواجه من امرأة أكبر منه قد يُطمئن قلبها، ويُذهب بعضَ ما في نفسها من غَيْرة، ويُخفف من ألمها، ففي الغالب يَميل الزوج للزوجة الثانية، ويبالغ في حبِّها، إن كانت أصغرَ من زوجته، أمَّا في حالتك، فقد يكون ذلك الفارق العمري عاملاً طيبًا لامتصاص غضب الزَّوجة، كما أنِّي أعلم بعض الزيجات التي تَمَّت مع فارقٍ لا يختلف كثيرًا عن الفارق الذي بينكما، ومع ذلك يعيشُ الزوجان في سعادة وهناء - بفضل الله - ثم بسبب حكمة الزَّوجة في هذا العمر وحُسْنِ تصرُّفها، وحكمتها التي تقلِّل كثيرًا من المشكلات الزوجيَّة بين الأزواج، فلا تَعُدِّي الفارق العمري دائمًا عيبًا أو نقصًا تتصفين به، ولا تَنسَيْ أنَّ أعظمَ زواج في التاريخ، وهو زواج الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأمِّ المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - كان بينهما أكثر من ضِعْف الفارق العمري الذي بينكما، ومع ذلك كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحبها حبًّا شديدًا؛ حتى إن عائشة - رضي الله عنها - تتعجب من ذلك، وتقول: "ما غِرْتُ على نساءِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما غِرْتُ على خديجة".

وكان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنِّي رزقت حبَّها))؛ رواه مسلم.

فأمر نجاح الزواج لا يتوقف على الفارق العمري بين الزوجين، فإنْ حَسُنَ الدِّين، وسَمَتِ الأخلاق، هان على الزَّوجين الكثير من الأمور.

الوقفة الثانية: أودُّ لفت انتباهك الكريم إلى نقطة مهمة:
الرجل متزوج، والآن يكمل تعليمه الجامعي، فهل هناك ما يدعوه إلى الزَّواج بك غير الانتفاع أو الاستفادة منك في مجال الدِّراسة؟

عذرًا أيتها الغالية، علينا أن ننظر إلى الموضوع من جميع جوانبه، وأنْ نفكر فيه على تروٍّ وبصيرة، هل هناك منفعة متحققة بالزَّواج بك في مجال دراسته؟

لعلك تتفهمين ما أعني.

ليسٍ من العيب أن يفكر الرجل في الزَّواج بامرأة قد تتحقَّق له استفادة منها في بعض المجالات، لكن كلُّ ما أخشاه أن تكون الاستفادة مؤقَّتة، فتزول الحاجة إليك بانتهاء دراسته، وتزول معها الرَّغبة فيك، فأنت أعلم بالحال الآن، إن كان هناك مَنفعة كبيرة متحقِّقة له من خلال تعاونك معه - بحكم مكانتك - فعليك إعادة التفكير في الأمر والنَّظر إليه من هذه الزاوية، أما إن لم يكن لك سُلطة على شيء، كالتواصل مع بعض الزُّملاء الذين قد يحتاج لمساعدتهم في دراسته، أو تزكيته، أو أي نوع من المنفعة، فلا فائدة لشغل البال بالتفكير في هذه النقطة.

الوقفة الثالثة: لم تذكري - بارك الله فيك - إنْ كان قد سبق لك الزَّواج أم لا؟
وعلى كل حال، فلا شك أنك في هذا العمر بحاجة للسَّكن والراحة والشُّعور بالاستقرار، وفي الحقيقة قد يصعُب أن يتقدم إليك الرِّجال، وإن كان هذا رزقًا من عند الله، ولا يعلم الغيبُ إلا الله، لكن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ويتفكَّر في الأمور بصورة أقرب إلى الواقع، فلا مانعَ من تقديم بعض التنازلات، أو التغاضي عن بعضِ الأمور التي كان من الصعب التغاضي عنها في عمر أصغر؛ لأنَّ هذا من التفكير المنطقي والسليم.

الوقفة الرابعة: زوجته وأبناؤه:
عليك بالتفكير فيهم، وسؤاله عن رَدِّ فعلهم قبل الزواج، فتُحسنين التصرُّف إن حدث بينكم لقاء، أو تعاملتِ معهم، وهذا سيحدث في الغالب؛ فالإحسان والتودُّد إليهم أول ما أنصحك به، وإظهار المحبَّة لهم، والحرص عليهم، وأنصحك أنْ تطَّلعي على أساليب كيفيَّة التعامل مع الزوجة الأولى والأبناء؛ حتى تدخلي عالمك السعيد - إن شاء الله - على بصيرة، وأرجو أن تكون حكمتك وعلمك من العوامل الطيِّبة التي تحقق لك النجاح بإذن الله.

الوقفة الخامسة: لا تنسي أنه من حقِّك الشرعي الاستقلال بمسكنٍ خاص؛ فلا أدري إن كانت وظيفته المتواضعة تُمكِّنه من توفير المسكن لك أم لا.

فهذا من آكد الحقوق الشرعية للزوجة، سواء كانت زوجة أولى أم ثانية، فالحقوق واحدة، والعدل شرط التعدُّد في الزواج، فلا تنسي التحقق من هذا الأمر قبل الزواج.

ولا تنسي فضل الدُّعاء والتوجه إلى الله بأن يكتب لك التوفيق والنجاح، وأن ييسر لك الخير حيث كان، فهو - جلَّ وعلا - أعلم به، وفقك الله لكل خير وفلاح، ونسعد بالتواصل معك في أيِّ وقت؛ فلا تتردَّدي في مراسلتنا.

على هذا الرابط :
http://www.alukah.net/Counsels/Couns...?CounselID=676

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة