بسم الله الرحمن الر حيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين مبشرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا سيدنا و نبينا و قدوتنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الناظر في واقع المسلمين اليوم يرى أشخاصا يتعدون على الناس و يحتقرونهم و يظلمونهم و يسلبونهم حقوقهم ، و آخرون تراهم يخدمون مصالحهم دون مصالح الناس مستغلين مراكزهم و مسؤولياتهم ، و آخرون لا يعطون المرأة حقها من الميراث بدعوى اتباع العرف ناهيك عن المعاملة السيئة لها ، و آخرون يتمايلون في مشيتهم و يطيلون شعورهم و يضعون أقراطا في آذانهم و قلادات على رقابهم و أوشاما على أجسامهم ناهيك عن ملابسهم التي لا تخفى على أحد ، فهل هذه السلوكات من الرجولة ؟
إن الرجولة هي صفة عظيمة لمن يعرف معناها الحقيقي ، فالرجولة هي كل خلق كريم و هي اعتزاز بالنفس و أنفة ، و نجد في القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى ذكر صفاتا يمتاز بها الرجال الحقيقيون ، و من هذه الصفات نجد :
- القوامة على العائلة ، فالرجل هو الذي يرعى عائلته و يحنو عليها و يوجهها الوجهة الصحيحة فيقودها نحو السعادة في الدارين ، قال الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) .
- الصدق و الوفاء بالعهد ، قال الله سبحانه و تعالى ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدلوا تبديلا ) .
- قول كلمة الحق و الصدع به ، يقول الله تعالى ( و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم ) .
- النصح و الإرشاد و الدعوة إلى الحق ، يقول الله تعالى ( و جاء رجل من أقصى المدينة يسعى ، قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) ، و قوله تعالى ( و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى ، قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) .
- عدم الانشغال بالدنيا و إهمال الدين ، يقول الله تعالى ( رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) .
- الثبات في الشدائد و عدم الخذلان ، يقول الله تعالى ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب ، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ، و على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه