عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-11-2022, 05:08 PM   #2
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي


3470 - ( جهد البلاء : قلة الصبر ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
رواه الديلمي (2/ 77) من طريق إسماعيل الصابوني عن محمد ابن جمعة : حدثنا مسلم بن جنادة : حدثنا وكيع : حدثنا شعبة عن عبد الحميد ابن كرديد عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن جمعة ومسلم بن جنادة لم أجد لهما ترجمة . ونقل المناوي عن الصابوني أنه قال :
"لم يروه عن وكيع مرفوعاً إلا مسلم بن جنادة" .
قلت : فأشار الصابوني إلى إعلاله بالوقف ؛ وهو الأشبه .
والحديث عزاه السيوطي لأبي عثمان الصابوني أيضاً في "المئتين" .
ثم رأيته في "ثقات ابن حبان" (7/ 119) من طريق سلم بن جنادة به . فتبين أن "مسلم" محرف "أسلم" ، وأسلم - أيضاً - محرف من (سلم) ، وهو ثقة ربما خالف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقد خولف ؛ فأخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 50) من طرق أخر عن شعبة به موقوفاً . ورجاله ثقات ، فتأكد وقفه
(تنبيه) : اختلف المصادر التي رجعنا إليها في لفظة : "قلة" ، فوقع هكذا في "مسند الفردوس" ، وفي "الجامع الصغير" معزواً إليه وإلى الصابوني . لكن وقع في "الجامع الكبير" معزواً إليهما بلفظ : "قتل" . وكذا وقع "ثقات ابن حبان" و "فردوس الديلمي" المطبوع (2/ 110/ 2582) ، ومن الغريب أنه وقع في فهرسه الذي وضعه السعيد (ص108) : "قلة" . ولم يتيسر لي ترجيح أحدهما على الآخر . لعدم توفر مصادر مخطوطة أو مصورة ليصار إليها .


3545 - ( خص البلاء بمن عرف الناس ، وعاش فيهم من لم يعرفهم ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (95/ 2) ، وعنه القضاعي (48/ 1) : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي : أخبرنا هارون بن سليمان : أخبرنا خلف بن سهل : أخبرنا يوسف بن عدي : أخبرنا عثمان بن سماك ، عن محمد بن إسحاق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه .
وعثمان بن سماك ؛ مجهول لا يعرف ؛ كما قال العقيلي .
والحديث أخرجه الديلمي (2/ 127) عن عبد الله بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عمر قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
وإسناده ضعيف أيضاً ؛ جبير بن نفير في سماعه من عمر نظر ؛ كما قال في "التهذيب" .
وعبد الله بن صالح كاتب الليث ؛ فيه ضعف .

3610 - ( الدعاء يرد البلاء ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الديلمي (2/ 147) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن السري بن سليمان ، عن الرجاجي ، عن أبي سهيل بن مالك ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الرجاجي لم أعرفه ، ولا أدري إلى أي شيء نسبته ، ولعل في الأصل تحريفاً .
وكذلك لم أعرف السري بن سليمان هذا .


4374 - ( ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة . قال : لأن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء ، وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا المصيبة ، وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يكن في غم ما لم يكن في صلاة . قالوا : ولم يا رسول الله ؟ قال : لأن المصلي يناجي ربه ، وإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (104/ 1) ، والأصبهاني في "الترغيب" (74/ 2) عن عبد العزيز بن يحيى المديني : أخبرنا عبد الله بن وهب ، عن سليمان بن عيسى ، عن سفيان الثوري ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إما سليمان بن عيسى - وهو السجزي - ؛ قال الذهبي :
"هالك ؛ قال الجوزجاني : كذاب مصرح . وقال أبو حاتم : كذاب . وقال ابن عدي : يضع الحديث" .
وإما عبد العزيز بن يحيى المديني ؛ فإنه مثله ، قال الذهبي :
"كذبه إبراهيم بن المنذر الحزامي . وقال أبو حاتم : ضعيف . وأما الحاكم فقال : صدوق لم يتهم في روايته عن مالك . كذا قال بسلامة باطن ! قال البخاري : يضع الحديث . وقال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي ثم ترك حديثه" .
وبه أعله المناوي آثراً قول البخاري المذكور فيه ، ثم قال متعقباً على السيوطي :
"فكان ينبغي للمصنف حذفه من كتابه" .
قلت : وكم فيه من أحاديث كثيرة كان ينبغي عليه حذفها ، كما يتبين ذلك لمن تتبعها في كتابي "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" ، وقد يسر الله إتمامه تأليفاً وطبعاً .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .


4770 - ( لا بأس بتعليق التعويذ من القرآن قبل نزول البلاء ، وبعد نزول البلاء ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الديلمي (4/ 204) عن أبي نعيم بسنده عن هاشم بن عمرو البيروتي : حدثني سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سليمان بن أبي كريمة ؛ ضعفه أبو حاتم . وقال ابن عدي :
"عامة أحاديثه مناكير" .
وعمرو البيروتي : هو ابن هاشم ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وابنه هاشم بن عمرو ؛ لم أجد له ترجمة .



4993 - ( إن الله إذا أحب عبد اً وأراد أن يصافيه ؛ صب عليه البلاء صباً ، وثجه عليه ثجاً ؛ فإذا دعا العبد قال : يا رباه ! قال الله : لبيك عبد ي ! لا تسألني شيئاً إلا أعطيتك ؛ إما أن أعجله لك ، وإما أن أدخره لك ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (85/ 2-86/ 1) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : ويزيد هذا ضعيف .
ولذلك أشار المنذري (4/ 146-147) إلى تضعيف الحديث .



4994 - ( إن الله عز وجل يقول للملائكة : انطلقوا إلى عبد ي فصبوا عليه البلاء صباً . فليأتونه فيصبون عليه البلاء صباً ، فيحمد الله . فيرجعون فيقولون : ربنا ! صببنا عليه البلاء كما أمرتنا . فيقول : ارجعوا ؛ فإني أحب أن أسمع صوته ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً
أخرجه المخلص في "العاشر من حديثه" (207/ 1) : حدثنا عبد الواحد : حدثنا أيوب بن سليمان : حدثنا أبو اليمان : حدثنا عفير بن معدان عن سليم ابن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عفير هذا ؛ وهو ضعيف جداً ، كما تقدم برقم (293) ، ونقلته ثمة عن الهيثمي.
وأما في هذا الحديث ؛ فقال (2/ 291) : إنه ضعيف ، فقط ! والصواب الأول . وعزاه للطبراني في "الكبير" .
وكذلك صنع المنذري (4/ 147) ؛ وأشار إلى تضعيف الحديث .
وأخرجه الطبراني (8/ 195/ 7697) ، والبغوي أيضاً في "شرح السنة" (1425) من الوجه المذكور .

4995 - ( إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم به ؛ كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار : فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز ؛ فذلك الذي نجاه الله من الشبهات ، ومنه ما يخرج كالذهب دون ذلك ؛ فذلك الذي يشك بعض الشك ، ومنه ما يخرج كالذهب الأسود ؛ فذلك الذي قدافتتن ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الكفارات" (86/ 1) ، ومن طريقه الأصفهاني في "الترغيب" (59/ 1) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لما سبق في الذي قبله .
وبه : أخرجه الطبراني ؛ كما في "الترغيب" ، و "المجمع" ؛ وضعفاه .


5984 - ( ما من معمر يعمر في الإسلام أَرْبَعِينَ سنة ؛ إلا صرف اَللَّه
عنه ثلاثة أنواع من البلاء : الجنون ، وَالْجُذَام ، والبرص . فإذا بلغ خمسين سنة ؛ لين الله عليه الحساب . فإذا بلغ ستين ، رِزْقه اَللَّه الإنابة إليه بما يحب . فإذا بلغ سبعين سنة ؛ أحبه الله وأحبه أهل السماء . فإذا بلغ الثمانين ، قبل اَللَّه حسناته وتجاوز عن سَيِّئَاته . فإذا بلغ تسعين ، غفر الله لَهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبه وما تَأَخَّرَ ، وسمّي أسير الله في أرضه ، وشفع
لأهل بيته ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر .
أخرجه أحمد ( 3 / 217 - 218 ) ، وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 179 ) ، والبزار في " مسنده " ( 4 / 225 - كشف الأستار ) ، وأبو يعلى ( 7 / 241 / 4246 / 4247 ) من طريق يوسف بن أبي ذرة الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك مَرْفُوعًا .
ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 131 - 132 ) ، وقال :
" يوسف بن أبي ذرة ، منكر الحديث جِدًّا ، ممن يروي المناكير التي لا أصول لها
من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلة روايته ، لا يجوز الاحتجاج به بحال " . وقال ابن معين :
" يوسف ؛ ليس بشيء " .
ورواه الفرج - وهو ابن فضالة - واضطرب في إسناده ؛ فقال مرة : ثَنا محمد بن عامر عن محمد بن عبيد الله عن عمرو بن جعفر عن أنس بن مالك قال : " إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة ؛ آمنه اَللَّه من أنواع البلايا . . . " . الحديث نحوه مَوْقُوفًا .
وقال مرة : حدثني محمد بن عبد الله العامري عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
أخرجهما أحمد ( 2 / 89 ) .
والفرج ، ضعيف ؛ كما في " التقريب " ، مع اضطرابه في إسناده ، وفي وقفه
و رفعه .
ومحمد بن عامر أو ابن عبد الله العامري ؛ لم أعرفه ، ولكنه قد توبع :
فأخرجه البزار وأبو يعلى ( 4248 ) من طريق محمد بن موسى عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أنس مَرْفُوعًا به . وقال :
" لا نعلم أسند جعفر عن أنس إلا هذا الحديث " .
قلت : هو ثقة من رجال الشيخين ؛ لكن الراوي عنه محمد بن عبد الله بن عمرو
- وهو ابن عثمان بن عفان الملقب ب ( الديباج ) - ؛ ذكره الذهبي في " الميزان " ، وقال :
" وثقه النسائي . وقال مرة : ليس بالقوي . وقال البخاري : لا يكاد يتابع في
حديثه " .
قلت : فهو علة هذه الطريق الثانية عن جعفر بن عمرو ، وقد أسقطه من الإسناد في روايتين أخريين عند أبي يعلى ( 4249 ، 4250 ) ؛ فقال : عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أنس به .
فصار الإسناد بذلك مُنْقَطِعًا !
وقد تابعه على ذكره في الإسناد : يوسف بن أبي ذرة ؛ كما في الرواية الأولى لأبي يعلى وغيره ؛ كالبزار ، وقال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 205 ) :
إ رواه البزار بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات " !
وتعقبه الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار " ، فقال :
" قلت : في إسناد أحدهما يونس بن أبي ذرة ولم أعرفه ، وانظر هل الصواب يونس بن أبي فروة ؛ " !
قلت : ومثل هذا التعقيب يدل على أن المعلق لا تحقيق عنده ألبتة ؛ بل هو لا يحسن شَيْئًا حتى النقل ، ففي الصفحة نفسها التي نقل منها قول الهيثمي ثم تعقبه ذكر الهيثمي أن في أحد أسانيد أبي يعلى يوسف بن أبي ذرة ! فإن كان لم يقع بصره على هذا فأين البحث والتحقيق المدعى ؟ !
وللحديث طريق ثان عن أنس : يرويه عباد بن عباد المهلبي عن عبد الواحد ابن راشد عن أنس به مَرْفُوعاً .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 70 - 71 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 179 ) . وأعله بعباد بن عباد ؛ قال ابن حبان :
" غلب عليه التقشف ، وكان يحدث بالتوهم . . . " .
لكنهم قد خطأوه ؛ لأن هذا الذي ضعفه ابن حبان غير المهلبي الذي روى هذا الحديث ؛ فإنه ثقة من رجال مسلم . ووثقه ابن حبان نفسه ( 7 / 161 ) ، وقد وقع له مثل هذا الوهم في حديث آخر يأتي برقم ( 6785 ) . وإنما العلة من شيخه عبد الواحد بن راشد ، قال الذهبي في " الميزان " :
" ليس بعمدة " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
وطريق ثالث : عند البزار ( 3588 ) . فيه أبو قتادة الحراني ( الأصل : العذري ! )
- واسمه عبد الله بن واقد - ؛ قال في " التقريب " :
" متروك . وكان أحمد يثني عليه ، وقال : لعله كبر واختلط ، وكان يدلس " .
وشيخ البزار عبد الله بن شبيب ؛ واه ؛ كما في " الميزان " .
وطريق رابع : عند أبي يعلى ( 3678 ) . وفيه خالد الزيات : حدثني داود بن سليمان . قال في " اللآلئ " ( 1 / 144 ) :
" وهما مجهولان " .
ولم يحسن الكلام على هذه الطريق المعلق على " مسند أبي يعلى " .
وطريق خامس : يرويه الوليد بن موسى الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن الحسن عن أنس مَرْفُوعًا بالجملة الأولى منه .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 82 ) في ترجمة الوليد ، وقال :
" وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " .


6162 - ( ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة ؛ فَحَرِّزوا
أموالكم بالزكاة ، وداووا مَرْضَاكم بالصدقة ، وادفعوا عنكم طَوَارِقَ
البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينزل ... ما نزل يكشفه ،
وما لم ينزلْ يَحْبِسُه ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر .
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/801/34) ، ومن طريقه ابن عساكر
في "التاريخ " (11/522) من طريق هشام بن عمار : ثنا عراك بن خالد بن يزيد :
حدثني أبي قال : سمعت إبراهيم بن أبي عبلة عن عبادة بن الصامت رضي الله
عنه قال : اتي رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة ، فقيل : يا رسول الله! أُتي
على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علتان :
الأولى : الانقطاع بين إبراهيم بن أبي عبلة وعبادة بن الصامت ؛ فإن بين
وفاتيهما أكثر من مائة سنة .
والأخرى : ضعف عراك بن خالد بن يزيد - وهو : الْمُري الدمشقي - ، وهو لين
- كما في "التقريب" - .
وقد أعله أبو حاتم بالعلتين كلتيهما ، وقال :
"حديث منكر" ؛ كما كنت ذكرته تحت الحديث (575) من رواية عمر مرفوعاً
بالشطر الأول من حديث الترجمة ، وهذا القدر أخرج الأصبهاني منه في "الترغيب "
(2/ 606/ 1451) وزاد :
"فأحرزوا أموالكم بالزكاة " .
قلت : وزاد ابن عساكر فِي حَدِيثِ الترجمة ؛ فقال في آخره :
وعن عبادة بن الصامت : أن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول :


6764 - ( لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع مالم ينزل القضاء، وإن البلاء والدعاء ليلتقيان بين السماء والأرض، فيعتلجان إلى يوم القيامة ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً (*).
أخرجه البزار في " مسنده " ( 2/ 29/ 2164 ) من طريق إبراهيم بن خُثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال:
" لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ".
قلت: وهو ضعيف جداً ؛ إبراهيم بن خثيم: قال النسائي:
" متروك ". وقال أن زرعة.
" منكر الحديث".
وبه أعله الهيثمي، فقال ( 7/ 209 و 10/ 146 ):
"رواه البزار، وفيه إبراهيم بن خثيم، وهو متروك ".
ثم رواه البزار ( 2165 )، والحاكم ( 1/ 492 )، والطبراني في " الأوسط " ( 3/ 242/ 2519 )، و " الدعاء " ( 2/ 2/ 0 80/ 33 )، والخطيب ( 8/ 453 ) من طريق زكريا بن منظور: حدثني عطاف عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ:
"لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وان البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ".
وقال البزار:
" لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ".
كذا قال! وكأنه نسي، فقد علمه بالإسناد المتقدم عنه له ؛ وان كان واهياً، وأظن أن هذا مثله في الوهن، وعلته ( زكريا بن منظور )، وان قال الحاكم عقبه:
"صحيح الإسناد " ؛ فقد رده الذهبي بقوله في " التلخيص ":
" قلت: زكريا مجمع على ضعفه".
كذا قال! وهو مردود بقول الهيثمي:
" وثقه أحمد بن صالح المصري، وضعفه الجمهور ".
قلت: ووثقه ابن معين في رواية ؛ كما في " التهذيب ". وقال الذهبي في "المغني ":
"ضعفه جماعة، وقال ابن معين: ليس بثقة ". وأما في " الكاشف " فاكتفى بقوله:
" لينه أحمد ". ونحوه قول الحافظ في، " التقريب ":
" ضعيف ".
وأما في " التلخيص الحبير " ؛ فقال عقب الحديث - وقد عزاه للبزار والحاكم -:

" وفي إسناده زكريا بن منظور، وهو متروك ".
وذكر له ابن عدي في " الكامل " أحاديث هذا أحدها، ثم قال ( 3/ 213 ):
" ليس له أحاديث أنكر مما ذكرت، وله غيرها غرائب، وهو ضعيف - كما ذكروا -، إلا أنه يكتب حديثه ".
وقال ابن الجوزي في " العلل " ( 2/ 360 ):
" حديث لا يصح، قال يحيى: زكريا ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك ".
( تنبيه ): قوله: " لا يغني حذر من قدر " قد صح موقوفاً على ابن عباس، وهو مخرج في " الضعيفة " تحت الحديث ( 5448 ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء يرد القضاء "، قد ثبت مرفوعاً عن ثوبان، وهو مخرج في الصحيحة " ( 154 ).


6973 - ( إذا أحب الله عبداً ؛ ألصق به البلاء ، فإن الله عز وجل يريد أن يصافيه ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع.
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 7/146/9790 ) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن نهشل القرشي عن سعيد بن المسيب مرفوعاً به.
قلت: وهذا - مع إرساله - فيه نهشل القرشي ؛ وهو: كذاب (*).
وعبد الرحمن بن زياد - هو: الإفريقي -: ضعيف.
__________
(*) لعل الشيخ رحمه الله أراد أن يقول: "مجهول " فسبق ذهنه إلى ( نهشل القشيري ) الكذاب ؛ انظر صفحة ( 1112 ). ( الناشر ).


7138 - ( أي أخي! إني موصيك بوصية فاحفظها، لعل الله أن ينفعك بها:
1 - زر القبور، تذكر بها الآخرة ، بالنهار أحيانا و لا تكثر.
2 - و اغسل الموتى ، فإن معالجة جسد خاو عظة بليغة .
3 - وصل على الجنائز، لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله تعالى.
4 - وجالس المساكين ، و سلم عليهم إذا لقيتهم.
5 - وكل مع صاحب البلاء تواضعاً لله تعالى و إيماناً به .
6 - والبس الخشن الضيق من الثياب ، لعل العز و الكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ.
7 - و تزين أحيانًا لعبادة ربك، فإن المؤمن كذلك يفعل تعففاً وتكرماً وتجملاً.
8 - ولا تعذب شيئاً مما خلق الله بالنار ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر.
هكذا بهذا السياق ذكره السيوطي في " الجامع الصغير" برواية ابن عساكر عن أبي ذر. وقال المناوي في " فيض القدير ":
" أخرجه ابن عساكر في ترجمة أبي ذر عنه، وفيه ( موسى بن داود ): أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:
مجهول. و ( يعقوب بن ابراهيم ): لا يعرف، عن يحيى بن سعيد، عن رجل مجهول ".
قلت: وأنا في شك كبير من إعلال المناوي المذكور، بل هو من الخبطاته المعروفة، وقد أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 330 ) بإسناد فيه الرواة الذين أعل الحديث بهم ؛ فقال الحاكم:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة: ثنا أحمد بن حازم الغفاري: ثنا موسى بن داود الضبي: ثنا يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد عن أبي مسلم الخولاني عن عبيد بن عمير عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:... فذكره، مقتصراً على ثلاث فقرات من الحديث ؛ هي الأولى والثانية والثالثة ؛ دون قوله في الأخيرة: " معرض لكل خير ".
وقال الحاكم:
" صحيح الاسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: فمن فوق ( أحمد بن حازم الغفاري ) كلهم من رجال " الصحيح " ؛ فموسى بن داود الضبي من رجال مسلم، وليس هو الذي ذكره الذهبي في " الضعفاء "، وجهله.
ويعقوب بن إبراهيم هو: الدورقي الحافظ الثقة من رجال الشيخين.
ويعقوب بن إبراهيم الذي لا يعرف إنما هو آخر وهو: القاضي الزهري ؛ متقدم على هذا، يروي عن هشام بن عروة.
ويحيى بن سعيد - هو: القطان -: من رجال الشيخين.
ومثله عبيد بن عمير - وهو: الليثي -: تابعي جليل، مات قبل ابن عمر.
وأبو مسلم الخولاني: ثقة من رجال مسلم.
فلم يبق النظر إلا في ( أحمد بن حازم الغفاري ) وهو ثقة متقن - كما قال ابن حبان ( 8/ 44 ) -.
وإلا شيخ الحاكم ( أبي جعفر محمد بن علي الشيباني ): قال الحافظ الذهبي في " السير" ( 16/ 37 ):
" كان أحد الثقات ".
قلت: فلا أجد في هذا الاشاد علة تحول بيننا وبين القول بصحته ؛ لكن في النفس توقف بسبب ما يشعر به كلام المناوي المتقدم أن يحيى بن سعيد رواه عن رجل مجهول، ومن المؤسف أن ترجمة أبي ذر في " تاريخ ابن عساكر " فيها خرم من أولها ؛ فلم نحظ بالحديث فيها، والطابع لـ " التاريخ " الظاهر أنه لم يجد نسخة منه يتمم بها النقص الساقط ؛ فأورد الحديث في طبعته ( 66/ 188 ) بدون سند
مبتدئاً إياه بقوله:
وعن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال: دخلت المسجد... الحديث. فذكره مع زيادة ونقص عن حديث الترجمة ؛ دون ذكر فقرة الحزين، فكأن الناشر استدرك هذا السياق من بعض المختصرات.
ثم وقفت على إسناده - بدلالة بعض الإخوان جزاه الله خيراً - ؛ ساقه السيوطي في رسالته " تمهيد الفرش بذكر الخصال الموجبة لظل العرش " ( ص 80 - 82 ).
أخرجه ابن عساكر بالسند المتقدم عن الحاكم من طريق علي بن الفرائضي: حدثنا موسى بن داود: حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد عن رجل عن أبي مسلم الخولاني عن أبي ذر ؛ فذكر فقرة الحزين فقط. وقال السيوطي:
" هذا حديث غريب، أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( الأصل: التخريج ) ؛ قال شيخ الإسلام: والرجل المبهم ما عرفته، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " بحذفه، وزاد بين ( أبي مسلم ) و ( أبي ذر ): ( عبيد بن عمير ). وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " القبور "، وموسى وثقه أحمد وغيره".
قلت: وهو من رجال مسلم ؛ فقول بعضهم: إنه مجهول.. مردود - كما سبق آنفاً، وفيما مضى تحت الحديث رقم ( 3663 ) -. وإنما علة الحديث ( شيخ يحيى ابن سعيد ) الذي لم يسم بينه وبين ( أبي مسلم الخولاني )، ومن هذا الوجه
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " ( 1/372/470 ) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول: ثنا أبي: ثنا موسى بن داود عن يعقوب ابن إبراهيم عن يحيى بن سعيد عن رجل عن أبي مسلم الخولاني عن أبي ذر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... فذكر الحديث.
قلت: فالتقت رواية ابن شاهين مع رواية ابن عساكر التي نقلها السيوطي على إثبات الرجل المبهم، فهو العلة كما قال الذهبي.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة