عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-02-2022, 01:07 PM   #6
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي


6093 - ( مَنْ حَبَسَ العِنَبَ زمنَ القَطافِ حتى يَبيعَه من يهوديٍّ أو
نصرانيٍّ [أو مجوسيٍّ] ، أو ممن يعلمُ أنه يتخِذُه خمراً ، فقد تَقَحَّم على
النارِ على بصيرةٍ ) .
قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة:
منكر .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/236) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في " العلل " (2/188) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/27/ 5488) ، والسَّهمي
في "تاريخ جرجان " (ص 241/390) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (5/17/5618)
من طرق عن عبدالكريم بن عبدالكريم عن الحسن بن مسلم عن الحسين بن واقد
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ... مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لم يرو عن بريدة [إلا بهذا] الإسناد ؛ تفرد به أحمد بن منصور المروزي "!
كذا قال! وهذا بالنسبة لما وقع له ، وإلا ؛ فهو عند الآخرين عن غيره! وقال ابن
حبان :
"وهذا حديث لا أصل له عن حسين بن واقد ، وما رواه ثقة ، والحسن بن
مسلم هذا راويه يجب أن يعدل به عن سنن العدول إلى المجروحين بروايته هذا
الخبر المنكر" . وأقره ابن الجوزي .
وقال ابن أبي حاتم في "العلل " (1/389) ، وقد سأل أباه عن هذا الحديث
فأجابه بقوله :
"هذا حديث كذب باطل " . قال :
"قلت : تعرف عبدالكريم هذا ؟ قال : لا . قلت : فتعرف الحسن بن مسلم؟
قال : لا ؛ ولكن تدل روايتهم على الكذب " .
ومثله في "الجرح والتعديل " مفرقاً في ترجمة المتهمَيْن - الحسن وعبدالكريم - .
وأقره الذهبي عليه فيهما ؛ لكنه قال في ترجمة الأول منهما :
"أتى بخبر موضوع في الخمر" . ثم ساق هذا من طريق ابن حبان .
(تنبيه) : اختلفت الرواية في اسم والد عبدالكريم : فعند السهمي سمِّي
بـ : (عبدالكريم) - كما تقدم - . ووقع عند الطبراني : (أبي عبدالكريم) - بأداة الكنية - .
وعند " الضعفاء " وابن الجوزي : (عبد الله السكري) ... ولعل الصواب : الأول ؛ فإنه
كذلك وقع عند ابن أبي حاتم في (الترجمتين) ، وفي (ترجمة عبدالكريم) عند
الذهبي والعسقلاني . ونسبه هذا فقال : (البجلي) وأظنه خطأ مطبعياً ؛ انتقل نظر
الطاج إلى ما ذكره ابن حجر زيادة على الذهبي فقال :
"وفي "ثقات ابن حبان " : "عبدالكريم بن عبدالكريم البجلي ، عن عبد الله (1)
ابن عمر ، وعنه جُبَارة بن المغلِّس ، مستقيم الحديث " . فالظاهر أنه هو ، ولعل ما
أنكره أبو حاتم من جهة صاحبه جبارة ، ويؤيده أن أبا حاتم قال قبل ذلك : لا أعرفه " .
وقد فاته أن هذا الحديث الذي أنكره أبو حاتم ليس من رواية جبارة عنه ،
فتنبه! وقد تعقبه المعلق على "الجرح والتعديل " فيما استظهره أن عبدالكريم هذا هو
البجلي ؛ فقال عقبه :
"أقول : بل الأشبه أنهما اثنان ؛ أحدهما : عبدالكريم بن عبدالكريم البجلي
الذي ذكره ابن حبان في "الثقات " . والآخر - متأخر عنه ، وهو - : عبدالكريم بن
عبد الله السُّكَّري ، هو الراوي عن الحسن بن مسلم . والله أعلم " .
_قلت : وهذا هو الراجح عندي ؛ لأن عبدالكريم البجلي كوفي ، وهو من رجال
ابن ماجه ، لكن سمى أباه عبد الرحمن البجلي الكوفي الحَرَّاز ؛ مترجَم في
"التهذيب " بروايته عن جمع ؛ منهم عبيد الله بن عمر المدني وجمع من الكوفيين ،
وعنه ابنه إسحاق وإسماعيل بن عمرو بن جَرير وجبارة بن المغلس . وقال :
"ذكره ابن حبان في "الثقات " وقال : مستقيم الحديث " .
وهذا قاله في "ثقاته " (8/423) في أتباع التابعين ، لكن سمى أباه عبدالكريم
- كما تقدم - ؛ فهو المترجم في "التهذيب " .
وأما عبدالكريم بن عبدالكريم - أو : ابن عبد الله ؛ على الخلاف المتقدم ؛ فهو -
مروزفي ؛ كما في "الضعفاء" لابن حبان ، وترجمه السهمي بقوله :
"عبدالكريم بن عبدالكريم البزاز الجرجاني المعروف بـ (عبدك) هو الذي ينسب
إليه خَانُ عَبْدّك بباب الخَنْدَق . روى عن عمر بن هارون ، والحسن بن مسلم
وغيرهما . روى عنه محمد بن بندار السَّبَّاك وعبد الله بن المهدي " .
وبالجملة ؛ فعلة الحديث إما عبدالكريم هذا - وهو : غير البجلي - ، وإما شيخه
الحسن بن مسلم ، وهو الأقرب . والله أعلم .
والحديث عزاه الحافظ في "التلخيص " (3/19) للطبراني في "الأوسط ! فقط
ساكتاً عليه ، وأعله الهيثمي (3/ 90) بقول أبي حاتم في عبدالكريم : حديثه يدل
على الكذب " .
ولقد وهم الحافظ وهماً فاحشاً في "بلوغ المرام " (2/351 - سبل السلام) فقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط " بإسناد حسن "!
كذا قال! وأظن أن سبب الوهم أنه اعتمد على قول ابن حبان في عبدالكريم
البجلي : مستقيم الحديث ؛ بناءً منه على ما استظهره أنه هو راوي إذ ا الحديث ،
ثم سها عن شيخه الحسن بن مسلم الذي لا يعرف ، ولم يوثقه أحد - كما تقدم - .
والله أعلم .
وقد اغتر بقول الحافظ هذا مؤلفُ كتاب "الرضاع وبنوك اللبن " (ص 55) ؛
فنقل كلامه المذكور دون أن يعزوه إليه! كما سكت عنه الصنعاني في "السبل"!
وجزم بنسبته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد سابق في "فقه السنة" (3/83 - الكتاب
العربي)! وذلك من شؤم التقليد . والله تعالى هو المستعان ، وهو ولي التوفيق .
______
(1) كذا ، وفي "الثقات " (8/423) : "عبيد الله" بتصغير ؛ "عبيد" . وكذا هو في
"التهذيب" - كما سيأتي - .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة