عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-10-2012, 03:57 AM   #24
معلومات العضو
البار بوالديه
عضو موقوف

افتراضي

استشرت الشيخ محمد العريفي على ايميله بخصوص هذي المشكلة ونقلتها له نصاً كما وضعتها هنا في منتداكم ..... لكن احيان العريفي مايرد بنفسه موكل ناس يردون على الايميلات عموما وصلني هذا الرد منه :-

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يمنَّ عليك بتحقيق أمنياتك وما تشتهي في هذه الحياة، وأن يُكرمك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، كما أسأله تبارك وتعالى أن يُذهب عنك هذه النظرة السلبية تجاه جدتك، وأن يرزقك العفو والصفح والحلم وسعة الصدر، وأن يُبدل هذه النظرة السلبية إلى نظرة إيجابية، وأن يجمع بينكم جميعًا على خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك أقول لك: إنه مما لا شك فيه أن هذه التصرفات غير السوية وغير الطيبة وغير الطبيعية ألقت بظلالها على قلبك منذ نعومة أظفارك، وقام عقلك الباطن بحفظها في داخله ولم يستطع التخلص منها؛ لأنها سمة غالبة ولم تتوقف فترة من الزمن حتى نقول بأننا من الممكن أن ننسى وإنما لعلها ما زالت مستمرة إلى الآن كما فهمتُ من رسالتك، وهذا الذي يجعل الصعب عليك أن تتجاوز هذه التصرفات وأن تنظر إليها نظرة إيجابية.

إن هذا الشعور شعور طبيعي، لا تستطيع التخلص منه بسهولة؛ لأنه أصبح جزءًا من مكوناتك الشخصية، ولأنه تركز في ذاكرتك عبر السنين الطويلة، فأنت الآن وصلت إلى السادسة والعشرين من عمرك، وأنت منذ فترة طويلة على الأقل أربع أو خمس سنوات وأنت تختزن هذه الأشياء وتحتفظ بها في داخلك رغمًا عنك، فأنت لم تكون تتلصص عليها أو تحاول أن ترصد الأخبار لها، وإنما الأمور كانت تحدث بطريقة عفوية وتلقائية، وبما أنها كانت غير صحيحة خاصة أنها تتحدث عن شخصية بالنسبة لك أحب إليك من نفسك، فهذا الأمر كان يزيد كلما حدث موقف كلما زادت الكراهية والشعور بعدم الرضى تجاهها أو عدم الراحة أو عدم الرضى عن تصرفاتها.
فإذن أقول: المطلوب منك على وجه الخصوص إنما هو الحرص على عدم صدور أي تصرف يُوحي أولاً بازدرائها أو امتهانها أو أي كلمة مثلاً تقلل من شأنها أو أي كلمة فيها غيبة أو فيها نميمة بالنسبة لها أو انتقاص من حقها أو غمز أو لمز أو تشويح باليد أو غير ذلك، وإنما عليك كما ذكرت أن تكثر من الدعاء لها أن يغفر الله تعالى لها وأن يتوب عليها، وأن تجتهد في أن تذكريها دائمًا بالخير، حتى وإن قالت لك الأم أنت تعرف ماذا فعلت، قول لها: (لها مقامها ولها منزلتها) ولا تحاول أن تنجرف في تيار توجيه الاتهامات لها أبدًا، وإنما دائمًا احرص على أن تُمسك لسانك؛ ولذلك أيضًا إذا كانت لديك أي أشياء تستطيع أن تقدم لها محسوسة مثلاً كمصافحتها وتقبيل يدها أو تقبيل رأسها أو غير ذلك، أيضًا فافعل ذلك .

إذا شعرت بأنها في حاجة إلى بعض المساعدة سواء كانت مساعدات مادية أو غيرها فقدم بلا تردد، بهذه الكيفية تستطيع أن تعوض هذه النظرة السلبية أو هذه الأفكار السلبية التي في نفسك.

عليك بالدعاء لها أيضًا أن يغفر الله لها وأن يعفو الله تبارك وتعالى عنها، وأن يطيل عمرها على طاعته، فحاول أن تنفعها بكل وسائل النفع،
ثم بعد ذلك كما حاول أن تجتهد في الإحسان إليها بكل جوارحك وبكل ما تملك، وبإذن الله تبارك وتعالى لن يكون عليك شيء، ولن تأثم بإذن الله تعالى على ذلك إثمًا شرعيًا، ولعلك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يُخرج الله هذه الأفكار السلبية من قلبك، وأن يملأ قلبك بمحبتها ومحبة أهلك ومحبة الصالحين من عباده، لأنه الوحيد جل جلاله الواحد الوحيد المتصرف في القلب والذي يستطيع أن يقلب القلوب من كراهية إلى حب ومن حب إلى بغض.

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على ذلك، إنه جواد كريم.

    مشاركة محذوفة