عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-04-2007, 08:46 AM   #4
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

وبعد أن عرفنا الاستعانة بالجان نريد أن نوضح أصناف المستعينين من الإنس الذين يزعمون بأنهم يستعينون بالجان المسلم الصالح المؤمن :

الصنف الأول :منهم الممسوس والمسحور الذي لبس عليه شيطانه فوسوس له بأنه يحبه وأنه يريد أن يخدمه في أمور كثيرة والشيطان عدو الإنسان المبين ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوا عدوا ) فإذا كان شيطان فالموضوع منتهي من حيث ظهور حرمته ولكن قد يكون الجني جاهلا" بالحكم الشرعي فيستحل ما حرم الله من تلبسه بجسد ذلك الإنسان وأنا أعرف حالات كثيرة كان يظن الإنسي أنه صار من أصحاب الكرامات وأنه من أولياء الله الصالحين رغم أن ظاهر علمه وعمله لا يدل علي ذلك أبدا وبالكشف عليه اتضح إصابته بمس من جني صوفي
وكان الجني يظن أنه يحميه من بعض الشياطين المتسلطين عليه أو أنه يحبه في الله ويريد مصلحته وعند تذكرته بأن هذا محرم عليه أن يفعل فإذا كان رب العباد قد أمرنا أن نستأذن عند دخولنا بيوت الناس ولا ندخل بغير رضاهم أبدا وإذا قالوا لنا أرجعوا بعد الاستئذان وجب علينا الرجوع احتراما" لخصوصياتهم وحرماتهم فما بالك بجسد الإنسان وهو أشد خصوصية وحرمة يقول تعالي في سورة النور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون َفَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ))
وكذلك هذا نوع من الاعتداء الذي حرمه الله تعالي جميعه بأن قال (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فلو كان يخشى الله ولم يكن بحق شيطان رجيم فإنه يرضخ لقول الله تعالي ويتركه طاعة لله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
وهذا النوع من الاستعانة ضلالته بينة وحرمته ظاهره ولا يعارض في هذا من يملك مثقال ذرة من علم من إنس ولا جن والله تعالي أعلي وأعلم.



الصنف الثاني منهم : يتبع طرق الصوفية المبتدعة فيأخذ في ترديد اسم أو أكثر من أسماء الله الحسني أو أية أو سورة من سور القرآن الكريم بعدد معين قد يصل لآلاف المرات أو مئات الآلاف من المرات ويقول في نهاية هذا الورد المزعوم توكلوا يا خدام هذه الأسماء الشريفة أو الآيات الشريفة أو السور الشريفة بالظهور لي وخدمتي وما إلي ذلك من طرقهم المعروفة عنهم.
ويتحقق ذلك أيضا" بالنية دون القول أو طلب الخدمة من الجان فطالما يقرأ ما يقرأ بينة تحضير الجان وطلب خدمته فتتحقق في حقه الحرمة أيضا".

وهؤلاء أيضا" ضلالهم واضح لكل من ألقي السمع وهو شهيد فوجود مثل هؤلاء الخدام للآيات معدوم ولم يقل به نبي الله صلي الله عليه وسلم وهو الذي أنزل عليه الوحي من ربه فهل جهله هو وهم علموه ؟؟ بالطبع لا
..وغالب الأمر أنه من تلبيس إبليس اللعين على الصوفية و المبتدعة بأن جعل لبعض الذكر البدعي من الأوراد والتكرار المعين للآيات و السور بطريقة معينة جعل لكل منها خادما من شياطينه أو أحد الجان الصوفي المبتدع ليصرف الناس عن سنة نبيهم صلي الله عليه وسلم
وإتباع السنة للمؤمن إنس وجان خير وأبقي.
كما إن كتاب الله عز وجل أسمى من أن يستخدم لاستحضار الجن ، فكتاب الله تنزل لقراءته وحفظه والعمل بمقتضي حدوده وأحكامه كما أن هذه الطريقة البدعية غالبا"ما تكون استدراجا لكل من المعالِج والمعالَج لذا فضلالة هؤلاء أيضا " أغني وأظهر من أي بيان والله تعالي هو المستعان.
وقد صدرت في تحريم هذا الأمر أكثر من فتوى منها فتوي من اللجنة الدائمة جاء فيها :

السؤال الثالث والخامس من الفتوى رقم (3321):

س 3: هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه: (أجيبوا وتوكلوا يا خدام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي)؟
ج 3: نداء خدام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات شرك; لأنه نداء لغير الله من خدم غائبين موهومين لا نعلم له أصلا, قال تعالى: ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقال تعالى: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الآية، وقال عز وجل: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وقال تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث, إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على أن الدعاء لجلب النفع أو دفع الضرر إنما هو لله, فصرفه لغير الله شرك; لأنه عبادة. .
السؤال السابع من الفتوى رقم (4798):
س 7: شيخي الفاضل، لقد وجدت ورقة في طريقي مكتوبة فأردت أن أبعدها عن الطريق حتى لا تدوسها الأقدام فألقيت نظرة فيها لأعرف إذا كان بها قرآن حتى آخذها إلا أني وجدت بها هذا النص أرجو أن تفيدوني عن تفسير كامل له وما أصله في الأحكام هل هو حلال أم حرام؟ ينقش في خاتم ذهب ويبخر بعود وعنبر ويلبس على طهارة تامة ويديم ذكر الله تعالى على عظيم في دبر كل صلاة ألف ومائة وثلاثون (1130) مرة لمدة أسبوع من بعد صلاة الصبح يوم الجمعة أول الشهر تنتهي يوم الخميس بعد صلاة العشاء ثم بعد ذلك يذكر الاسمين بعد كل فريضة بقدر المستطاع له من الأسرار ما فيه العجب العجاب - لا يقدر له قيمة ولا تكشف أسرارهما أبدا ولا لابنك أو أي شخص آخر حتى لا يعبث بهما في مضرة أو أذى لعباد الله.

ج 7: كل ما ذكر في السؤال لا يجوز عمله ولا اتخاذه حرزا أو تميمة، ولا يجوز العمل بما فيه؛ لأن فيه نقشا مجهولا وقد يكون متضمنا الشركيات، ولأنه يشتمل على ذكر غير مشروع موقت بوقت ومحدد بعدد لم يأذن به الشرع ومشتمل على الذكر باسمين لم يعرف ما هما؛ فكل ذلك محرم لا يجوز الإقدام عليه، ومن تلبس به وجب عليه التخلص منه بترك تلك الأذكار ومحو ما على الخاتم من نقش وترك تبخيره بالعود والعنبر، مع التوبة من ذلك، ونسأل الله العفو والعافية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    مشاركة محذوفة