عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-09-2004, 09:48 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Arrow ( && تعقيب وتعليق حول مسألة حكم رش البيوت من الداخل بالماء والملح && ) !!!

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

كنت أتصفح الانترنت هذا الصباح فوقفت على مقالة لأخي الفاضل الشيخ عبدالله الزقيل ، ولاستيضاح الأمر فقد قمت بالاتصال به مباشرة ودار نقاش علمي بيننا ، ولإيضاح الأمر وتبيان أنقل لكم المقالة كما وردت وأترك التعقيب بإذن الله لوقت آخر :

بسم الله الرحمن الرحيم


* هل يجوز رش البيت المسكون بالماء والملح من الداخل ؟؟؟


قبل الجواب عن السؤال لابد من تقرير بعض الأمور المهمة :
أن الأسباب على قسمين :

(1) سبب شرعي : وهو ما جعله الله سببا في الشرع بنص آية أو حديث مثل الدعاء والرقى بالقرآن . وهذا النوع مع أنه شرعي إلا أنه لا يجوز الاعتماد عليه من دون الله .

(2) سبب طبيعي : وهو ما كان تأثيره في المسبب واضحا يدركه الناس في واقعهم الحسي .
مثل : الأكل سبب للشبع 0
ومثل : الدواء المشروب يعالج المرضى .
ويشترط في في السبب الطبيعي أن يكون النفع مباشرا :
مثل : الكي بالنار .

وعليه فلا يُقبل قول لابس الحلقة إذا قال إني انتفعت بها .

* كيف يعلم أن الشيء سبب ؟؟؟

إما عن طريق الشرع ، وإما عن طريق القدر .
مثل : أن يجرب علاجا معينا فيجده نافعا .

* ضوابط اعتبار الأسباب في الشرع :

الواجب تجاه الأسباب أمور ثلاثة :

(1) أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا .
(2) أن لا يعتمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها .
(3) أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره .

وبعد هذا التقرير نجد أن رش الماء والملح في زوايا البيت ليس سببا جاء به الشرع ، وهذا من جعل ما ليس بسبب سببا .

أما قول أبي الحسن الجرجاني : ( الذي أعرفه أنه لا حرج وهو أمر مجرب على أن يصاحب الرش قراءة القرآن الكريم والله أعلم بالصواب ) 0

فلا أدري ما هو دليله على هذا الفعل ، والله أعلم .

لقد وجدت كلام ابن القيم في الوابل الصيب (ص117) وهذا نصه :

( وقال ابو النضر هاشم بن القاسم : كنت ارى في داري .... فقيل : ياابا النضر تحول عن جوارنا . قال : فاشتد عليَّ ، فكتبت الى الكوفة الى ابن ادريس والمحاربي وابي اسامة ، فكتب اليَّ المحاربي : ان بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها ، فنزل بهم ركب ، فشكوا ذلك اليهم ، فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر . قال ابو النضر : فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ، ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : احرقتنا نحن نتحول عنك .
وهو : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الابالسة ، ومن شر شياطين الانس والجن ، ومن شر معلن او مسر ، ومن شر مايخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم .
أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وابراهيم الذي وفى ، من شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ . رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ . لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ . دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ . إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " . (الصافات : 1-10 )

قال صاحب كتاب النذير العريان لتحذير المرضى والمعالجين بالرقى والقران فتحي بن فتحي الجندي ( ص88 - 89 ) : ( هذه القصة لم نقف لها على إسناد وما أخالها تصح ، وإلا فأين سورة البقرة التي ما قرئت في بيت إلا فر منه الشيطان - فلماذا لم يقرأها أبو النضر ؟ ولماذا لم يُفته بقراءتها المفتون ؟ وما بالهم عادوا في فتياهم إلى الركب المزعوم ، ولم يعودوا إلى سنة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟ والله لو لم يكن في ذلك إلا تسويغ الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم لكفى في النهي عنه لأنه يفتح بابا إلى الفتنة .ا.هـ. ) 0

وأنا أميل إلى هذا الرأي الذي ذكره المؤلف فتحي - جزاه الله خيرا - .

وبعد بحث طويل وجدت - بحمدالله - فتوى للشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وفتوى أخرى للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين ، مع نقل من كتاب .

أما فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - :

جاء في تقرير في فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (1/94) :
(28) الرقية في الملح ....
جاء إلي شخص بملح وقال لي : انفث فيه فنفثت ثم سألت شيخنا فأجاب :
هذا ليس فيه بأس ، والناس توسعوا فيها - أي جنس الرقية - من جهات :
الأولى : البطىء ، فإنها كلما كانت أجد كانت أنفع ، ومادام لها أثر فإنها تصلح . وأيضا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أن تكون على معين فإنها قراءة .ا.هـ.

فتوى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - في الموضوع :

سئل فضيلته عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بأذن الله تعالى ، حيث يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟

فأجاب - حفظه الله - : ( لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم ، فإنهم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي .ا.هـ. ) 0

* تكملة المسألة :

لقد وجدت كلاما بخصوص المسألة في كتاب جديد ظهر في المكتبات قبل فترة ، وعنوان الكتاب :
نحو موسوعة شرعية في علم الرقى ، تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر .
تأليف : أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني .
نشر دار المعالي ، وهو يقع في ستة مجلدات .
وسأنقل ما جاء في هذه المسألة من كلام المؤلف . وبالمناسبة المؤلف أعرفه معرفة شخصية وهو ممن كان يعمل في علاج الناس بالرقى - جزاه الله خيرا - .

وفتوى الشيخ بن جبرين نقلتها من كتابه (5/46-47) .
وقال في الحاشية عن الفتوى :
فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 .
قال أبو البراء (5/29) تحت عنوان : إيذاء عمار تلك البيوت .

وذكر قصة واقعية يقول فيها : ( وأذكر قصة تحت هذا العنوان حدثت منذ فترة من الزمن ، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في أرجاء البيت ، إلى أن شاهدت في زاوية من زوايا المنزل ، ولعدم إدراكها قامت بسكب ماد حارقة على تلك المجموعة فقتلتها ، وبعد فترة وجيزة بدأت أركان المنزل تشتعل نارا ، واحتار أهل البيت في ذلك الأمر ...... ) 0

ثم قال (5/41) :ثامنا : النفث والتفل :

ومن ثم ينفث في ماء وملح ، ويبدأ برش الماء في الزوايا العلوية للمنزل مبتدئ بالمدخل الرئيس من الجهة اليمنى ، ومعلوم أن التيامن في فعل الأمور سنة لما ثبت من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأيمن فالأيمن ..... وبعد الانتهاء من رش الماء يقوم برش الملح في الزوايا السفلية وبنفس طريقة رش الماء ، ويفضل استخدام النوع الصخري من أنواع الملح .

ثم ذكر قصة أبي النضر بن القاسم التي في الوابل الصيب (5/45) وعقب عليها بقوله :

قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :
وذكر ثلاث وقفات .ا.هـ.

وقد قمت بالاتصال بأحد المشايخ المعنين بأمر القراءة على الناس ، وهو صاحب باع طويلا في هذا الأمر ، وسألته عن هذه المسألة فأخبرني أنها ثابتة بالتجربة ، وذكر لي قاعدة في باب النفث ألا وهي :

أنه يجوز النفث على المطعومات والمشروبات المباحة بصفة عامة .

وقد سمع هذا الأمر من الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
وسألته عن موضوع الملح بالذات فأخبرني أنه ثبت بالتجربة أن الملح يتأذى منه الجن .
وقال لي أمرا غريبا ، أن السحرة عندما يفعلون السحر فإنهم يحذرون من يعطوه السحر أن لا يقربه الملح .

أما التفصيل الذي ذكره ابو البراء في رش الماء والملح في الزوايا فقال عنه الشيخ : إنه من التوسع الذي لا دليل عليه .

لعلي أكون قد أعطيت المسألة حقها من البحث ، ومن كان عنده زيادة علم فليفدنا جزاه الله خيرا .
والله اعلم

عبد الله زقيل



التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 28-09-2004 الساعة 02:26 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة