عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-10-2007, 11:44 AM   #1
معلومات العضو
سهر
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي الدعاء والعشر الآواخر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




أخي المسلم :

عندما تنزل الحاجة بالعبد فإنه ينزلها بأهلها الذين يقضونها ، وحاجات العباد لا تنتهي .
فتراهم يسألون قضاءها المخلوقين ، فيجابون تارة ويردون أخرى .
وقد يعجز من أنزلت به الحاجة عن قضائها .لكن العباد
يتغفلون عن سؤال من يقضي الحاجات كلها ؛
بل لا تقضى حاجة دونه، ولا يعجزه شيء ، غني عن العالمين
وهم مفتقرون إليه , إليه ترفع الشكوى ،وهو منتهى كل نجوى ،
خزائنه ملأى ، لا تغيضها نفقه ، كل الخزائن عنده ، والملك بيده.


يخاطب عباده في حديث قدسي فيقول : " ياعبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل أنسان مسألته
ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذاأُدخل البحر
"


لا تنقص خزائنه من كثرة العطايا ولا ينفد ما عنده وهو
يعطي العطاء الجزل( ماعندكم ينفد وما عند الله باق). [النحل:96].


أخي المسلم : ونحن نعيش أفضل الليالي ، ليال تعظم فيها الهبات , وتتنزل الرحمات ،
فهل يعقل أن تقضي تلك الليالي في مجالس الجهل والزور ، ورب العالمين ينزل فيها ليقضي الحوائج ،يطلع على المصلين في محاريبهم،
قانتين خاشعين ، مستغفرين سائلين داعين مخلصين ، يلحون في المسألة ،
ويرددون دعاءهم : ربنا ربنا . لا نت قلوبهم من سماع القرآن ،
واشرأبت نفوسهم إلى لقاء الملك العلام واغرورقت عيونهم من خشية الرحمن .
فهل هؤلاء أقرب إلى رحمة الله وأجدر بعطاياه
أم قوم قضوا ليلهم فيما حرم الله ، وغفلوا عن دعائه وسؤاله ؟


كم يخسرون زمن الأرباح ؟ وساء ماعملوا ؟ ما اضعف هممهم ، وما أحط نفوسهم ، لا يستطيعون الصبرليالي معدودات !!




أخي المسلم :

ونحن في أيام الدعاء وإن كان الدعاء في كل وقت ؛ لكنه في هذه الأيام آكد لشرف الزمان ،
وكثرة القيام . فاجتهد في هذه الأيام الفاضلة فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يشد مئزره ، ويحيي ليله ، ويوقظ أهله . كان يقضيها في طاعة الله تعالى ؛
إذ فيها ليلة القدر لو أحيا العبد السنة كلها من أجل إدراكها
لما كان ذلك غريباً أو كثيرالشرفها وفضلها ، فكيف لا يُصبر العبد نفسه ليالي معدودة .



فاحرص _ أخي المسلم _ على اغتنام هذه العشر ، وأر الله تعالى من نفسك خيرا ؛
فلربما جاهدالعبد نفسه في هذه الأيام القلائل فقبل الله منه ،
وكتب له سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، فلا يغرنك الشيطان فتضيع هذه الأيام كما ضاع مثيلاتها من قبل .




وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




هذه مقتطفات من مطوية ( الدعاء والعشر الآواخر) جزى الله الكاتب خير الجزاء.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة