عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2018, 06:40 AM   #1
معلومات العضو
اخت المحبه
مشرفة عامة ومشرفة ساحة الأخوات و العلاقات الأسرية

Smile الله الجبــار ..




انكسارات الحياة كثيرة
تحطم قلبكِ وتترجم مدى ضعفك وهشاشتك
قد تقطب الأيام وجهها وتعرض عنك
بعد رخاءنفسي ..
وطمأنينة ورضا في العيش..
فإذا بالموازين تنقلب ..
تصفعكِ إهانة تحطم نفسك ..
يستهين بك البعض وينظرون إليك بفوقية ..
تتعرضي للفقر فتنحني أغصانك ..
يفجؤك حادث يصيب بدنك فتضعفي بعد قوة ..
تصيب الخيانة بك من عزيز مقتلاً فتوهن روحك ..
وتنطفئ مصابيحك ..!
كل ذلك وغيره يفقدك الشهية للحياة
فتنزوي وينقبض قلبك ..
تفقدي الرغبة في الضحك والابتسام ...
وتفقدي نكهة العيش التي تنثر توابل السعادة.

***

عزيزتي :
ترى من يجبر كسرك في كل ماتتعرضين له ..!؟
لاتبحثي هنا وهناك ..
وتعللي النفس بهذا وذاك ..
كسرك لن يقدر على جبره إلا الجبار ..!
فالزميه ..!!

***

كسران ~
هناك نوعان من الكسور :
كسر للأبدان وكسر للقلوب. ..
وإذا كان الطبيب يُجبر كسر الأبدان
فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب
ويجبر كسر الأبدان كذلك ..!
فبمشيئته وقدرته يكون شفاؤها .

***

الجابر والجبار :
ومادام الله يجبر كسورنا ..
فلم لانقول الله الجابر وليس الجبار ؟
لأن الجابر تعني :
من يجبر مرة أو مرتان
ولكن الجبار هو الذي يجبرك ..كلما لجأت إليه
وذلك هو الله..!

***

فلنتعرف على اسم الجبار ..
لنجبر بمعانيه كسورنا ..
ونضمد في ظلاله الرحيمة جراحنا ..
ونرمم صدوع قلوبنا ..!
تلك المضغة الأشد تعرضاً لعواصف الأيام
والأكثر قابلية للتصدع والانكسار ..!

***

ذكر اسم ( الجبار ) مرة واحدة في القرآن الكريم
وفي سورة الحشر.. قال تعالى :
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) 23

***

قيل في معنى الجبار:
هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه
*
وقال القرطبي : قال ابن عباس :
هو العظيم ، وجبروت الله عظمته ، وهذه صفة ذات
تختص بالخالق ، ومذمومة في الخلق.
*
وقيل : هو من الجبر وهو الإصلاح :
يقال جبرت العظم فجُبر ؛إذا أصلحته بعد الكسر
فهو سبحانه الذي جبر مفاقر الخلق ..
وكفاهم أسباب المعاش والرزق .

***

مثال من القرآن ~
في مشاهد متلاحقة ..نرى أم موسى ...
قد حملت بولدها ووضعته ..
ثم أخفت مولدها وطفلها عن الأعين
وظلت تعيش في خفية وفي خوف وخشية
من بطش فرعون أن يفتك برضيعها إن علم بها ..
كانت منكسرة ضعيفة لاتدري ماالعمل ..؟!
وإلى من تلجأ ..؟!
أسلمت أمرها لله ولجأت إليه ..
وضعت أملها في القدرة الإلهية التي رزقتها موسى
ولم يخيب الله تعالى رجاءها ..
ولم يخف عليه ضعفها وانكسارها
فاوحى إليها :
(...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ
وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِين ) القصص /٧
فياللكرم الإلهي كيف أفاض على إم موسى وانتصر لها
وجبر كسر قلبها ..!!!

***

ويوم الطائف ~
حين جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم
داعياً أهلها إلى الدين الحق ..
لعلهم يهتدون..
وكان قد بلغ من العمر آنذاك الخمسين عاماً..
لم يكتف كبراء الطائف ورؤوسها برفض الدعوة ..
بل سلّطوا سفهائهم وعبيدهم ليقذفوا النبي بالحجارة
حتى دُميت قدماه ..!
فخرج منها حتى بلغ جدار بستان فاستند إليه ليستريح ..
وفي قلبه ألم هائل مما لاقاه من قلوب تصخّرت ..
فما لانت للحق فهي أشد قسوة من الحجارة .
رفع نبرته يجأر بالدعاء والشكوى لله الجبار قائلاً:
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس ياأرحم الراحمين ..
أنت رب المستضعفين، وأنت ربي...!
إلى من تكلني؟ !
إلى بعيدٍ يتجهمني؟
أم إلى عدو ملكته أمري...؟ !
إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي..!
ولكن عافيتك أوسع لي ..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ..
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة..
من أن ينزل بي غضبك ..أو يحل بي سخطك ..
لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك ).
*
وهبت عليه وهو في استراحته حيث كان ..
نسمة رفيقة ٌ لتكون أول استجابة ..
جاءه طفل نصراني يدعى عداس
بطبق من العنب الطيب .. بأمر من صاحبي البستان
وفي حوار له مع النبي أيقن بدليل الحديث نبوته ..
فخر عند قدميه واكبّ على قدميه ويديه ..يقبلهما ..!
*
ثم كان بعد ذلك الجبر العظيم..
في تلك الليلة المباركة من اليوم ذاته ..
حيث رأى النبي من الأحداث المعجزة المبهرة
ما لم يجر لمخلوق مثلها..
وحظى بالكرم والحفاوة والقربى مالم يحض بها مخلوق
سواه.. !
فأي جبر أعظم من رحلتي الإسراء والمعراج..
لقلب الرسول ..!
إنها مكرمة إلهية ، وخُلَعٌ من الشرف والعطاء
لم ينلها قبل الرسول ولا بعده ... بشر ! .

***

وهذا سيدنا نوح عليه السلام
تلذعه السخرية من قومه بسوطها الحارق !
تحمل وصبر لكنه أحس بانكسار قلبه وهو يتجرع
كؤوس المر من استهزاء قومه ..
فنظر إلى السماء يتوسل الجبار :
( أنّي مغلوبٌ فانتصر )
ففتح الجبار أبواب السماء بماء منهمر
أغرق الأرض .. لأجل نوح ..!!!






جبار ٌ .. وجبِار ~
الله جبار على الظالمين يكسر شوكتهم ويرغم أنوفهم
والله جبار يأخذ بحق المظلومين ..
ممن تجنى عليهم .. وظلمهم ..!
وإن طال الأوان !
علينا فقط أن نلوذ به تعالى دائماً..
نجلس في صلاتنا إليه بانكسار
ندعوه دعاء الذليل المستجير ..
ونحن على يقين وثقة .. !
نسلم له قلوبنا المنكسرة ..
ونفوسنا المخدوشة ..
لتمسها يد الجبر الرحيمة .. فتشفيها ..!

***

إن كنت خبرت انكسارات الحياة ..
تذكري المنكسرين ..!
لاتشمتي بهم، ولا تزيدينهم انكساراً ..!
أعيني على جبرهم مااستطعت ..
طالبة بذلك وجه الله ..
*
كوني النافذة التي يتسلل منها النسيم الطيب
ليفرج عن قلوب اختنقت بسموم الهواء..
تخلقي بأخلاق الجابرين ..
وانصري الضعيف واجبري كسره ..
*
النبي صلى الله عليه وسلم بشخصه الكريم
يزور اليهودي المريض ..
أبو بكر.. يكنس بيت العمياء ويطبخ طعامها.
*
فماذا نحن فاعلون لجبر القلوب الكسيرة ؟!
*

الجبار زودنا في حياتنا بمجبرات لاتعد ولا تحصى ..
قد لانوليها اهتماماً أو لاننتبه إليها ..
وكلها خلقها الله لأجل أن نعيش حياة طيبة :
*
تلتئم جروحنا وتنجبر كسور أبداننا ..
عندما نطببها ونعالجها ونتناول الدواء .
*
نحس بالفرح يسري في عروقنا
عندما نقابل إنساناً عزيزاً فارقناه..
ولم نكن نحسب أننا نراه ..
*
تلتئم أرواحنا وتصفو نفوسنا ..
عندما ننظر ونتأمل جمال الطبيعة..
*
دعوات الوالدين ترافقنا بأجمل وأدفأ شعور
يشفي أرواحنا ويلحم جراحنا ..
*
ابتسامة من القلب تقابلنا تضفي على يومنا السعادة ..
*
الصلاة وهي مفتاح السلام تردم اليأس فينا ..
وتفرج الهم عنّا، وتشفي أينما سرت في وجداننا..
*

الله لايكف عن جبرنا في كل لحظة...
فلنكن لله ممتنين ..
ولنكن لله شاكرين ..!
ولننادي في كل حين :
ياجابر المنكسرين ..!!!
أجبر كسر أجسامنا وقلوبنا وأرواحنا


منقول
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة