عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-06-2009, 03:04 PM   #1
معلومات العضو
~ عدن ~
مشرفة الساحات العامة و الرقية الشرعية

افتراضي لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ






**لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ**


تعال نشكر الله عز وجل...


لكن كيف ؟


وما هو أفضل شيء يقوم به الإنسان لشكر الله على نعمه التي منّ بها علينا ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

الشكر هو : المجازاة على الإحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ،

وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله ؛

لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى

بشكره على تلك النعم ، وعدم جحودها ، فقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) البقرة/ 152 .



ثانياً:

أعظم من قام بهذا الأمر ، فشكر ربَّه ، حتى استحق وصف " الشاكر " و " الشكور "

هم الأنبياء والمرسلون عليهم السلام :

قال تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .

شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) النحل/ 120 ، 121 .

وقال تعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) الإسراء:/ 3 .



ثالثاً:

ذكر الله تعالى بعض نعمه على عباده ، وأمرهم بشكرها ،

وأخبرنا تعالى أن القليل من عباده من قام بشكره عز وجل .



رابعاً:

كيف يكون شكر العبد ربَّه على نعمه الجليلة ؟

يكون الشكر بتحقيق أركانه ، وهي شكر القلب ، وشكر اللسان ، وشكر الجوارح .

قال ابن القيم - رحمه الله - :

الشكر يكون : بالقلب : خضوعاً واستكانةً ، وباللسان : ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً .


وتفصيل ذلك :

1. أما شكر القلب : فمعناه : أن يستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله على عبده ،

وأن ينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ،

قال تعالى : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ )

وليس هذا الاعتراف من باب الاستحباب ، بل هو واجب ، ومن نسب هذه النعم لغيره تعالى : كفر .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولاً ، واعترافاً ، وبذلك يتم التوحيد ،

فمن أنكر نعَم الله بقلبه ، ولسانه : فذلك كافر ، ليس معه من الدين شيء.

ومَن أقر بقلبه أن النعَم كلها من الله وحده ، وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ،

وتارة يضيفها إلى نفسه ، وعمله ، وإلى سعي غيره - كما هو جارٍ على ألسنة كثير من الناس - :

فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ، وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها ،

وأن يجاهد نفسه على ذلك ، ولا يتحقق الإيمان ، والتوحيد إلا بإضافة النعَم إلى الله ، قولاً ، واعترافاً .


فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان :

اعتراف القلب بنعَم الله كلها عليه ، وعلى غيره ،

والتحدث بها ، والثناء على الله بها ،

والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وعبادته .



2. وأما شكر اللسان :

فهو الاعتراف لفظاً – بعد عقد القلب اعتقاداً – بأن المنعَم على الحقيقة هو الله تعالى ،

واشتغال اللسان بالثناء على الله عز وجل .

قال تعالى في سياق بيان نعمه على عبد محمد صلى الله عليه وسلم : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى )

ثم أمره في مقابل ذلك بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )

قال ابن كثير – رحمه الله - :

أي : وكما كنت عائلا فقيراً فأغناك الله : فحدِّث بنعمة الله عليك .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا



3. وأما شكر الجوارح :

فهو أن يسخِّر جوارحه في طاعة الله ، ويجنبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام .

وقد قال الله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ) سـبأ/ من الآية 13 .

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ

قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟

فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) .

رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ) .


والخلاصة :

أنه حتى تكون شاكراً لربك تعالى على ما أنعم عليك :

فإنه يجب عليك الاعتراف بقلبك أن واهب هذه النعم ، ومسديها هو الله تعالى ،

فتعظمه ، وتنسبها إليه ، وأن تعترف بذلك بلسانك ،

فتشكره بعد الاستيقاظ من النوم أن وهب لك الحياة ،

وبعد الطعام والشراب أن رزقك إياهما وتفضل بهما عليك ، وهكذا في كل نعمة تراها على نفسك .

وتشكره بجوارحك بأن لا تجعلها ترى ، ولا تسمع ، معصية ، أو منكراً ، كغناء ، أو غيبة ،

ولا تمش برجليك إلى أماكن محرَّمة ، ولا تستعمل يديك في منكر ،

ككتابة محرمة في علاقة مع نساء أجنبيات ، أو كتابة عقود محرمة ،

أو القيام بصنعة أو عمل محرَّم.



ومن شكر النعم بالجوارح :

تسخيرها في طاعة الله تعالى ، بقراءة القرآن ، وكتب العلم ،

وسماع النافع والمفيد ، وهكذا باقي الجوارح تسخرها في الطاعات المختلفة .

واعلم أن شكر النعم نعمة تحتاج لشكر ، وهكذا يبقى العبد متقلباً في نعَم ربِّه ،

وهو يشكر ربه على تلك النعم ، ويحمده أن وفقه إلى أن يكون من الشاكرين .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى .

والله أعلم


المصدر:الإسلام سؤال وجواب

لرؤية الفتوى كاملة تفضل هنا


ختاما

اللهم اعني على

ذكركـ

وشكركـ

وحسن عبادتكـ

آميـــــــــن


((لا تنس ردد هذا الدعاء بعد كل صلاة ))

 

 

 

 


 

توقيع ~ عدن ~
 
اللهم مغفرتكـ اوسع من ذنوبي ورحمتكـ ارجى عندي من عملي
ـــ ... ـــ ... ـــ ... ـــ
اللهم انكـَ عفو كريم تحب العفو فاعف عني
ـــ ... ـــ ... ـــ ... ـــ
اللهم اكفني بحلالكـ عن حرامكـ واغنني بفضلكـ عمن سواكـ
ـــ ... ـــ ... ـــ ... ـــ
{رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ**
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة