عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-11-2012, 08:04 AM   #1
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

Hasrean هل الله تعالي خلق آدم علي صورته؟

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ان الله قد خلق آدم علي صورته.. الحديث (خرجه السيوطي عن أبي هريرة وصححه الألباني) فظن بعض ضعاف العقل شحيحي العلم أن الله تعالي علي صورة آدم؛ والحديث لا يحمل هذا المعني بحال؛ فكيف نقبل هذا ونحن نردد قوله تعالي: ليس كمثله شيء.؟! وكل ما في الحديث أن الضمير في صورته؛ يعود إلي آدم؛ والمعني: أن الله تعالي أوجد آدم علي الهيئة التي خلقه عليها فلم يتنقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله تعالي علي هذه الصورة: رجلا قويا كاملا سويا من أول ما نفخ فيه الروح؛ فهذه إضافة ملك؛ يريد الصورة التي تخيرها الله سبحانه وتعالي ليكون آدم مصور عليها وكل فاضل في طبقته فإنه ينسب إلي الله عز وجل كما نقول: بيت الله عن الكعبة، والبيوت كلها بيوت الله تعالي ولكن لا يطلق علي شيء منها هذا الاسم كما يطلق علي المسجد الحرام، وكما نقول في جبريل وعيسي عليهما السلام روح الله، والأرواح كلها لله عز وجل ملك له، وكالقول في ناقة صالح عليه السلام ناقة الله؛ والنوق كلها لله عز وجل.. فعلي هذا المعني قيل علي صورة الرحمن والصور كلها لله تعالي هي ملك وخلق له..
ونص الحديث كاملا هو: خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر -وهم نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فذهب فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه ورحمة الله؛ فكل من يدخل الجنة على صورة آدم في طوله ستون ذراعا فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن .(خرجه السيوطي عن أبي هريرة وصححه الألباني) وقد قال الإمام الألباني رحمه الله عن قوله صلي الله عليه وسلم: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم علي صورته.. صحيح؛ ثم قال: يرجع الضمير في قوله علي صورته إلي آدم عليه السلام لأنه أقرب مذكور لأنه مصرح به في رواية آخري للبخاري عن أبي هريرة بلفظ خلق الله آدم علي صورته طوله ستون ذراعا..
قلت: وقد أوّل بعض أهل الكلام قوله صلي الله عليه وسلم: خلق الله آدم علي صورته. علي معني أنما هو علي صفة الرحمن من الحياة والعلم والاقتدار اجتماع صفات الكمال فيه وأسجد له ملائكته كما أسجدهم لنفسه، وجعل الأمر له والنهي علي ذريته كما كان لله كل ذلك.. وقد رد الإمام ابن حزم علي من قال بهذا بقوله: هذا كفر مجرد لا مرية فيه؛ لأنه سوي بين الله عز وجل وآدم في الحياة والعلم والاقتدار واجتماع صفات الكمال فيهما والله تعالي يقول: ليس كمثله شيء. ثم لم يقنعوا بها حتي جعلوا سجود الملائكة لآدم كسجودهم لله عز وجل؛ ولا خلاف بين أحد من أهل الإسلام في أن سجودهم لله تعالي سجود عبادة ولآدم سجود تحية وإكرام، ومن قال إن الملائكة عبدت آدم كما عبدت الله عز وجل فقد أشرك، ثم زاد في الأمر والنهي لآدم علي ذريته كما هو لله تعالي وهذا شرك لا خفاء به.

من كتاب المسلم. تأليف: إسماعيل مرسي أحمد.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة