عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 12:01 PM   #5
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي



"الرسول محمد الأسوة والقدوة "

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:

لقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - بشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحق أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم منقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.

فلا يخلو - حقيقة - أيُّ قول أو فعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل - بلا مبالغة - إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " - صححه الألباني - وكان خير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم برُوحه ولا يصاب صلى الله عليه وسلم بشوكة تؤذيه، هكذا عاش محمد النبي صلى الله عليه وسلم في وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.

ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسول صلى الله عليه سلم واجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحبِّ والولاء، فهذا يحتاج منَّا إلى وقفة ؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله ولا يكفي هذا الحب ولابد من العمل بهذا الحب وأن يكون ظاهرًا في جوارحنا هذا هو الحب الحقيقي وأما الذي يزعم أنه يحب الرسول ولا يتبع هديه صلى الله عليه وسلم فإن حبه ناقص قال الله تعالى على لسان نبيه صلى اله عليه وسلم " قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " وثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله " بلغوا عني ولو آية " أخرجه البخاري في صحيحه والترمذي في جامعه وأحمد في مسنده .

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:51 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة