عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-01-2023, 08:13 PM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي بئس العبيد أنتم، تنامون ومولاكم لا ينام؟!

قال عبد الواحد بن زيد: عصفت بنا الريح على جزيرة في البحر، فإذا برجل يعبد صنما، فقلنا له: أيها الرجل مَنْ تعبد؟ فأومأ بيده إلى الصنم، فقلنا له: إن معنا في المركب من يعمل هذا، قال: فأنتم مَنْ تعبدون؟ قلنا: نعبد الله تعالى. قال: ومَنْ هو؟ قلنا: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي الأحياء والأموات قضاؤه. قال: كيف علمتم هذا؟ قلنا: وجه إلينا رسولا أعلمنا به. قال: فما فعل الرسول؟ قلنا: قبضه الله إليه. قال: فهل ترك عندكم علامة؟ قلنا: ترك عندنا كتاب الملك. قال: أرونيه. فأتيناه بالمصحف، فقال: ما أعرف هذا. فقرأنا عليه سورة وهو يبكي ، ثم قال: ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى، فأسلم، وحملناه معنا، وعلمناه شرائع الإسلام، وسورا من القرآن، فلما جن الليل صلينا وأخذنا مضاجعنا، فقال: يا قوم، الإله الذي دللتموني عليه أينام إذا جنه الليل؟ قلنا: لا، يا عبد الله، هو حي قيوم لا ينام. قال: بئس العبيد أنتم، تنامون ومولاكم لا ينام؟! فعجبنا من كلامه، فلما قدمنا عَبْدان([2]) جمعنا له دراهم وأعطيناها له، وقلنا له أنفقها. قال: لا إله إلا الله، دللتموني على طريق لم تسلكوه، أنا كنت في جزيرة في البحر أعبد صنما من دونه فلم يضيعني فكيف الآن وقد عرفته؟

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة