الموضوع: التفكك الأسرى
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-12-2010, 07:51 PM   #6
معلومات العضو
@ كريمة @
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

تفكك أسرتي سبب معاناتي"..



قصة ياسمين [معاناتها بسبب التفكك الأسري]


القصة:
أنا اسمي ياسمين، من اليمن، عمري 16 عاما، ادرس في الصف الثاني الثانوي القسم الأدبي، وتحكي قصتي عن التفكك الأسري الذي حدث لعائلتي


كنت أعيش مع والدي ووالدتي واخوتي، ونحن ستة أطفال أنا اكبر الفتيات، ثم سافر أبى، وهو مقاول، في مهمة عمل تيسرت بسببها حالته المادية. وبدلا من أن يحمد الله، ويحتفظ بالنقود لزوجته ومستقبل أطفاله، تزوج في هذه المدينة.

فترة غياب أبى، حاولت خلالها أمي وأهلها مساندتنا قدر استطاعتهم. وعاد أبى من السفر واندهشنا لعودته، وقال
لامي ان معه زوجته الجديدة، وقد أنجبت له ولد وبنت، وانه يريد أن نعيش جميعا في بيت واحد، وصدمت أمي كيف تقبل بهذا الوضع وهي لم تقصر في حقه؟


ولكن والدي قال لها إن الشرع حلل لهم أربع، فردت بان الشرع أتاح ذلك إذا ما قصرت في حق من حقوقه، وهو ما لم يحدث.


ولم تقبل أمي بالعودة له، فطلقها دون تردد وبسهولة، وبلا أي حساب لأربع وعشرين سنة من العشرة. وهو الموقف الذي لا أسامح أبى عليه أبدا، بالرغم من أنى أطيعه في كل شيء، لان طاعة الوالدين واجبة.

وأبي من النوع الذي لا يمكن النقاش معه، ولكن البنت يمكن أن تقابل مشكلات لا تستطيع أن تحكيها إلا لامها فكيف تعيش مع أبيها فقط؟ انه وضع صعب للغاية لم أتخيله. وعادت أمي لبيت أهلها، وبقينا في البيت مع أبى وزوجته الجديدة.


وبالرغم من انه قال لنا أننا إذا لم نشعر بالراحة مع "خالتنا" سيتركنا لنعيش مع أمي ويتكفل بنا، إلا أن الأمور لم تسير بهذا الشكل، وكانت حالتنا صعبة بعد غياب أمي

ويجلس أبى دائما يدخن و"يخزن"- يمضغ القات- واهم شيء راحته. كما انه طوال اليوم في العمل، ويسمع من زوجته ولايسمع منا، ولا يسأل عن حالنا كيف نعيش. وقد كانت زوجة أبي تعاملنا بإهمال، وكنت أحاول سد جوع اخوتي بأي طريقة.


ولم تكن أمي بجانبي، ولا لي أخت في سني أو صديقة اشكي لها، وكنت أقول إن الشكوى لغير الله مذلة،

وأدعو الله بشكل مستمر أن يخفف عني، وكان ملجأي الوحيد إذا ما حدثت لي مشكلة أن اكتبها واكتب حكايتي.

وبالنسبة لدراستي، لم استطع أن اجتهد فيها بسبب أعمال المنزل التي كنت أقوم بها دائما، فأنا المسؤولة عن البيت.


ولم يسمح لي أبى أن استريح يوما عند أمي. وقد لجأنا للمحاكم فترة قبل طلاق أمي لنبقى معها، ولكن للأسف من
معه نقود قضيته تنظر أولا، ومن لا يملك النقود يتأخر ويخسر أيضا. وهو ما حدث لنا في المحكمة، وكانت صدمة أخرى لوالدتي


وكنت أحاول أن أريح أمي، وعندما تسألني عن أحوالنا، أقول إننا بخير، فيكفيها أننا جميعا بعيدين عنها. والوحيد
الذي كان يشعر بي ويساندني هو خالي، وكان يشجعني على الاجتهاد في دراستي، وبدأ يعلمني الكتابة على
الكمبيوتر، ويحثني أن أتطلع لمستوى افضل، ويقول لي ألا أيأس من رحمة الله. وله كل الشكر والتقدير على مساعدته.

أتمنى من الله أن كل أم وأب إذا واجهتهم مشكلة صغيرة أن يتعاملوا معها في صغرها،

وعلى الوالدين أن يتماسكا من اجل أطفالهما ومستقبلهم، بدلا من ان يكون مصيرهم الشارع.

وأرى أن بداية الطلاق هي عدم توافق الطرفين، وأتمنى أن تعطى فترة للمقدمين على الزواج لدراسة طبائع بعضهم البعض، وإذا كانا غير متوافقين، لماذا يتزوجان؟ فهي ليست فقط تجربة وستمر، بل سينتج عنها أطفال. وكل من له عقل فليبدأ باستخدامه.


وأقول لكل فتاة مرت بنفس ظروفي أن تكافح ولا تيأس، وألا تتخلى عن تعليمها أبدا فهو النافع لها، وتحاول أن
يكون لها طموح فقد تصبح محامية، أو مصلحة اجتماعية لتغير للآخرين ما عانت منه. وأتمنى أن يصل صوتي للعالم اجمع
.
وبعد عشر سنين أتمنى أن أكون مدرسة للتربية الإسلامية، فإذا ما صلح الدين صلحت الدنيا. وقد اخترت هذا المجال

بالذات، لتوعية البنات إذا ما عانين من نفس ظروفي، فأنا لم أجد من يوعيني إلا خالي بعد معاناة طويلة. وفي
المستقبل عندما أتزوج، احلم بأن أعيش أنا وزوجي وأبنائي في بيت واحد، وفي هدوء.



انتهت قصتها

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة