عرض عليّ أحدهم العلاج عن طريق معالج باليمن ، يستعين بالجن الصالح المسلم - على حد قوله - ، و يقول في كلامه أن المريض بالمس يتهاون كثيراً بالواجبات الشرعية بسبب إصابته ، و يتخلف عن الكثير من أمور دينه وعائلته وعمله ، وغير ذلك من الأمور الواجبة ، و ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب !!!!!!! و الممسوس يتدهور حاله كثيراً بين الأطباء والنفسانيين والرقاة ، و هو لايدري أين علته ، بينما يمكن للجن المسلم مساعدته بسهولة !!!
فسألتُه : وماذا سيطلب مني هذا المعالج حتى يعرف الجن أعوانه ، ماهي علتي ؟
قال : اسمك ، واسم أمك ، و المدينة، و الحي ، و عنوان السكن !!!!!
وتعرفين أن الجن يطير ، فلذلك ستأتيك المعلومات بسرعة !!!
قلتُ : فإني لا أثق بإنسان غريب أن أعطيه هذه المعلومات عني ، و أنا أعرف قدرات البشر وطبائعهم وأحوالهم ، فكيف بأن أعطي ثقتي للجن الذين لا أعرف صدقهم من كذبهم ، و لا أدري عن طبائعهم و لا أحوالهم ، و ما يدريني أن هذه المعلومات لن تكون تشخيصاً و شفاءً ، بقدر ما ستكون بلاء ً و وبالاً علي .
فقال : يعني ، هل أفهم أنك راضية عن وضعك ? جربي و لن تندمي ، إلى متى سيطول البلاء ؟
قلتُ : يهون عليّ أن أبقى مبتلاة حتى يتوفاني ربي ، و لا أجد في صحيفتي أنني دخلتُ في وعيد إتيان العرافين وتصديقهم فيما يقولون .
قال : هذا ليس عرافاً ، إن معه جن مسلمين يقضون حوائج الناس في الخير ... ألا تفهمين ؟
قلتُ : وما يدريك أنهم مسلمون ؟ ((( يكفينا ما عندنا )))) [ابتسامة]