[الحـياة الطيبة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ"[صحيح]
أخي المسلم.. أختي المسلمة
لم يتبقى لخير ايام الدنيا سوى ستة أيام وترحل عنّـــا..
وبفضل الله وكرمه الفرصة ما زالت سانحة أمامي وأمامك لاستغلال ما تبقى منها! فيا حسرة مَن انقطع عن العمل الصالح في هذه العشر يا حسرة مَن فتحت له الدنيا أسواقها وشهواتها فانغمس وضيع مواسم العبادة فيها.
فلكل مقصر أقول اغتنمها يا أخي قبل دنو الأجل، فما منها عوض ولا لها قيمة...
فالمبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل، قبل هجوم الأجل..
قبل أن يندم المفرط على ما فعل، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل..
قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل..
قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل..
ذكر ابن رجب في اللطائف:" أنه رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول: واضعفاه وينشد على أثر ذلك:
فقلت دعوني واتباعي ركابكم ... أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت!"
وختامًا .. أذكر نفسي وإياك بهذه الأعمال الصالحة:
"صيام ما تبقى منها، صيام يوم عرفة، الأضحية يوم العيد، ذكر الله من تكبير وتحميد وتهليل، قراءة القرآن والصدقات ونوافل الصلوات، وصلة الأرحام، ومراعاة الأيتام، وإفطار صائم، وكل عمل صالح سواها، فهي كلها داخلة في العمل الصالح الذي هو في هذا الشهر أفضل من غيره"
أسأل الله أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الأيام المباركة...