عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2004, 05:47 PM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ الحبيب ( عمر السلفيون ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أولاً أريد أن أذكرك بثلاث نقاط أساسية :

أولاً : لا بد أن نفرق بين الأسباب الشرعية في الاستشفاء والعلاج وهيّ ما أثبتنا قطعاً أنها أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها ، وبين الأسباب الحسية المتعلقة في العلاج والاستشفاء ، ومنها الأمور المستخدمة في العلاج وطريقة التعامل مع عالم الجن والشياطين ، واعتبار أن ( الجن الطيار ) بناء على الخبرة والممارسة هو ذلك الجني الذي يتمتع بخاصية الدخول والخروج بيسر وسهولة ، والحديث لا يشمل مسألة التحصين وحفظ الله سبحانه وتعالى ، فالحديث عام وشامل ، ولا زلت أقول بأن الرقية والتحصن وقراءة القرآن والمحافظة على الذكر والدعاء والاقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي من أقوى وأنفع الأسباب التي يتحصن بها العبد من شياطين الإنس والجن ونحن متفقون على ذلك بلا خلاف ، إنما الذي أعنيه تحت هذا العنوان هو عام وشامل 0

ثانياً : لا زلت أركز وأوكد لأخي الحبيب ( عمر السلفيون ) بصفة خاصة ، وأعضاء المنتدى الطيبب بصفة عامة أن هذه المسألة مبنية على الاجتهاد ليس إلا ، وهيَّ قابلة للصواب والخطأ ، ولا زلت أذكِّر بحديث أبو ثعلبة الخُشني – رضي الله عنه – والذي ذكرته في معرض إيضاحي وبياني لهذه النقطة ، والمسألة اجتهاد مبنيٌّ على واقع الخبرة والتجربة والممارسة والتي عشتها وعايشتها مع المرضى ، والله تعالى أعلم 0

وأخيراً : بعد كل ما ذكرت فإني لا أختلف مع الأخ الحبيب ( عمر السلفيون ) بخصوص هذه المسألة ولكَ كامل الحق أخي الحبيب أن تتوقف فيها وأن لا توافقني الرأي ، ولكن ليس لكَ الحق مطلقاً أن تمنع خيراً عظيماً وعلماً واسعاً وهبكَ الله إياه في الرقية ومسالكها ودروبها ، والخلاف وارد في المسائل الاجتهادية وسنة الله باقية في ذلك إلى أن يرفع القرآن من الصدور ، ولو أن الخلاف المذكور قعد بالعلماء وطلبة العلم والدعاة لما رأينا ما رأينا من علم زاخر واسع ننهل من معينه ونرتوي من ماءه العذب 0

( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك ، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) 0

تلك أمانة أخي الحبيب وهذا علم زاخر فلا تحرم الناس ممن يحتاجون علمك ، واعلم بأن الدين هو حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين ، وقولي يحتمل الصواب والخطأ ، فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله روسوله بريئان 0

ثم أعود فأعقب على كلامك أخي الحبيب :

أما قولك - وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( بارك الله فيك ، أعلمني صلاحيتي فانا رهن إشارتك ما لم تأمرني بمعصية وانت لا تفعلها قطعا ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا زال النقاش أخي الحبيب في مسألة قابلة للأخذ والرد وهيَّ قابلة للخطأ والصواب ، وأنت لست ملزماًَ بقبولها ما لم يكن لديك القناعة التامة بحصول ذلك ، علماً أخي الحبيب أنها حصلت معي كثيراً خلال ممارستس للرقية الشرعية ، ولا زلت أقول لو لم يثبت ( الجني الطيار ) بهذه الهيئة فإن هذا الواقع مشاهد محسوس وملموس ومعروف لدى كثير من أثبات المعالجين ، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى ، فكما تعلم يا رعاك الله أن الموسوعة قد نم مراجعتها من قبل الدكتور إبراهيم من محمد البريكان أستاذ مادة العقيدة الإسلامية في كلية المعلمين في الدمام ، والدكتور عادل بن رشاد غنيم أستاذ مادة الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فيصل بالدمام وهما دكتوران فاضلان ، ولم يعترضا على المسألة ، كما قمت بإهداء الموسوعة لأكثر من ثمانين عالماً من علماء الرياض ولم أتلقى أي اعتراض بخصوص هذه المسألة ، وبالعموم فلك التوقف فيها وهذا حقك ولا يمكن لأحد أن ينازعك في ذلك 0

أما قولك - وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( واعلم وانت تعلم أن الله أبى العصمة إلا لكتابه والخطأ والزلل لأنبياءه فيما يبلغون عن ربهم وما سوى ذلك فلا عصمة لهم من الخطأ والزلل .
والمجتهد من بعدهم إن امتلك أدوات الاجتهاد فهو بين الأجر والأجرين واحسبك من هذا الصنف ) 0

أقول وبالله التوفيق : نعم لقد أصبت كبد الحقيقة ، فلا نختلف في ذلك مطلقاً ، وهذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، فالعصمة لم تكون إلا للأنبياء فيما يبلغونه عن ربهم ، ومن هنا قلت والحديث يتعلق في مسألة تتعلق بالأسباب الحسية بأنها قابلة للخطأ والصواب ، والله سبحانه وتعالى أعلم 0

أما قولك - وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( أرجو بيان هذه النقطة وبتجرد بارك الله فيك : أيعقل أن يكون الجني الطيار أقوى من كلام الله حتى يعود مرة ثانية إلى بدن المصروع ؟؟؟ ) 0

قلت وبالله التوفيق : ومن قال بمثل ذلك ، أرجو أخي الحبيب أن تعيد قراءة ما كتبته في الموضوع بمجمله ، وأذكرك - يا رعاك الله - مرة ثانية وثالثة بالآتي :

( والحديث لا يشمل مسألة التحصين وحفظ الله سبحانه وتعالى ، فالحديث عام وشامل ، ولا زلت أقول بأن الرقية والتحصن وقراءة القرآن والمحافظة على الذكر والدعاء والاقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي من أقوى وأنفع الأسباب التي يتحصن بها العبد من شياطين الإنس والجن ونحن متفقون على ذلك بلا خلاف ، إنما الذي أعنيه تحت هذا العنوان هو عام وشامل ) 0

أولاً : أعود فأقول أنت تتحدث عن عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أتحدث عن العصر الذي نعيش فيه ، وكلانا محق ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينطق بالوحي ومن الوحي ، ومع قوته صلى الله عليه وسلم وورعه وتقاه ، إلا أن الشيطان اعترضه في صلاته بقبس أو شهاب من نار ، فأمكنه الله منه ، وهذا ثابت بنص الحديث الصحيح ، والخلفاء والصحابة كانوا كذلك ، فما كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجاً آخر 0

ثانياً : ولا زال الحديث يتعلق بقدر الله عز وجل الكوني لا الشرعي وكذلك انتفاء الموانع ، واعتقد أن هذه المسألة واضحة بالنسبة لكَ ولا لبس فيها البتة ، وبخاصة أننا نعيش في هذا العصر ، الذي ابتلينا فيه بـ ( ستار أكديمي ) و ( سوبر ستار ) وقس على ذلك الكثير مما يندى له الجبين ، فهل يا ترى عصرنا مثل عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

أما قولك - وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( ألاتعتقد أن القول برجوعه قد يدخل الريبة بنجاعة الأذكار والتحصينات إن انتفت الموانع ولم يكن الراقي والمسترقي في غفلة ، ألا تعتقد حين يقرأ عوام الناس مثل هذا الكلام فقد يستغرب او يشكك او ينفي أن تكون التحصينات مفيدة ) 0

أقول وبالله التوفيق : على العكس من ذلك تماماً أخي الحبيب ، الحديث هنا يتعلق بأناس فيهم من الخير ما لا يعلمه إلا الله ، ولذلك لجؤوا إلى الله سبحانه وتعالى ثم الرقية الشرعية ، فإن حصل معهم مثل ذلك الأمر بينا لهم أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا حساباتهم ، ونحثهم على قراءة القرآن والذكر والدعاء والمحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي ، فإن فعلوا فمن المؤكد أنهم سينالون ما يطلبون إلا في حالات استثنائية ولحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، وهذا متفق عليه بلا خلاف ، أما الجهلة والفسقة والعصاة ، فهؤلاء لا نعنيهم مطلقاً لأنهم ليسوا حريصين على ذلك ، بل قد يذهبوا لمراجعة السحرة والمشعوذين والدجالين والعرافين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله 0

أما قولك - وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( لعلك تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءه الاعرابي وهو يشتكي من بطنه فقال له عليك بالعسل ، فعاد في اليوم التالي وقال ما زال بطني يؤلمني ماذا قال له الرسول ؟؟؟ ) 0

أقول وبالله التوفيق : ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا على يقين أنه لو وجد من الصالحين الذين يقتفون هديه ، ويسيرون على سنته ، لحصل معهم مثل ما حصل معه صلى الله عليه وسلم ، وأذكر قصة إمرأة كانت تعاني لسنوات طوال ولم تترك شيخاً إلا وقصدته بنية العلاج والاستشفاء ، ولم يكتب الله سبحانه وتعالى لها الشفاء ، وذات يوم شوهد رجل عجوز مسن من الصالحين فطلب منه رقيتها ، فأجابهم بأنه لا يعلم في هذا العلم شيئاً ، فألحوا عليه ، فقرأ عليها الفاتحة فقط ، ففكت من عقال ، وعادت وما بها قلبة 0

أعود فأذكرك بأمانة هذا العلم فأقول لكَ :

( بعد كل ما ذكرت فإني لا أختلف مع الأخ الحبيب ( عمر السلفيون ) بخصوص هذه المسألة ولكَ كامل الحق أخي الحبيب أن تتوقف فيها وأن لا توافقني الرأي ، ولكن ليس لكَ الحق مطلقاً أن تمنع خيراً عظيماً وعلماً واسعاً وهبكَ الله إياه في الرقية ومسالكها ودروبها ، والخلاف وارد في المسائل الاجتهادية وسنة الله باقية في ذلك إلى أن يرفع القرآن من الصدور ، ولو أن الخلاف المذكور قعد بالعلماء وطلبة العلم والدعاة لما رأينا ما رأينا من علم زاخر واسع ننهل من معينه ونرتوي من ماءه العذب ) 0

( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك ، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) 0

وتقبل تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة