عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-01-2021, 03:20 PM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

تابع ما قبله / 000

الأمور الهامة التي يجب مراعاتها في علاج النساء :

أ- عدم الخلوة بالنساء مطلقا ، لثبوت الأحاديث الصحيحة في ذلك ، فقد ثبت من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا يَخلوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ؛ فإنَّ الشَّيطانَ ثالثُهما )( سبق تخريجه ) ، وكما ثبت من حديث علي –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُ شابًّا و شابًّة ، فلَمْ آمَنْ من الشيطانِ عليْهِما )


( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3467 )


قال الشوكاني : ( وعلـة التحريم ما في الحديث من كون الشيطان ثالثهما ، وحضوره يوقعهما في المعصية )( نيل الأوطار - 6 / 127 ) 0

سئل الفقيه الحافظ الفاضل ، أبو الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي عن مسائل تظهر من جوابه ، فأجاب عنها – رحمه الله – بما نصه : ( سألتم وفقكم الله عن النساء يتعرضن لكم بالرقى 0 فأما الرقى بكتاب الله وبالكلام الطيب فلا بأس به لكل أحد طلب ذلك منه ، ما لم تكن امرأة لا تحل لك ، فلا تسترق لها بمس شيء من جسدها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " باعدوا بينَ أنفاسِ الرجالِ والنساءِ " ( وقال الألباني : " لا أصل له " ، انظر السلسلة الضعيقة 6296 ) فابعد من ملاقاة من لا يحل لك النظر إلى وجهها أو شيء من محاسنها بكل وجه 0 وقد أرخص في ذلك للخاطب أو شهادة على وجهها أو لطبيب إذا كان ممن يجوز له الخوض في الطب مشهوراً بذلك 0
وأما الراقي فليس له ذلك بوجه وكذلك تشييعهن في الفتن في الأرض الخالية عن أعين الناظرين ، فلا يحل لك ولا لها الخلوة لمثل ذلك ، إلا أن يصحبكما غيركما من رجل أو عجوز صالحة ، ترتفع الخلوة المنهي عنها بصحبتها لكما 0 وأما من لا تزول الخلوة بسببها من النساء المتهمات بالفساد ، فلا إلا أن يكثرن إذ لا يخلون من أن تكون فيهن مأمونة في نفسها ، فتزول الخلوة بصحبتها وبمن معها من النساء 0
وقد قال أشهب عن مالك : لا يدخل في طاعة الله بمعصية الله 0 فترك هذه الطاعة مع المعصية أوجب من فعلها )( المعيار المعرب - 11 / 226 ) 0

يقول شيخنا الشيخ مشهور بن حسن سلمان تعليقا على حديث : " باعدوا بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال " : ( قال العجلوني في " كشف الخفاء ( 1 / 329 رقم 875 ) قال القـاري : غير ثابت وإنمـا ذكره ابن الحـاج في " المدخل " ، وذكره ابن جماعة في " منسكه " في طواف النساء ومن غير سند ، ولفظه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء " ذكره دليلاً لقولهم : لا تدنوا النساء من البيت في الطواف مخافة اختلاطهن بالرجال إن كانوا - انتهى كلام الشيخ مشهور - قلت : وقد أورده علي القاري في " الأسرار المرفوعة - برقم 145 ، 146 ) 0

ولله در ابن القيم ؛ إذ يقول : ( ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال : أصل كل بلية وشر ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد الأمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة 000 ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية - قبل الدين - لكانوا أشد شيء منعاً لذلك )( الطرق الحكيمة - ص 239 ) 0

وقال الخليفة عمر بن عبدالعزيز لميمون بن مهران وهو يوصيه : ( لا تخلون بامرأة وإن قلت أعلمها القرآن ) ( النسائيات من الأحاديث النبوية الشريفة - ص 50 ) 0

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وتحرم الخلوة بغير محرم ولو بحيوان يشتهي المرأة أو تشتهيه كالقرد ) ( الاختيارات الفقهية - ص 201 ) 0


قال الناشر في تعليقه على الكتاب الموسوم " فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان " للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان : ( ولعل بعض فصول هذا الكتاب يكون مهماً لأولئك الذين تصدّوا للقراءة على الناس ، فإن بعض هؤلاء صدرت منهم أمور غير لائقة وأفعال مشينة مع بعض النساء من الخلوة بهن وغير ذلك )( فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان – ص د – ذ ) 0

قال الشيخ محمد الصايم : ( وعلاج الخلوة تعنى به أن يخلو المعالج بالمرأة المريضة وهو أمر مرفوض شرعاً ، وعلى المريضة وأهلها أن يرفضوا ذلك ، ولا أظن أن هذا يقع من شيخ متعلم ، بل قد يقع من بعض أدعياء العلم ، أو أدعياء العلاج بالقرآن ، من هذا المنطلق وضعنا شروطاً للعلاج حتى لا تلتبس الأمور على العامة وغيرهم ) ( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 29 ) 0

قال الشيخ صالح بن عبدالله الشمراني : ( إن من شروط العلاج أن يسير الأمر على طريقة شرعية ، وعندما تحصل الخلوة المحرمة فإن الأمر لا يصبح دواء ! وإنما داء، وهو قمة الداء 0
نعم ، هناك من ضعاف النفوس من يمارس الاختلاء بالنساء بحجة العلاج ! ومعروف أن في بعض النساء جهلا ، وإلا لما رضيت بأن يختلي بها رجل مهما كان الأمر ، ومهما كانت حجة العلاج ، بل أن هذه الخلوة مما يضر بالعلاج ، ويطيل مدى المراجعة )( المعالجون بالقرآن - ص 181 ) 0

يقول الأستاذ أبو الحمد عبد الفضيل : ( ومما يتعارض مع الشرع ولا يجوز للمعالج فعله علاج المرأة في غير وجود المحرم ، وهذا خطأ وشر عظيم قد يؤدي إلى الزنا ، فلا بد للمعالج أن لا يخلو بامرأة مهما كان ، لأن ذلك مدعاة للفتنة ومفسدة للعلاج بالقرآن 0 وفي الأثر : لا تخلو بامرأة ولو كنت تحفظها كتاب الله – مقولة لعمر بن عبدالعزيز )( احذروا أدعياء العلاج بالقرآن – ص 23 ) 0

يقول الأستاذ محمد علي حمد السيدابي : ( أما مصائد الشيطان ومكان حبائله للفتنة والإغواء فهي كثيرة – وذكر منها : الاختلاء بالنساء الأجنبيات ، المراد بالأجنبيات كل امرأة يحلّ للرجل نكاحها ، فالخلوة بها عرضـة للفتنـة وعمل الشيطـان ، ولذا حرم الإسلام الخلوة بالمرأة الأجنبية )( حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة – ص 72 ) 0


ب- عدم الخوض والتبسط في الحديث مع المريضات في مواضيع جانبية لا تتعلق بالقراءة ، أو تتعلق بها وتمس جانب الحياء وتخدشه ، وقد يؤدي ذلك لحصول فتنة ومفسدة عظيمة 0

ج- عدم تحديد قراءات خاصة وأماكن مخصصة لها ، مما قد يترتب على ذلك الفعل الخلوة ، وأمور أخرى قد تؤدي إلى عواقب وخيمة 0

د- عدم النظر في أعين المريضات ، بادعاء تشخيص الحالة :


ومعرفة ما تعانيه المريضة من أعراض ، وهذا الفعل ليس له أصل في الكتاب والسنة ، بل قد ورد الدليل بتحريمه وغض البصر عن محارم الله وقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابـه عن ذلك قائلا :

( قُلْ لِلْمؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )


( سورة النور - الآية 30 )


ولا يخفى تربص الشيطان وترصده لابن آدم ، وقد ينتهز تلك التصرفات للإيقاع بالمعالِج ، وتكون آنذاك الإساءة عظيمة للدعوة والدعاة إلى الله عز وجل 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر ؛ جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر ، كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر ، تكون نظرة ( بالعين ) ، ثم تكون خطرة ( في العقل ) ، ثم خطوة ( بالحركة ) ، ثم خطيئة ، ولهذا قيل : من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه : اللحظات ( بالنظر ) ، الخطرات ( بالتفكير ) واللفظات ( باللسان ) والخطوات ( بالأقدام ) 0
فأما اللحظات فهي : رائدة الشهوة ورسولها ، وحفظها أصل حفظ الفرج ، فمن أحدق نظره أورد نفسه موارد الهلاك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ )( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 7953 ) والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد الخطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولـد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع مانع ، وفي هذا قيل : ( الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ) ، ولذلك قال الشاعر :

كل الحوادث مبدؤها من النظـر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبــه في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـــه لا مرحبا بسرور عاد بالضــرر

ومن آفاته : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات ، فيرى العبد ما ليس قادرا عليـه ولا صابرا عنه ، وهذا من أعظم العذاب أن ترى مالا صبر لك عنه ، ولا عن بعضه ، ولا قدرة لك عليه ، قال الشاعر :

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظــر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

( الجواب الكافي - ص 222 ) 0


قال الشيخ محمد الصايم : ( النظرة سهم من سهام إبليس فإن الإمعان في المحارم يحرك الشهوات والقلب مرتبط بالنظر 00 وكم من عارية نظر إليها شاب فكان ذلك بداية للوقوع في الزنا 00 كما أن الشيطان يحضر أمام الإنسان وقتاً بعد وقت ، صورة المرأة التي نظر إليها ليهيجه وينسيه ذكر ربه ويفوت عليه الفرائض ويضيع عليه السنن )( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 29 ) 0

وقد ذكر بعضهم في كتبه عن طريقة الكشف بالنظر ، حيث يقول : ( ثم أمرتها – أي المريضة – أن تنظر بعينيها الاثنين ففعلت فظهر – أي الجني – فأخذت أقرأ عليه وهو يصرخ وأخذت أنظر في عينيها وأنا أقرأ ، ثم يقول : إن الجني احترق 0 وحينما سأله الاخوة الذين قرأوا كثيرا على هذا الجني أجابهم بقوله : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ! ويستدل المؤلف على مشروعية هذا العمل بأنه سأل شيخه عن هذه الطريقة فقال له : إن هذا الذي ذكرته حق وله دليل في القرآن الكريم وهو قوله تعالى : ( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ ) " سورة القلم – الآية 5 ، 6 " )( المنهج القرآني في علاج السحر والمس الشيطاني - ص 51 - 54 ) 0

قلت : هذه الطريقة ثبت نفعها بإذن الله تعالى وقد تعطي بعض المرئيات عن الحالة المرضية ، ولكن لا يمكن الأخذ بها واعتمادها في العلاج دون ضبطها بضوابطها الشرعية ، ويمكن اعتماد تلك الطريقة بالنسبة للرجال والأطفال ، وأما بالنسبة للنساء فقد يلجأ المعالِج إلى أحد المحارم أو المرافقات للحالة المرضية ليستطيع جمع المعلومات المتعلقة بها ، والتي قد تفيده في تحديد أسباب الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى ، ولا بد من اليقين الجازم بأن النظر في أعين النساء محرم شرعا ، ولهذا التحريم أصل ودليل في الكتاب والسنة ، فقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه قائلا :

( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )


( سورة النور – جزء من الآية 30 )


وقد ثبت من حديث بريدة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ )


( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 7953 )


وقد ثبت أيضا من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعني عن ربِّه عزَّ وجلَّ :

( النَّظرُ سهمٌ مسمومٌ من سِهامِ إبليسَ من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجِدُ حلاوتَه في قلبِه )


( رواه الطبراني - أنظر فتاوى اللجنة الدائمة - 4 / 348 – وقال الألباني " ضعيف جدا " ، انظر ضعيف الترغيب – برقم 1194 )


وأما تأويل الآية السابقة :

( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ )


( سورة القلم - الآية 5 ، 6 )


فباطل ليس له دليل أو مستند شرعي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد تعرضت لهذه المسألة بالتفصيل في هذه السلسلة ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( علاج صرع الأرواح الخبيثة ) 0

هـ- عدم طلب كشف المريضة عن مواضع معينة في جسدها ، بادعاء وصف العلاج المناسب ، مما يترتب على ذلك مفسدة شرعية عظيمة 0

و- متابعة الحالات المرضية بطرق ووسائل شرعية مختلفة :


دون الاهتمام الزائد عن حده ببعض الحالات ، والاستفسار المباشر أو غير المباشر ، إلا في حالات استثنائية واضطرارية ، وبموافقة الزوج واستئذانه كما ثبت من حديث عمرو- رضي الله عنه – قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( نَهَى أنْ تُكَلَّمَ النساءُ إلَّا بإذْنِ أزواجِهِنَّ )


( قال الألباني " حديث صحيح " ، أنظر صحيح الجامع 6813 )


قال المناوي : ( لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان ، ومفهومه الجواز بإذنه 0 وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة ، والكلام في رجال غير محارم )( فيض القدير - 6 / 349 ) 0

ز- أن يكون حازما قويا في تعامله مع المريضات وفي حدود الشرع ونطاقه ، فلا يسيء لمشاعرهن ولا يجامل على حساب دينه ومبادئه ، بل يتصرف وفق أحكام الشرع ومنهجه 0

ح- تنبيه المريضات لعدم الخضوع بالقول ، وتذكيرهن بقول الحق جل وعلا :


( يَانِسَاءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا )


( سورة الأحزاب - الآية 32 )


ط- تنبيه المريضات للمخالفات الشرعية التي يراها المعالِج ، كالتقيد باللباس الشرعي ، وأية مخالفات شرعية أخرى 0

وأذكر بكلام جميل للشيخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – حيث يقول : ( ومن صفات الراقي أن يكون منزها عن موارد الزلل والفتنة خاصة في الرقية على النساء لأن الشيطان ربما دخل على الإنسان من جهة الرقية إذا كان فيها خلوة بالمرأة أو وضع يده على المرأة أو نحو ذلك مما لا يجوز شرعا 00 فالواجب على الراقي أن يحذر من وسائل الشيطان الفتنة التي ربما أدت به إلى افتتان في الدين والعياذ بالله وقد حصل هذا من بعض من مارسوا الرقية نسأل الله للجميع التوبة )( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

ثالثا : التوحيد الخالص لله تعالى :

إن كافة التصورات التي وصلت إلينا من جميع الأديان - عدا الإسلام - عن حقيقة التوحيد ، إما خاطئة ، وإما ناقصة ، وإما مشوبة بالانحراف والخلل 0

والكتاب الوحيد الذي صحح هـذه التصورات الخاطئـة وكملها هو القرآن ، وخلاصة ما جاء فيه عن التوحيد ، أنه لا يجوز أن يكون الإله إلا من يكون صمدا ، حيا ، قيوما ، لم يلد ولم يولد ، ويكون من الأزل ، فليس قبله شيء ، ويبقى إلى الأبد فليس بعده شيء ، ويكون منزها عن أي نقص في حكمته ، أو عيب في عدالته ، ويكون قادرا ويكون مشرعا ، حاكما على الإطلاق ، واهبا للحياة ومهيأ لأسبابها ووسائلها ، ويكون مالكا لكل قوة من قوى النفع أو الضرر ، ويكون كل من سواه محتاجا لعطائه ، فقيرا إلى حفظه ورعايته ، ويكون إليه مرجع كل مخلوق ويكون هو محاسبا ومجازيا لكل من سواه 0

ثم إن القرآن بعد بيانه هذا التصور الصحيح الكامل الواضح ، يدل بأقوى ما يمكن من الكلمات ، وأوقع ما يكون من الأدلة العقلية وأساليب البيان ، على أن العالم ليس فيه شيء أو قوة يصدق عليها هذا التصور ، إذ ليست كل موجودات العالم إلا مسخرة محتاجـة لغيرها باقية حينا وفانية حينا آخر ، غير قادرة على دفع الضرر عن نفسها ، فضلا عن أن تجلب النفع أو الضرر إلى غيرها ، وليس المصدر لأفعالها وتأثيراتها موجودا في داخل ذاتها ، وإنما هي تستمد قوتها للبقاء والفعل والتأثير من غيرها 0

وبعد هذا النفي ، فإن القرآن لا يثبت التوحيد إلا لذات واحدة هي ذات الله ، ويطالب الإنسـان أن لا يؤمن إلا بالله وحده ، ولا يسجد إلا له ، ولا يعظم إلا إياه ، ولا يتوكل إلا عليه ، ويعلم علم اليقين أنه راجع إليه ، ومحاسب بين يديه لا محالة ، وأنه لا يتوقف حسن العاقبة أو سوئها إلا على قضاء الله 0

فالتوحيد إقرار العبودية لله سبحانه ، كما أخبر الحق جل وعلا في محكم كتابه :


( قُلْ إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاى وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )


( سورة الأنعام - الآية 162)


وهو العروة الوثقى ، وكلمة التقوى ، وكلمة الإخلاص ، وشهادة الحق ، ورأس الأمر ، وعنوان الإيمان ، وسبب عصمة النفس والمال ، وهي حرز من الشيطان 0


قال ابن القيم : ( التوحيد أول دعوة الرسل 0 وأول منازل الطريق 0 وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى 0 قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 59 ) وقال هود لقومه : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 65 ) وقال صالح لقومه : ( يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 73 ) ، وقال شعيب لقومه : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 85 ) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )( سورة النحل - الآية 36 ) 0
فالتوحيد : مفتاح دعوة الرسل ، وأول ما يدخل به الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا )( مدارج السالكين - باختصار - 3 / 461 - 462 ) 0


ومن الآثار التربوية والمعنوية لعقيدة التوحيد أنها تنظم حياة الإنسان النفسية ، وتوحد نوازعـه وتفكيره وأهدافه، وتجعل كل عواطفه، وسلوكه، وعاداته ، قوى متضافرة ، متعاونة ترمي كلها إلى تحقيق هدف واحد هو الخضوع لله وحده ، والشعور بألوهيته وحاكميته ورحمته وعلمه لما في النفوس ، وقدرته وسائر صفاته 0

ولا بد تحت هذا العنوان من تحديد أقسام التوحيد، وهي على النحو التالي :


* الأول : توحيد الربوبية :

وهو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم 0

فهذا الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه ، خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال تعالى :


( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا )


( سورة آل عمران - الآية 83 )


فـإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله ، فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره - سبحانه وتعالى - وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة 0

قال تعالى :


( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )


( سورة يونس – الآية 107 )


* الثاني : توحيد الألوهية :

وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، ويتعلق بأعمال العبد وأقواله الظاهرة والباطنة 0

وهذا النوع من التوحيد هو أول دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى :


( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )


( سورة النحل – الآية 36 )


فلا يكون العبد موحدا حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده ، ويقر أنه وحده هو الإلـه المستحق للعبادة ، ويلتزم بعبادته وحده لا شريك له 0 قال تعالى :

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )


( سورة الذاريات - الآية 56 )


وهذا النوع من التوحيد يفضي بأن على العبد أن يجعل دعاءه ونذره ونحره ورجاءه وخوفـه وتوكله ورغبته ورهبته ، إلى الله وحده لا شريك له 0

فصرف أي شيء من ذلك أو غيره - فيما يتعلق بأفعال العباد - على وجه التقرب لغير الله يكون شركا 0

كمن يذبح للجن وينذر لهم ، وكمن يجعل اعتماده على الكاهن والساحر 0


* الثالث : توحيد الأسماء والصفات :

وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال ، من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل 0

قال الله تعالى :


( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )


( سورة الشورى – الآية 11 )


فإذا عرف العبد أسماء ربه وصفاته وعرف مدلولاتهـا على الوجه الصحيح ، فإن ذلك يعرفه بربه وعظمتـه فيخضع له ويخشع ويخافه ويرجوه ، ويتضرع إليه في دفع الكربات والشرور ، ويدعوه ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته كما قال تعالى :

( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )


( سورة الأعراف ، الآية 180 )


وإذا علم العبد أن الله رحمان رحيم رجا رحمته ودعاه كما فعل أيوب – عليـه السـلام - قال تعالى :

( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )


( سورة الأنبياء - الآية 83 )



ولتحقيق التوحيد الخالص لله - جل وعلا - أثر كبير في دفع الشرور وجلب الخير بإذن الله تعالى ، فأقسام التوحيد الثلاث كلها متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن الآخر ، بل أن القرآن الكريم كله في التوحيد )( فتح الحق المبين ، من تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز - ص 40 - 42 ) 0



بعد هذا العرض لمفهوم النوحيد باقسامه الثلاثة سوف اناقش بعض المحاور المتعلقة بالمذكور والتي تتعارض مع صريح توحيد الله سبحانه وتعالى ، وأذكر ذلك على النحو التالي :


أولا : المذكور ( الملا علي كلك الكردستاني ) يعرض في صفحته على الفيس بوك صورة يقف هو في وسطها عن يمينه نجمة داوود اليهودية وعن يساره مسجد وبعد المسجد كنيسة ، ثم يكتب الجملة التالية :

( هدفي في الحياة واضحة وهي : انقاذ البشرية ، نشر المحبة ، ونبذ الكراهية ) 0


وكانما هذه دعوة صريحة الى التقارب بين الأديان ، وسوف استعرض لكم أقوال علماء الأمة الأجلاء بخصوص هذا الموضوع الخطير 0


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( أن الذي يدين به المسلمون من أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - بُعث إلى الثقلين: الإنس والجن، أهل الكتاب وغيرهم، وأن من لم يؤمن به فهو كافر مستحق لعذاب الله مستحق للجهاد، وهو مما أجمع عليه أهل الإيمان بالله ورسوله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بذلك وذكره الله في كتابه وبينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا في الحكمة المنزلة عليه من غير الكتاب، فإنه - تعالى - أنزل عليه الكتاب والحكمة ولم يبتدع المسلمون شيئاً من ذلك من تلقاء أنفسهم كما ابتدعت النصارى كثيراً من دينهم، بل أكثر دينهم، وبدلوا دين المسيح وغيّروه، ولهذا كان كفر النصارى لما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل كفر اليهود لما بعث المسيح عليه السلام )( الجواب الصحيح لمن يدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية - مطابع المجد التجارية – ص / 126 ) .

يقول العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - : ( إن دين الإسلام لا يجتمع مع القناعات الإلحادية، ولا يجتمع مع اليهودية والنصرانية، لأنهما ديانتان محرفتان ومنسوختان بدين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا ﷺ، وأمره أن يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )( الأعراف:158 ) 0وقال ﷺ: ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( أخرجه مسلم في صحيحه – أنظر صحيح مسلم – برقم 153 ) ، وفي الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ( أعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي المَغَانِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً )( متفق عليه ) ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.وبذلك يعلم أنه لا يسع أحدا من هذه الأمة جنها وإنسها إلا اتباع محمد ﷺ ولا يقبل الله من أحد بعد بعثته إلا دينه، ودينه هو الإسلام وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا )( المائدة – 3 ) وقال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ )( آل عمران – 19 ) وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( آل عمران – 85 ) وقال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )( آل عمران - 81 )( وتقدم قوله ﷺ: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار.وذلك أن الله سبحانه أخذ الميثاق على الأنبياء كلهم من أولهم إلى آخرهم بالإقرار بنبوة محمد ﷺ وعموم رسالته، وأنه لو بعث وأحد منهم حي وجب عليه اتباعه وطاعته ومناصرته وهذا الحكم يتناول أتباعهم أيضا، فإن من زعم أنه يتبع موسى وعيسى يجب عليه أن يؤمن بمحمد ﷺ بعدما بعثه الله ويتبعه لأن رسالته ختمت الرسالات وشريعته نسخت الشرائع، ولم يبق دين مقبول عند الله سوى الدين الذي بعثه الله به كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( آل عمران – 85 ) وهذا الحكم واجب على جميع المكلفين من الجن والإنس إلى يوم القيامة، كما تقدم ذلك في قوله سبحانه آمرا نبيه محمدا ﷺ أن يقول للناس : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الآية )( الأعراف – 158 ) ، وتقدم قوله سبحانه : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )( سبأ – 28 ) وقوله عز وجل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )( الأنبياء – 107 ) ( وقول النبي ﷺ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )( متفق عليه ) ، وقوله ﷺ : ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( سبق تخريجه ) ، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا المعنى كثيرة، وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يثبتنا وإياهم على دينه، وأن يمنحنا جميعا الفقه فيه والاستقامة عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شر أعداء الله ومكائدهم كالجارودي وأشباهه من سائر الملحدين والكافرين، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 0


مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء
ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


المصدر : موقع العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
جزء من مقالة حول حقيقة وحدة الأديان

https://binbaz.org.sa/old/5598


سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – السؤال التالي :

هناك من يدعو إلى التقريب بين الأديان، ويدعي أن أهل الإسلام واليهود والنصارى متفقون على أصل التوحيد، هل يحكم بكفره؟ وما رأيك بهذا الأمر ؟

الجواب : ( أنا أرى أن هذا كافر، الذي يرى أن الدين الإسلامي واليهود والنصارى متفقون على التوحيد كافر، مكذب لله ورسوله، وإذا كان يرى أن النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة أنهم موحدون فهو غير موحد؛ لأنه رضي بالكفر والشرك، وكيف يتفق من يقول: إن عيسى ابن الله، وعزير ابن الله، ومن يقول: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )( الإخلاص - 1-4 ) ؟!!
ولهذا أقول لهذا الرجل: تبّ إلى الله عز وجل؛ لأن هذه ردة يباح بها دمك ومالك، وينفسخ بها نكاحك، وإذا مت فلا كرامة لك، ترمى في حفرة لئلا يتأذى الناس برائحتك، ولا يحل لأحد أن يستغفر لك إذا مت على هذه الحالة.
حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، وقال الألباني " حديث صحيح " ، انظر صحيح الجامع 7063 ) 0
الأديان السماوية هي أديان ما دامت باقية، فإذا نسخت فليست بأديان، فاليهود حين كانت شريعة موسى قائمة وهم متبعون لها هم على الإسلام، والنصارى حينما كانت شريعة عيسى قائمة وهم متبعون لها هم من أهل الإسلام، لكن بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام صاروا كلهم كفاراً، لا يقبل عملهم؛ لقول الله تعالى ) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإْسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )" آل عمران – 85 " ) 0


المصدر : موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين

https://binothaimeen.net/content/676


سئل الشيخ محمد صالح المنجد – حفظه الله – وفك الله أسره السؤال التالي :

ما حكم الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) ؟

الجواب : ( الحمد لله ."الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى( وحدة الأديان ) : دين الإسلام ، ودين اليهودية ، ودين النصارى ، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة و الإنجيل في غلاف واحد ، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي :
أولاً : إن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون : أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان ، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام ، قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .
ثانياً : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن كتاب الله تعالى : ( القرآن الكريم ) هو آخر الكتب نزولاً وعهداً برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل ؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) 0
ثالثاً : يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ، كما جاء ذلك في آيات من كتاب الله الكريم ، منها قول الله تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم ) ، وقوله عز وجل : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) وقوله سبحانه : ( وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) . ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟! لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهم .
رابعاً : من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، كما قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو كان أحد من الأنبياء حياً لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم ، وإنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ، كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) ، ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وحاكماً بشريعته ، وقال الله تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) . كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وقال سبحانه : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) وغيرها من الآيات .
خامساً : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم ، وتسميته كافراً ممن قامت عليه الحجة ، وأنه عدو الله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ، كما قال تعالى : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) وقال جل وعلا : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ، وقال تعالى : ( وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) ، وقال تعالى : ( هذا بلاغ للناس وليُنذَروا به ) وغيرها من الآيات ، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار " . ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر ، طرداً لقاعدة الشريعة : " من لم يُكفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر " .
سادساً : وأمام هذه الأصول الاعتقادية ، والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) والتقارب بينها وصرفها في قالب واحد ، دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل ، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجرّ أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وقوله جل وعلا : ( ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) 0
سابعاً : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله جل وتقدس يقول : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) ، ويقول جل وعلا : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) 0
ثامناً : إن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ، فترضى بالكفر بالله عز وجل ، وتُبطل صدق القرآن ونَسْخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً ، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .
تاسعاً : وبناءً على ما تقدم :
1- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن الله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين ، فضلاً عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها .
2- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد ؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد ؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق ( القرآن الكريم ) والمحرف أو الحق المنسوخ ( التوراة والإنجيل ) 0 .
3- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : ( بناء مسجد وكنيسة ومعبد ) في مجمع واحد ؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ، لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان ، ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله ، تعالى الله عن ذلك . كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس ( بيوت الله ) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام ، والله تعالى يقول : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، بل هي بيوت يُكفَرُ فيها بالله ، نعوذ بالله من الكفر وأهله ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 22/162 ( ليست - البِيَع والكنائس - بيوتاً لله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوتٌ يُكفر فيها بالله ، وإن كان قد يُذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها ، وأهلها الكفار ، فهي بيوت عبادة الكفار " .
عاشراً : ومما يجب أن يُعلم : أن دعوة الكفار بعامة ، وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين ، بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ، ودخولهم فيه ،أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة ، قال الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون ) ، أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) 0 .
وإن اللجنة إذ تقرر ما تقدم ذكره وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة ، وأهل العلم بخاصة بتقوى الله ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الفكرية" ) 0


المصدر : موقع سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد
فتوى رقم ( 10213 ) – تاريخ 25 / 4 / 2000 م

https://islamqa.info/ar/answers/10213


ثانيا : المذكور يعرض كلاما خطيرا في بعض مقاطع اليوتيوب حيث يقول : ( اهل السنة والشيعة على راسي ) 0

ومعلوم بأن الشيعة الرافضة بعيدين كل البعد عن التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ومن ذلك التعلق بغير الله عز وجل ، والتمسح بالقبور ودعاء غير الله وغير ذلك من الأمور الشركية ، غير ذلك فانهم يسبون الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وكذلك يطعنون في أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها ، وانظر لأقوال علماء الأمة وأقولهم في هذه الفئة المنحرفة :

روى الخلال : ( عن أبي بكر المروزي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ليس له اسم، أو قال: نصيب في الإسلام )( كتاب السنة للخلال – ص 499 ) .

وقال ابن كثير رحمه الله عن قوله تعالي : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)( سورة الفتح – الآية 29 ) :

قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك - رحمه الله - في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفةٌ من العلماء رضي الله عنهم على ذلك )( تفسير ابن كثير – 4 / 219 ) 0

قال القرطبي - رحمه الله - : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين )( تفسير القرطبي – 1 / 142 ) 0

روي الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ( سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة ؟ قال : ما أراه على الإسلام ، وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: "سمعت أبا عبد الله -يعني الإمام أحمد- من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون مرق من الدين )( كتاب السُنة للخلال ) 0

* وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما أراه على الإسلام " )( كتاب السُنة للخلال ) 0

* وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي والمقداد وعمار وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء )( كتاب السنة للإمام أحمد ) 0

- قال ابن عبد القوي : ( وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم –أي: الصحابة– ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها بما برأها الله منه وكان يقرأ : " يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" " النور – 17 " )( كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد- ص21 ) 0

- قال البخاري : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم ) (خلق أفعال العباد – ص125).

- وروى الخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: "حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟ قال: لا تلمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته )( كتاب السنة للخلال - 2 / 566 ) 0

- قال أحمد بن يونس : ( الذي قال فيه الإمام أحمد وهو يخاطب رجلًا: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام": قال أحمد بن يونس: "لو أن يهوديًّا ذبح شاة وذبح رافضي، لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام )( الصارم المسلول - ص 570 ) 0

- قال ابن قتيبة الدينوري : ( إن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه، وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة )(الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة – ص 47 ) 0

- قال عبد القاهر البغدادي : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين كفروا خيار الصحابة فإنا نكفرهم ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم )( الفرق بين الفرق – ص 357 ) 0

- وقال : ( وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء وقولهم بأنه يريد شيئًا ثم يبدو له شيئًا ثم يبدو له وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه؛ لأنه بدا له فيه ...، وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبه منه في مذهب الروافض )( الملل والنحل – ص 52 ، 53 ) 0

- وقال القاضي أبو يعلي : ( وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر )( المعتمد – ص 267 ) 0


والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم 0

- وقال الإمام بن حزم الظاهري : ( وأما قولهم –يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر )( (الفصل في الملل والأهواء والنحل – 2 / 213 ) 0

- وقال أيضًا : ( ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية للإسلام من أهل السنة والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما جاء القرآن المتلو عندنا أهل السنة، وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام، وليس كلامنا مع هؤلاء إنما كلامنا مع أهل ملتنا )( الأحكام لابن حزم – 1 / 96 ) 0

* وقال الإسفراييني : ( بعد نقل جملة من عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله: "وليسوا في الحال على شيء من الدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين )( التبصر في الدين - ص 24 ، 25 ) 0


* قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال: ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمره بذبحه، وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغير )( المستصفى للغزالي - 1 / 110 ) 0

* وقال القاضي عياض : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء".
* وقال: "كذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفًا منه أو غير شيء منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعلية".
* وقال السمعاني رحمه الله : "واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ؛ لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم )( الأنساب – 6 / 482 ) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أنه له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة فلا خلاف في كفرهم ) 0

* وقال – رحمه الله - : ( ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لاريب أيضًا في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )( سورة آل عمران – الآية 110 ) ، وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام )( الصارم المسلول – ص 586 ، 587 ) 0

* وقال أيضًا عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء وأحق بالقتال من الخوارج )( مجموع الفتاوى – 28 / 482 ) 0

* وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد أن ساق الأحاديث الثابتة في السنة والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي رضي الله عنه : ( وكان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته من أن يفتأتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور والتواطؤ على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل بالناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام، وكان إراقة دمه أحل من إراقة المداد )( البداية والنهاية – 5 / 252 ) 0

* وقال أبو حامد محمد المقدسي بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمنا في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الوقوف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام )( رسالة في الرد على الرافضة - ص 200 ) 0

* وقال أبو المحاسن الوسطي في ( المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي ) : "إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى( لتكونوا شهداء على الناس )( البقرة – 143 ) ، وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى: ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين )( سورة الأنعام – 89 ) 0

* وقال علي بن سلطان القارئ في ( شم العوارض في ذم الروافض ) : ( وأما من سب أحدًا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) 0

* وقال الشيخ ابن جبرين في موقعه على الإنترنت: لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر ولا مبتدع، فالرافضة بلا شك كفار لأربعة أدلة :

الأول : طعنهم في القرآن وادعاؤهم أنه حذف منه أكثر من ثلثيه كما في كتابهم الذي ألفه النووي وسماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، وكما في كتاب ( الكافي ) وغيره من كتبهم ومن طعن في القرآن فهو كافر مكذب لقوله تعالى: ( وإنا له لحافظون )( الحجر – 9 ) 0
الثاني : طعنهم في السنة وأحاديث الصحيحين فلا يعملون بها؛ لأنها من رواية الصحابة الذين هم كفار في اعتقادهم، حيث يعتقدون أن الصحابة كفروا بعد موت النبي صلي الله عليه وسلم إلا علي وذريته وسلمان وعمار ونفر قليل، أما الخلفاء الثلاثة وجماهير الصحابة الذين بايعوهم فقد ارتدوا فهم كفار فلا يقبلون أحاديثهم كما في كتاب الكافي وغيره من كتبهم 0
الثالث : تكفيرهم لأهل السنة فهم لا يصلون معهم ومن صلى خلف السني أعاد صلاته، بل يعتقدون نجاسة الواحد منا فمتى صافحناهم غسلوا أيديهم بعدنا، ومن كفر المسلمين فهو أولى بالكفر فنحن نكفرهم كما كفرونا 0
الرابع : شركهم الصريح بالغلو في علي وذريته، ودعاؤهم مع الله وذلك صريح في كتبهم، وهكذا غلوهم ووصفهم له بصفات لا تليق إلا برب العالمين، وقد سمعنا ذلك في أشرطتهم )( كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى فضيلة الشيخ ابن جبرين – ص 39 ) 0

* وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في رسالة بعث بها للأستاذ بشار عوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: "بسم الله الرحمن الرحيم: فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسى - روح الله الخميني - راغبين في بيان حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين: إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صريح، لمخالفته للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع الأمة وما هو معلوم من الدين بالضرورة، فلذلك فكل من قال بها معتقدًا ولو ببعض ما فيها فهو مشرك كافر وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه المحفوظ عن كل زيادة ونقص: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا )( النساء – 115 ) 0
وبهذه المناسبة أقول: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة يتعاونون مع "الخمينيين" في الدعوة إلى إقامة دولتهم والتمكين لها في أرض المسلمين جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال والفساد في الأرض ( والله لا يحبُ الفساد )( البقرة – 205 ) 0
فإن كان عذرهم جهلهم بعقائدهم وزعمهم أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، فما هو عذرهم بعد أن نشروا كتيبهم "الحكومة الإسلامية" وطبعوه عدة طبعات ونشروه في العالم الإسلامي وفيه من الكفريات ما جاء نقل بعضها في السؤال الأول مما يكفي يتعلم الجاهل ويتيقظ الغافل، هذا مع كون الكتاب كتاب دعاية وسياسة والمفروض في مثله أن لا يذكر فيه من العقائد ما هو كفر جلي عند المدعوين، ومع كون الشيعة يتدينون بالتقنية التي تجيز لهم أن يقولوا ويكتبوا ما لا يعتقدونه كما قال عزَّ وجلَّ في بعض أسلافهم: ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم )( الفتح – 11 ) ، حتى قرأت لبعض المعاصرين منهم قوله وهو يسرد المحرمات في الصلاة: "والقبض فيها إلا تقية"؛ يعني وضع اليمين على الشمال في الصلاة 0
ومع ذلك كله فقد (قالوا كلمة الكفر)، في كتيبهم مصداق قوله تعالى في أمثالهم : ( والله مخرج ماكنتم تكتمون )( البقرة – 72 ) ، ( وما تخفي صدورهم أكبر )( آل عمران – 118 ) 0
وختامًا أقول محذرًا جميع المسلمين بقول رب العالمين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )( آل عمران – 118 ) ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

(كتبه محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن ، عمان 26 / 12 / 1407 ) 0


وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية فتوى رقم ( 8564 ) 0

السؤال: بماذا تحكمون على الشيعة وخاصة الذين قالوا: إن عليًّا في مرتبة النبوة، وأن سيدنا جبريل غلط بنزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب: الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد:

الشيعة فرق كثيرة، ومن قال منهم أن عليًّا رضي الله عنه، في مرتبة النبوة، وأن جبريل عليه السلام غلط فنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهو كافر 0

ومن هذه الفتوى نعلم أن تكفير المعين من الشيعة إذا علمنا عنه أحد هذه العقائد الكفرية الناقضة للمعلوم من الدين بالضرورة من دين الإسلام وإلا فهم من شر أهل البدع 0


تابع ما بعده / 000
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 12-01-2021 الساعة 09:25 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة