عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-04-2008, 01:31 PM   #1
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

Hasrean رحـــمـــك الله يا نورة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته وسلم تسليما كثيرا

إنه بداية الأسبوع ... بداية النشاط المتجدد .... بداية الحيوية .......في ذلك اليوم دخلت عملي في وقت مبكر قليلا ، وكالعادة نتبادل السلام مع الأخوات .... ولكن سبحان الله أشعر إنه يوم مختلف هدوووووووووء إلى هذه الدرجة ، ماذا حدث للطالبات !!!

لا أسمع إزعاجا ، ولا ضحكا ، والخطوات قليلة ، فخرجت للإطمئنان عليهن فرأيتهن يجلسن وكلامهن قليل ، فقلت لعل الوقت مبكر على حضورهن ، فعدت أدراجي وأنا أقول ، الله يهديكم

وما أن دخلت مرة أخرى إلى الإدارة حتى رأيت إحدى الأخوات قد شحب وجهها ، وأخرى تبكي ، والثالثة تواااااااسي ، فسلمت وقلت : ما الأمر أخواتي خير إن شاء الله ؟

فكان الخبر .............


قالت لي هذه الأخت وهي متأثرة جدا : عندنا طالبة توفيت في حادث يوم الجمعة ، فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم قلت لها من هي ؟

فقالت : إنها نـــــــورة ..... فقلت نورة من ؟؟؟

لم استوعب !!! لأن الأسماء متشابهة ، فكررت القول ،، فقلت لها : هل أنت متأكدة قالت نعم ومات معها أخوتها وأبناء عمها ........ يا الله حــــــــادث أليم

يا رب صبرنا وأجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا ولأهلها خيرا منها ......

دخلت مع أخواتي وفتحت الملفات لأتأكد من الاسم هل هو مطابق لما في مخيلتي ،، إي والله إنها هي ، نورة ذات 17 ربيعا ، فجلسنا جميعا في هدوء عميق نتأمل الصورة ، ولكن الوكلية لم تستحمل فانجرت باكية قائلة : وأنا أقول البنت ليش اليوم ما صبحت علي ( أي لم تسلم علي ) وهذه عادتها رحمها الله رحمة واسعة ...

تلقينا الخبر ... بقلوب راضية بقضاء الله تعالى وقدره ... وكان واجب علينا تقديم العزاء لأهلها ......

وهذه الكلمات التالية قالتها لنا أمها الصابرة الراضية بقضاء الله تعالى وقدرة : ( قبل وفاة نورة بإسبوعين ونصف تقريبا طلبت من أمها أن تشتري لها كفن ، فقالت لها الأم : أيش هذا الكلام ، الله يكفيك الشر يا بنتي ، فردت نورة : يا أمي إحنا مش ضامنين أعمارنا ، فقالت الأم : نورة الله يهديك يا بنتي روحي ادرسي وخل عنك هذا الكلام فأنت في الثانوية العامة ، فقالت نورة : يمه أنت ضامنة عمرك أنك ما تموتين اليوم ؟ فلم تستطع الأم الإجابة ، فأردفت نورة : يمة ترى احنا عندنا محاضرة دينية كل أربعاء وقالت لنا الداعية : إن كل وحده منا لازم تشتري كفنها وتخليه عندها وإذا حال عليه الحول وما ماتت تتبرع فيه وتشتري ثاني ، ( وكانت هي بالفعل من المحافظات على حضور الندوات والمحاضرات الدينية ولو كان على حساب حصصها التعليمية ) فقالت لها الأم : إن شاء الله إذا صار عندي وقت وطلعت بشتري لك كفن ، وفي الحقيقة قالتها الأم على مضض لترضي ابنتها .....

وفي يوم الأربعاء قرر الأهل الذهاب إلى زيارة أهل والدهم في عزبتهم في المملكة ، وكانت نورة غير راغبة في الذهاب لأنها تستعد وتدرس للإمتحانات ، فرفضت الأم تركها لوحدها في المنزل وجميعهم مسافرون ، فذهبت نورة طاعة لأهلها ... ثم العودة في وقت مبكر ليتسنى لها المذاكرة ، ذهبوا وسلموا على أهلهم وبعد يومين قرر الأهل العودة إلى الوطن ، وكان يوم جمعة فأرادت نورة أن تركب مع أمها وعمتها فقالت لها الأم : لا ، اركبي مع أخوتك وأبناء عمك لأنك الكبيرة وتنتبهين عليهم ، فوافقت مرة أخرى رغما عنها حتى لا تغضب أمها ، هكذا والله عرفناها رحمها الله رحمة واسعة

فركبوا والأم تحادث ابنتها من خلال الهاتف وتوصيها بالأطفال وأن تخبر السائق بعدم السرعة ، وسبحان الله ... ما إن انتهت المكالمة حتى حاول السائق التجاوز فكان الحادث المؤلم أمام عيون الأهل في السيارة الثانية ، يا الله ما أصعبها تلك اللحظات .... نورة طارت ثم هوت أرضا وكأنها ناااااائمة مثل ما وصفت أمها وماتت في الحال والنور يملأ وجهها لأنها في الأساس فتاة ملتزمة ، فقالت الأم والدموع تملأ عينيها : ظننتها مغمى عليها ، وإذا بجميع من في السيارة بين مصاب إصابات بالغة وبين ميت ، نورة وأختها 10 سنوات توفيتا في الحال ، السائق والخادمة توفيا أيضا ، الأخ 13 سنة والأخت 15 سنة في الإنعاش ، وأما أبناء عمها الثلاثة توفوا في الحال ( بنتين وولد )

يا الله .... رب صبر أسرهم فمصابهم عظيم

وسبحان الله لأنهم أناس مؤمنين رأينا في الأسرتين صبر وتكبير وتهليل وحمد لله على قضاءه وقدره .........


صعب علينا أن نفارقها .... صعب علينا أن ننساها ... صعب علينا أن نصدق ما حدث لها .... هكذا تكلمت زميلاتها

فصبرناهن وذكرناهم بقوله تعالى : (وَبَشِّرْالصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) ، وطلبنا منهن أن يواصلوا الدعاء لها ، ويبروا أمها من بعدها ، ففكرت الصالحات منهن أن يعملوا لها صدقة جارية وذلك بحفر بئر ماء ، فباركت أنا أيضا هذه الفكرة وبدأ الجميع في العمل ، وبإذن الله يتحقق في القريب العاجل ، فنعم والله هذه الصحبة وهذه الأخوة في الله ... بارك الله فيهن


قال تعالى : (إِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ )


رحمك الله يا نورة رحمة واسعة فما عرفناك إلا فتاة طيبة ملتزمة هادئة متفوقة ، طائعة لوالديها ، فنسأله سبحانه أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة ، وأن يصبر والديك على فراقك وفراق إخوتك .. اللهم آآآآمــيــــن


قصة واقعية عايشتها بنفسي


التعديل الأخير تم بواسطة إسلامية ; 18-04-2008 الساعة 10:57 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة