عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-01-2010, 08:23 AM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي جاءنا رجل مهموم 0000 قد انهكته الغموم !

جاءنا رجل مهموم 0000 قد انهكته الغموم !


جاءنا رجل مهموم وقد أنهكته الغموم

فهو من الحزن مكظوم

فقال :
أيها الناس حل بنا البأس
وذهب منا السرور والإيناس
وتفرد بنا الشيطان فأسقمنا حميم الأحزان
فهل منكم رجل رشيد رأيه سديد ؟
يصرف عنا هذا العذاب ؟
فقام منا شيخ ينوبُ عنا
وهو أكبرنا سنا
فقال :
أيها الرجل الغريب
شأنك عجيب
تشكو الهم والوصب
وأراك لم يبق منك الا العصب
أما تدعو الرحمن ؟
أما تقرأ القرآن ؟
فانه يذهب الأحزان ويطرد الوحشة عن الإنسان
ثم اعلم وافهم لتسعد وتسلم
إن من أعظم الأمور في جلب السرور
الرضا بالمقدور واجتناب المحذور
فلا تأسف على ما فات فقد مات
ولو انه كنوز من الذهب والجنيهات
واترك المستقبل حتى يقبل
ولا تحمل همه وتنقل
ولا تهتم بكلام الحساد
فلا يٌحسد الا من سَاد وحظي بالإسعاد
وعليك بالأذكار فهي تحفظ الأعمار
وتدفع الأشرار وهي انس الأبرار
وبهجة الأخيار
وعليك بالقناعة فإنها اربح بضاعة
وأملا قلبك بالصدق واشغل نفسك بالحق
وإلا شغلتك بالباطل وأصبحت كالعاطل
وفكر في نعم الله عليك وكيف ساقها إليك
من صحة في بدن وأمن في وطن وراحة في سكن
ومواهب وفطن مع ما يصرف من المحن
وسلم من الفتن
واسأل نفسك في النعم التي بين يديك
هل تريد كنوز الدنيا في عينيك ؟
أو أموال قارون بين يديك ؟
أو قصور الزهراء في رجليك ؟
أو حدائق دمشق في أذنيك ؟
وهل ترى ملك كسرى بأنفك ولسانك وفيك ؟
مع نعمة الإسلام ومعرفتك للحلال والحرام
وطاعتك للملك العلام ؟
ثم أعطاك مالا ممدودا وبنين شهودا
ومهد لك تمهيدا وقد كنت وحيدا فريدا
واذكر نعمة الغذاء والماء والهواء والدواء
والكساء والضياء والهناء
مع صرف البلاء ورفع الشقاء
ثم افرح بما جرى عليك من أقدار
فأنت لا تعرف ما فيها من الأسرار
فقابل النعمة بالشكر وقابل البلية بالصبر
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء
واغفر لكل من قصر في حقك وأساء
واغسل قلبك سبعا من الاضغان
وعفره بالثامنة بالغفران
وانهمك في العمل فانه يطرد الملل
واحمد ربك على العافية والعيشة الكافية والساعة الصافية
فكم في الأرض من وحيد
وشريد وطريد وفقيد
وكم من مسجون ومغبون ومديون ومفتون
وكم من سقيم ويتيم
ومن يلازمه الغريم والمرض الأليم
واعلم إن الحياة غرفة بمفتاح
تصفقها الرياح 00 لا صخب ولا صياح
وهي كما قال ابن فارس :
ماءٌ وخبزٌ وظلُ 0000 ذاك النعيم الأجّل ُ
كفرتُ نعمةََ ربي 0000 إن قلتُ إني مقل ُ
واعلم : أن لكل باب من الهم مفتاح من السرور
وللذنب رب غفور والفلك يدور
وأنت لا تدري بعاقبة الأمور
وملك كسرى لا تغني عنه كسرة
ويكفي من البحر قطرة فلا تذهب نفسك حسرة
ولا تتوقع الحوادث ولا تنتظر الكوارث
ولا تحرم نفسك لتجمع للوارث
ويغنيك عن الدنيا مصحف شريف
وبيت لطيف ومتاع خفيف
وكنوز ماء ورغيف وثوب نظيف
والعزلة مملكة الأفكار
والدواء كل الدواء في صيدلية الأذكار
وإذا أصبحت طائعا لربك وغناك في قلبك
وأنت آمن في سربك راض ٍ بكسبك
فقد حصلت السعادة ونلت الزيادة وبلغت السيادة
واعلم أن الدنيا خداعة لا تساوي هم ساعة
فاجعلها طاعة
فلما انتهى من وعظه
أعجب بلفظه وحسن لحظه
وقال له :
جزاك الله عني خير الجزاء
فقد صار كلامك عندي اشرف العزاء

وصلى الله على نبينا المصطفى الهادي محمد
وعلى آله وصحبه وسلم











    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة