عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-07-2005, 11:31 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص أسئلتك أختي المكرمة ( nadia ) حول بعض المسائل المتعلقة بالقبور والمقابر فأشكرك أولاً على كلماتك الطيبة سائلاً المولى عز وجل أن يجزيك كل الجزاء ، وحقيقة الأمر فقد تأثرت لوفاة والدتك ، ولكن أختي الفاضلة هذه هي الدنيا ، والموت كأس لا بد أن يشرب منه الجميع ، ويكفي أن نتذكر في مثل تلك الأحوال مصيبتنا في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما ثبت من حديث عَائِشَةَ – رضي الله عنها - قَالَتْ : فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، أَوْ كَشَفَ سِتْرًا ، فَإِذَا النَّاسُ يُصَلُّونَ وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ رَجَاءَ أَنْ يَخْلُفَهُ اللَّهُ فِيهِمْ بِالَّذِي رَآهُمْ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي ، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي ) ( حديث صحيح – أخرجه الدارمي في سننه ، وابن ماجة في سننه ) 0

وأعود أخية ناديا كي أجيبك على أسئِلتك وهي على النحو التالي :

السؤال الأول : ( بخصوص المقبرة فقد لاحظت هناك اختلافا في المقابر : فهناك أربع أنواع
مقابر فوقها تراب وحجرة مثلثه صغيرة الحجم مكتوب عليها الاسم والرقم والتاريخ
ومقابر مبني حولها صف واحد من الآجور لإحاطتها وتعليمها وعلى رأسها حجرة أكبر عمودية طولها تقريبا80 سنتيمتر عليها الاسم والرقم والتاريخ للدفن هناك المسبوغة والغير مسبوغة ومقابر مبني فوقها زليج ملون طبقة فوق طبقة وأخرى توجد في بقع ملك للعائلة بأكمل ومحاطة بصور ولديها باب بقفل ، أريد أن أعرف ما حكم الشرع في هده الأنواع من المقابر 0
وحاليا أمي قبرها من النوع الأول لكننا نرغب في إحاطتها بصف من الاجور مثل النوع الثاني كي يكون سهل أن نجدها مرة أخرى ، وأيضا حتى لا تدوس فوقها الأرجل فهل جائز لنا هدا ) 0

اعلمي أخية أن كافة الأنواع التي ذكرت من المبدع المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ويكفينا في هذا حديث عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ أَنَّ عَلِيًّا - رَضِي اللَّه عَنْه - بَعَثَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَالَ : أَبْعَثُكَ لِمَا بَعَثَنِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَا تَدَعْ قَبْرًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَلَا تِمْثَالًا إِلَّا وَضَعْتَهُ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام أحمد في مسنده ) 0
فالسنة أختي الكريمة أن لا يرفع القبر إلا أن يعاد إليه التراب وبقدر لا يتعدى الشبر تقريباً ، ولا يجوز أن يبنى عليه ولا أن توضع عليه علامات مكتوب عليها آيات قرآنية أو أسماء أو تاريخ وفاة ، ونحو ذلك مما يفعله بعض المسلمين هداهم الله إلى الصراط المستقيم 0

سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم الكتابة على القبور ، فأجاب – رحمه الله - : ( لا يجوز أن يكتب على قبر الميت لا آيات قرآنية ولا غيرها ، لا في حديدة ولا في لوح ولا في غيرهما : لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جَابِرٍ – رضي الله عنه - قَالَ : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحع – كتاب الجنائز ) ، رواه الإمام مسلم في صحيحه ، زاد الترمذي والنسائي بإسناد صحيح : " وأن يكتب عليه " ) ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – 4 / 337 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( لا يجوز البناء على القبور لا بصبة ولا بغيرها ، ولا تجوز الكتابة عليها ، لأن ذلك نوع من أنواع الغلو فوجب منعه ، ولأن الكتابة ربما أفضت إلى عواقب وخيمة من الغلو وغيره من المحظورات الشرعية ، وإنما يعاد تراب القبر عليه ، ويرفع قدر شبر تقريباً حتى يعرف أنه قبر ، هذه هي السنة في القبور التي درج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم ) ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – باختصار - 4 / 329 ) 0

أما بخصوص والدتك – رحمها الله – فلا تفعلي أي شيء مما قلت ، واكتفي بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي قد أشار إليها سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز آنفاً ، ولا بأس بوضع حجر شاهد عند الرأس وتعليمه بعلامة كي تستطيعون تمييز قبر الوالده غفر الله لها ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : ( بالنسبة لكل الأنواع من المقابر ، توضع فوقهم أنواع من الأعشاب المختلفة ، فهل جائز زرع الأعشاب فوق القبر ) 0

بعض المسلمين الذين يفعلون ذلك يستشهدون بحديث ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه - قَالَ : ( مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ، قَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ) ( متفق عليه ) 0

والاستشهاد بهذا الحديث باطل في هذا الموضع حيث أن أهل العلم ذكروا أن هذا من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأراد بهذا الفعل أن يخفف عن صاحب القبرين ، ومن هنا ذكر العلماء أن أي فعل عند القبر كتوزيع الأطعمة أو زراعة الشجر أو الورد أو ما شابه ذلك بدعة منكرة وليس لها أصل في الشريعة 0

السؤال الثالث : ( حين ذهبت إلى المقبرة وجدت أناس يصبون زجاجات من ماء الزهر أو ماء الورد فوق القبر وآخرون يضعون بخور أو ند فما حكم الشرع في هدا ) 0

وكل هذا أخية ( ناديا ) من البدع المحدثة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه ، وكذلك في اقتفاء أثر خلفائه الراشدين وصحابته الأطهار ، فلنلزم السنة ، وفيها الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة 0

السؤال الرابع : ( قررت أن أذهب إلى المقبرة كل جمعة مع العائلة ودلك أولا يجعلنا نتعض باقي الأسبوع ونتذكرها كل يوم بالقران والدعاء وأيضا لأننا نشتاق إليها كثيراً كثيراً وليس سوى الزيارة تبرد علينا حرارة الألم فهل هده الزيارة جائزة كل جمعة ) 0

اعلمي أخية ( ناديا ) رعاك الله أنه لا يجوز للمرأة زيارة القبور لا في يوم الجمعة ولا في غيره ، لما ثبت من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه - قَالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ ) ( حديث صحيح - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، والترمذي في سننه ، والنسائي في سننه ، وأبو داود في سننه ) 0

سئل سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن مشروعية زيارة النساء للقبور ، فأجاب – رحمه الله - : ( ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه لعن زائرات القبور من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حسان ابن ثابت الأنصاري – رضي الله عنهم – جميعاً 0 وأخذ العلماء من ذلك أن الزيارة للنساء محرمة ؛ لأن اللعن لا يكون إلا في محرم ، بل يدل على أنه من الكبائر ؛ لأن العلماء ذكروا أن المعصية التي يكون فيها اللعن أو فيها وعيد تعتبر من الكبائر 0 فالصواب أن الزيارة من النساء للقبور محرمة لا مكروهة فقط 0 والسبب في ذلك والله أعلم أنهن في الغالب قليلات الصبر 0 فقد يحصل منهن من النياحة ونحوها مما ينافي الصبر الواجب 0 وهن فتنة ، فزيارتهن للقبور واتباعهن للجنائز قد يفتتن بهن الرجال وقد يفتتن بالرجال ، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بسد الذرائع المفضية إلى الفساد والفتن ، وذلك من رحمة الله بعباده ) ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – جزء من فتوى - 5 / 332 ) 0

السؤال الخامس : ( بالمقبرة يأتي أشخاص يقرأون القرآن بصوت مرتفع عند القبر ، ويريدون من وراء دلك نقود ، المشكل أنهم يقومون بدلك حتى لو رفضنا ونكون مضطرين لإعطائهم النقود ، فهل هدا جائز باعتبارها صدقة منا رغم أنهم يبيعون كلام الله بالنقود ) 0

وهذا الفعل من أمثال هؤلاء الذين يتكسبون بكتاب الله بطريقة غير مشروعة بدعة منكرة ليس لها أصل في الشريعة ، وهم يأثمون إثماً عظيماً على فعلهم هذا ، وكذلك لا يجوز لكم موافقتهم على هذا الفعل 0

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم استئجار قارئ للميت ، فأجاب – رحمه الله - : ( هذا من البدع ، وليس فيه أجر لا للقارئ ولا للميت ، ذلك لأن القارئ إنما قرأ للدنيا فقط للمال ، وكل عمل صالح يقصد به الدنيا فإنه لا يقرب إلى الله ، ولا يكون فيه ثواب عند الله ، وعلى هذا فيكون هذا العمل – يعني استئجار شخص ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت – يكون هذا العمل ضائعاً ليس فيه سوى إتلاف المال على الورثة ، فليحذر منه ، فإنه بدعة ومنكر ) ( المجموع الثمين – الجزء الأول ) 0

أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكِ أخية ( ناديا ) الهداية والتوفيق ، واعلمي حفظك الله أن أفضل ما تبرين به والدتك بعد موتها الدعاء ، لما ثبت من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الوصية ) ، أو إهداء ثواب عمل صالح لها ، مع أن هذا الفعل عمل مفضول ، إلا أنه يصل للميت بإذن الله تعالى وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله 0
أما قولك أخية ( ناديا ) بأنك تثقلين علي ، فاعلمي رعاك الله أنني أسعد وأنا أجيب على أسئلتك ، وأسئلة أعضاء ( منتدى الكلمة الطيبة ) ، سائلاً المولى أن أكون قد وفقت في إجابة كافة تساؤلاتك المطروحة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة