عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-03-2009, 07:44 PM   #1
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي كيف نؤدي الأمانة ؟؟

الأمانة موضوع مهم جداً .. وخاصة في وقتنا الحالي ..عصر كثر فيه التكالب على الماديات ..
والافتقار إلى الإحساس بالأمانة ..

توخي الأمانة في جميع تعاملاتنا الحياتية .. الأمانة في العبادة .. في العمل .. في التعامل مع الأسرة والمجتمع ..
الأمانة التى حث عليها الإسلام بجميع مصادره الشرعية .. وذلك لأهميتها في المجتمع المسلم ..

إليكم هذا الموضوع الذي يوضح أهمية الأمانة ويحذر من التفريط بها ..




الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً منيراً، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
أما بعد.. قال تعالى: ((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)).

يوم تعيش الأمة بلا إيمان فهي كقطيع من الغنم.. ويوم تعيش مجتمعات بلا إيمان فهي سياج من الضلالة.. ويوم يُبنى البيت بلا إيمان فمعناه الضوضاء والقلق.
الإيمان رسالة اختص الله بها هذه الأمة المحمدية.. وأنتم أفرادها.. بل أنتم جنودها البواسل بل عيونها الساهرة.. وأنتم أياديها النافعة العاملة.
فالأمانة شاقة.. والأمانة ضخمة.. والأمانة مكلّفة. لم تستطع السماوات والأرض حملها.. وكذا الجبال، فأتى الإنسان الضعيف الهزيل بحقارته وضعفه فحملها.
فما هي الأمانة؟
الأمانة بتعريف مبسَّط: أن تراقب الله عز وجل في كل شأن استأمنك عليه.. بما في ذلك نفسك التي بين جنبيك.
يقول أحدهم يوصي أخاه:


وإذا خلوت بريبة في ظلمةٍ والنفس داعية إلى الطغيان


فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني



فهل قلنا لأنفسنا ونحن بين الجدران والحيطان في مكاتبنا وفي أعمالنا وفي مهماتنا (أن الله يرانا).
هل استشعرنا رؤية الله ونظر الله وحفظ الله ورعاية الله؟
والله لو استشعر كل واحد منا هذا المبدأ الأصيل لصلح أمرنا وكانت بلادنا في رغد أرغد مما هي فيه الآن، وفي سعادة أسعد مما هي فيه الآن، وفي رقي وازدهار أحسن وأجدى وأنفع مما تعيشه الآن... نعم هذا المبدأ لا بد أن نؤصِّله كثيراً في حياتنا.
خرج عمر بن الخطاب ليخطب يوم الجمعة ويصلي بالناس وبطنه يقرقر عام الرمادة بالجوع.. فقال لبطنه: [(قرقر أو لا تقرقر، والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين]
ويمشي رضي الله عنه في بُرد مرقّع فيه أربع عشرة رقعة، ويضرب جسمه بالعصا كما يقول ابن كثير ويبكي ويقول: [يا عمر ، والله لتتقينّ الله أو ليعذبَنّك الله عذاباً ما عذَّبه أحداً من الناس].
يخرج لـمكة ليعتمر فيلقى راعياً في الطريق فيقول له عمر : [يا أيها الراعي أتبيعني شاةً من غنمك؟
قال الراعي: هي لسيدي وأنا أرعى له بالأُجرة.
قال: بعها لي فإذا سألك فقل أكلها الذئب! -يريد عمر أن يمتحن أمانته-.
فقال الراعي: فأين الله؟
فجلس يبكي رضي الله عنه].
فهل قلنا مثل هذا الراعي الذي استشعر رقابة الله.. وأدّى الأمانة بصدق لأنه يعلم أن من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور رقيب على أحواله كلها.
يا أيها الإخوة الكرام: نحن نتعامل في بلد بُنيت حضارته على الإسلام، وبنيت لَبِنته على لا إله إلا الله.. ترابه لو نطق لقال: لا إله إلا الله.. ماؤه لو تكلم لقال: لا إله إلا الله..، وهواؤه لو خطب لقال: لا إله إلا الله.
نحن نختلف تماماً عن الأمم الكافرة، ففردها كافر يخاف من السلطة لا غيرها.
والله يقول في القرآن: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ))،.. أما ظاهر الإثم فالأمم تعرف ذلك كافرها ومسلمها. أما باطن الإثم فلا يعرفه إلا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم.. وهي الرقابة، فالفرد هنا يختلف تماماً عن ذلك لأن هذا كتلة من إيمان وشعلة من توحيد، قد سلَّم قياده لله قبل أن يسلّمه للبشر، وأعطى قلبه لله قبل أن يعطيه للمسؤول.

نعم! يُحترم المسؤول ويقدَّر المسؤول ويطاع المسؤول لأن الله عز وجل أمر بطاعة ولاة الأمور في طاعة الله. لكنه لا يستطيع أن يراقب جميع أفعالنا وهمومنا وعزائمنا.. إنما ذلك الله وحده.
سمع عمر رضي الله عنه بائعة لبن تقول لابنتها: أتريدين أن يكثر لبننا لنبيعه ونكسب؟
قالت: نعم.
قالت: امزجيه بالماء.
قالت الجارية: إنا نخاف من عمر أمير المؤمنين أن يعرف أنا نبيع اللبن بالماء.
قالت أمها: عمر لا يدري.
فقالت الجارية: وأين رب عمر ؟
ففرح عمر بهذه الجارية.. وزوّجها لأحد أبنائه.
إذن.. فالأمانة الكبرى أمانة الإيمان.. أمانة حمل لا إله إلا الله.. ولو أخلصنا هذه الكلمة حق الإخلاص، والله ما عُبثَ بكرامتنا وبمجدنا وبمقدساتنا.
أتدرون أيها الإخوة أنّا نعيش الآن في آخر ركب الحضارة؟
أتدرون أنّا مقلدين للأمم؟
فيا إخوتي في الله أول أمانة نرعاها هي أمانة الإيمان ومراقبة الواحد الديان.

كأن رقيباً منك يرعى خواطري وآخر يرعى مسمعي وجناني


يقول اللواء محمود شيت خطاب : (كنت في العسكرية، فكنت أعمل لغير وجه الله، فجلست ليلة من الليالي مع شلة في ثكنة عسكرية في بغداد، فمرّ بنا أحد دعاة الإسلام فوجدنا في مجلس.
فقال لي: يا محمود اتق الله إن عليكم رقيباً!
قلت: ومَنَ الرقيب ولا يرانا إلا الكواكب؟
قال الداعية: يا محمود فمنْ كوكَبَ الكواكب؟
قال: فوالله ما زالت كلمته ترن في ذهني إلى الآن).
وبعدها تاب وأصبح داعية من أكبر الدعاة في العالم الإسلامي، ونفع المسلمين في جانب العسكرية الإسلامية، فهو يحلل الغزوات والمعارك الإسلامية تحليلاً حديثاً على مستوى الزمن المعاصر.
فسبحان الله! إذا راقب العبد الله كيف يخلف الله عليه إيماناً.
والأمانة تدخل في الصلاة، فأنت لا تراقَب إلا من الله في كل وقت.
بإمكان الإنسان أن يترك الصلاة، أو أن يعبث في الصلاة، أو أن يصلي بلا وضوء، ولكن من يراقب الخطوات والسكنات إلا الواحد الأحد سبحانه.
في الحديث: (يعجب ربك لمسلم يؤذن في البادية ويصلي) (1) .
لماذا يعجب منه الله؟
لأنه صلّى وحده وفى مكان لا يراه فيه أحد إلا الله.
والأمانة تدخل كما يقول أهل العلم في الوضوء، فبإمكان كثير من الناس أن يصلي بلا وضوء.. من يدري أنه دخل المسجد متوضئاً أو غير متوضئ، طاهراً أو غير طاهر، إلا الله تعالى؟
والأمانة تدخل في باب العمل وهو ما يهم كثيراً منا، فإن الله كما في الحديث الحسن: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) (1) .
فلا يستصغر الإنسان نفسه، فالأستاذ في الفصل سوف يحاسبه الله عن ماذا قدَّم للأجيال وماذا فعل بأبناء المسلمين.
المدير في المكتب يحاسبه الله على ما فعل في المعاملات، على ما أخذ وعلى ما أعطى.
والقائمون بالمهن المعيشية من غسَّالٍ وخبَّازٍ ونجارٍ وفرَّانٍ، وغير ذلك، كلهم سيوقفهم الحي القيوم يوم القيامة فيحاسبهم فرداً فرداً
((إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً)).

فأمانتنا يا أيها الأخيار معناها أن نراقب الواحد الأحد، ومعناها أن نتذكر دائماً ونحن نتحمل مهمتنا ومسؤوليتنا أن الله معنا برقابته، ويوم أن نحفظ الله عز وجل يحفظنا الله.


الشيخ / عائض القرني

http://www.alislamnet.com/articles_e...=20&links=True


والآن أخوتي ..

بعد أن قرأتم الموضوع ..

هل أنتم تراعون الأمانة في جميع نواحي حياتكم ؟؟

فلتفكروا .. وأنا معكم بالطبع .. ما هي النواحي التي فرطنا بها ..

ما هي النواحي التي قتلت .. أو غيبت الأمانة عند أعتابها ؟؟؟؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة