[أبو البراء]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤال ( الأخت الحائرة ) حول المعاناة ، فسوف أقف بعض الوقفات مع ما ذكرته تلك الأخت الفاضلة نقلاً على لسان أحد الإخوة الأفاضل ، وأعقب بما فتح الله علي ثم أذكر طريقة العلاج التفصيلية والتي أراها تتلاءم مع الحالة المذكورة :

* ذكر الأخ الكريم – وفقه الله لكل خير – عن حالة الأخت الفاضلة والمعاناة من التشنجات العصبية التي تأتيها فقال : ( بدأت أطرافها بالتنمل إلى من دون شعور وتعجب منها ما يحل بي وزاد التنمل إلى أن أصبحت مثل الكرة زرقاء اللون لا تستطيع الكلام والرؤية ربط لسانها شلت أطرافها وتصلبت ذهبت للمستشفى نقلوها وقالوا ما فيها شيء سليمة ) 0

قلت وبالله التوفيق : كافة تلك الأعراض وبخاصة التنميل والتشنج وعدم القدرة على الكلام تدل على أن الحالة المذكورة تعاني من أعراض الاقتران الشيطاني وبخاصة أن الحالة عرضت على الطب فتبين عدم معاناتها من أية أمراض عضوية 0

* ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( باتت تكره المصلى – مصلى المسجد – الذي كانت فيه عضو فعال ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهذا مما يزيد احتمال أن المعاناة في الأصل بسبب الاقتران الشيطاني 0

* ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( ومن ثم بدأت أعراض أخرى جديدة تتأثر من الرقية الشرعية خاصة السحر والعقد والعين ) 0

قلت وبالله التوفيق : من هنا نستطيع القول أن المعاناة الأصلية كانت أما بسبب مرضيين روحيين وهما : السحر ، والعين ، بحيث أن الحالة تعرضت لنوع من أنواع السحر ، وكذلك أصيبت بالعين أو الحسد ، والاحتمال الثاني أن الذي حسد هذه الأخت الفاضلة ونتيجة للغل وما يحمله في قلبه تجاهها قام بالإضافة لذلك بعمل سحر للمذكورة ، والذي يتضح أن ذلك تم عن طريق تسليط شياطين من قبل الساحر لإيذاء تلك الأخت المسحورة 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( أعطيها الزيت المقري يصبح كله نمل كثير ورائحه ، وأعطيها الماء المقري تصبح به رائحة كريهة ) 0

قلت وبالله التوفيق : الملاحظ لدى الإخوة المعالجين المتمرسين أن الجن والشياطين الذين يسلطون على الإنسان هم من فئة قوية متمردة ، ونادراً ما يسلط جني أو شيطان ضعيف عن طريق السحر ، ولذلك ترى هؤلاء يحاولون بشتى الطرق والوسائل التأثير على الحالة المرضية للاتقطاع عن الرقية والعلاج والاستشفاء ، أو التأثير على المعالج بنفس الطرق لثنيه عن متابعة الرقية ، وكل ذلك من أجل أن يستمر المخطط الذي وضعه الساحر من جهة ، ولتأثير القرآن الكريم والرقية الشرعية على هؤلاء وإيذائهم منه إيذاءً شديداً ، وقد يستخدم الأسلوب في مسألة الرائحة فقط للحالة المرضية بحيث إذا أرادت أن تشرب أو تأكل تشعر بمثل ذلك بتأثير منهم ، وقد يكون أن يستخدموا بعض المواد التي تظهر مثل تلك الرائحة للقاصي والداني ، ومن هنا ينصح المعالجون دائماً بإغلاق تلك الأوعية أو القوارير والتسمية عليها ومن هنا لا يستطيع الشياطين فتح وعاء مغلق قد سمي عليه كما ثبت في الصحيح 0

ويقول – وفقه الله لكل خير – : ( حتى تذهب للمراحل الأخرى وتخبرهم بالامتحان ويظهر أن كلامها صحيح ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهذا ليس ببعيد عن الجن والشياطين ، ولا بد للإنسان أن يعلم أن علم الغيب ثلاثة أنواع :

الأول : غيب ماضي : وهذا معروف بمجمله لجميع الناس إلا ما خفي وذلك عن طريق التاريخ ودراسة الأمم والمجتمعات 0

الثاني : غيب حاضر : وهذا كذلك لا يخفى على الجن والشياطين لقدرتهم وسرعة تنقلهم وعدم رؤيتهم من قبل الآخرين ، فليس بغريب أن يطلعوا على أسئلة الامتحان وأن ينقلوها إلى فلان أو علان ، كما حصل مع تلك الأخت الفاضلة 0

الثالث : غيب مستقبل : وهذا علمه عند الله سبحانه وتعالى وحده 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( فتسرد قصة ذلك الشاب ومعاكساته لها ) 0

قلت وبالله التوفيق : كما أشرت سابقاً فالذي يظهر لي من خلال كافة ما ذكر أن الأخت الفاضلة قد تعرضت لنوع من أنواع السحر ، والعادة ومن خلال اقتران الشيطان بالإنسان تحصل مودة من قبله وعشق للمسحور ، فإما أن هؤلاء الخبثاء حرفوها لذلك الطريق كي يتحصلون على مبتغاهم منها ، والاحتمال الثاني أن السحر بالأصل هو لإيقاعها في الفاحشة والزنى ، مع أني أرجح الاحتمال الثاني ، بسبب ما رأت في منامها من أن هناك ثلاث إبر طبية تغرس في جسدها ويقال لها إنها منكر وفاحشة ، وعلم ذلك عند الله 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( وهؤلاء الخبثاء يكلمونني بالهاتف ويقولون لي قولاً فاحشاً ) 0

قلت وبالله التوفيق : ليس بمستغرب أن يتشكل أو يتمثل هؤلاء الشياطين بالإنسان ، فيتصلون به عن طريق الهاتف أو أنهم يهددونه ، ودليل ذلك حديث أبو هريرة في ذلك الشيطان الذي جاء يحثوا من ثمار الصدقة ، والحديث متفق على صحته وهو معروف لديكم 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( يقال له ساحر كثير ما تراه في المنام وتتبع من أثر الجماع ) 0

قلت وبالله التوفيق : أما مسألة التناكح بين الإنس والجن فقد تكلمت عن ذلك بتفصيل وإسهاب على الرابط التالي :

http://www.gesah.net/vb/vb/showthread.php?threadid=7558

ولذلك فهذا الأمر ليس بمستغرب على ثقاة المعالجين أصحاب العلم الشرعي ، ولذلك أنصح هذه الأخت الفاضلة باستخدام المسك الأبيض ودهن كافة أنحاء الجسم قبل النوم ، فهذا النوع يمنع بإذن الله عز وجل مثل تلك الاعتداءات 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( وأذكر مرة عندما كنا عند باب منزلها رأينا كلام مكتوب لا نعلم من كتبه وهو تحت الباب ) 0

قلت وبالله التوفيق : أيضاً ليس هذا بمستغرب ، وقد يكون هذا الفعل من شياطين الإنس أو الجن بتوصية من الساحر ، إما تجديداً للسحر ، أو زيادة قوة للسحر القديم ، أو سحر آخر للتأثير على هذه الأخت الفاضلة 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( تقوم في الليل أو النهار مرات تجد ملابسها الداخلية منزوعة ومرات تفقدها لا تجدها في خزانة الملابس ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهذا أيضاً ليس بمستبعد ، فإن كانوا قد قطعوا عهداً على أنفسهم بإحضار قصر بلقيس قبل أن يقوم سليمان – عليه السلام – من مقامه ، فمن باب أولا أنهم يستطيعون الوصول لمثل هذا الأمر ، وسرقة البيوت أو المساعدة في إحراقها ، وخاصة كما أشرت فهؤلاء الشياطين الذين يسلطون عن طريق السحر يكونون من فئة متمردة قوية 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( ولقيت أثر على يدها اليمنى أثر خدش أصابع مثل أصابع القطط ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهذا أيضاً مما قد يسهل عليهم ولا يكون ذلك إلا بإذن الله ، فقد يصلون إلى إيذاء المسلم أما بالضرب أو إحداث أمراض متنوعة ومتنقلة ونحو ذلك من شتى أنواع الإيذاء المحتملة 0

ثم يقول – وفقه الله لكل خير – : ( يقولون لها الخبثاء إننا نريد الانتقام منها لأنها ما تنجرف وراءنا ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهذا دين الشيطان ، يريد أن يتسلط على المسلم إغواء وإيذاء وصرعاً كي يحرفه عن جادة الحق والصواب ، ولكن المسلم الحق يصبر ويحتسب ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وحده ، وهو مأجور بإذن الله تعالى 0

هذا ما تيسر لي من تعقيبات بسيطة على ما ذكره الأخ الكريم بخصوص حالة هذه الأخت ، وسوف إن شاء الله تعالى أكتب لكم طريقة العلاج التفصيلية عسى الله أن ينفع بها 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0