عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-01-2010, 05:12 PM   #11
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

Icon41 (( ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه ))

قوله تعالى : ** ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ** . فيها أربع مسائل :


المسألة الأولى : في سبب نزولها : فيها أربعة أقوال :

الأول : أنها مثل ضربه الله لزيد بن حارثة وللنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليس ابن رجل آخر ابنك .

الثاني : قال قتادة : كان رجل لا يسمع شيئا إلا وعاه ، فقال الناس : ما يعي هذا إلا لأن له قلبين ، فسمي ذا القلبين ; فقال الله تعالى : ** ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ** [ فكان ما قال ] .

الثالث : قال مجاهد : إن رجلا من بني فهر قال : إن في جوفي قلبين ، أعمل بكل واحد منهما عملا أفضل من عمل محمد .

الرابع : قيل لابن عباس : أرأيت قول الله تعالى : ** ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ** ما عنى بذلك ؟ [ ص: 537 ] قال : قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فخطر خطرة ، فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترون له قلبين : قلبا معكم ، وقلبا معهم ; فأنزل الله تعالى الآية .


المسألة الثانية : قوله تعالى : ** من قلبين **

القلب : بضعة صغيرة الجرم على هيئة الصنوبرة ، خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم ، والروح أيضا ، في قول ، يحصي به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار ، يكتبه الله له فيه بالخط الإلهي ، ويضبطه فيه بالحفظ الرباني حتى يحصيه ولا ينسى منه شيئا . وهو بين لمتين : لمة من الملك ، ولمة من الشيطان ، كما تقدم بيانه في الحديث .

وهو محل الخطرات والوساوس ، ومكان الكفر والإيمان ، وموضع الإصرار والإنابة ، ومجرى الانزعاج والطمأنينة .

والمعنى في الآية أنه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان ، والهدى والضلال ، والإنابة والإصرار ، وهذا نفي لكل ما توهمه أحد في ذلك من حقيقة أو مجاز .



المسألة الثالثة : قوله : ** وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ** نهى الله سبحانه أن تكون الزوجة أما بقول الرجل : هي علي كظهر أمي . ولكنه حرمها عليه ، وجعل تحريم القول يمتد إلى غاية ، وهي الكفارة ، على ما يأتي بيانه في سورة المجادلة .



المسألة الرابعة : قوله تعالى : ** وما جعل أدعياءكم أبناءكم **

كان الرجل يدعو الرجل ابنا إذا ربيه ، كأنه تبناه أي يقيمه مقام الابن ; فرد الله عليهم قولهم ; لأنهم تعدوا به إلى أن قالوا : المسيح ابن الله : وإلى أن يقولوا : زيد بن محمد ، فمسخ الله هذه الذريعة ، وبت حبلها ، وقطع وصلها بما أخبر من إبطال ذلك .





** أحكام القرآن لابن العربي **

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة