عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-06-2014, 08:07 PM   #6
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

الفراغ ضيع الكثير:

عباد الله، ينبغي أن نلتفت لأنفسنا، أن نصلح ما خرب في بيوتنا، أن نلملم ما انفرط من علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، أن نصل الرحم، أن نواصل إخواننا في الله، أن نحرص على الصالحين والاجتماع بهم ولقياهم، فإذا كنت -يا أيها الشاب- ممن يريد أن ينجو يوم الهلاك، ويأمن يوم الفزع، فعليك بملازمة الصالحين، فإذا كانوا في مراكز تحفيظ القرآن، والأماكن الطيبة، فاغشهم، وكن معهم، وطبق قول الله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَاحبسها، اصبر، الصبر هو الحبس والكف، اصبر نفسك،وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، عبادتهم متوالية، ليست في وقت دون وقت، يُرِيدُونَ وَجْهَهُفهم أصحاب إخلاص، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لا من أجل قرناء سوء، وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا سورة الكهف:28، ولا من أجل جولات في السيارات تضيع الأوقات، وتتلف الأموال، ولا من أجل غشيان للأسواق في المنكرات والمحرمات، ولا من أجل إتيان إلى أماكن اللهو، وذهاب إليها.

إن وضع شبابنا وضع خطير، أجرى أحد المدرسين على عينة من الطلاب في مدرسته الثانوية هنا، فكانت النتيجة في الأسئلة التي وجهها إليهم أن ربعهم لا يصلي إلا الجمعة، وأن نحو عشرة في المائة بالإضافة للجمعة صلاة واحدة، أو صلاتين في اليوم، والثلث ربما كانوا يحافظون على الصلوات، وكذلك أجاب الربع بأنهم ينظرون إلى الأفلام الخليعة، وأجاب النصف بأنهم يتابعون الغناء والرقص، وغيرها من البرامج السيئة، وخمسة في المائة ينظرون إلى برامج علمية، أو دينية في الشاشة، خمسة في المائة، ومن بين ثلاثين طالباً حضر اثنان في فقط في حلقة علم، ولما سألهم: من ختم منكم القرآن في حياته عشرين مرة، لم يرفع يديه أحد، خمس مرات أجاب أربعة بالإيجاب، مرة واحدة عشرة، ما معنى ذلك؟ ما معنى ذلك -أيها الإخوة-؟ معناه في سؤال أجاب بعضهم عنه: هل يقضي والدك وقت فراغك معك؟ "أبداً" أربع وخمسين في المائة، "أحياناً" سبعة وأربعين في المائة، "باستمرار" ثلاثة في المائة، أين المربي؟ إذا كان الأب لا يلازم ما هي النتيجة؟ النتيجة ما ترونه جرائم، سرقات لم تسلم منها حتى بيوت الله، وأثناء الصلاة، وفي بعض مصليات النساء، إذن مخدرات، جرائم بأنواعها، اعتداء، اغتصاب، ينظرون إلى الأفلام في الشاشة، ويطبقونها في الواقع، وكذلك يفعلون.
أيها الإخوة، من تأمل مثلاً في انتشار ما يسمى بمقاهي الإنترنت؛ لوجد دليلاً صارخاً، وواضحاً على هذه المصيبة التي حلت بشبابنا، يدخلون تلك الأماكن، وأكثر من سبعين في المائة يريدون المواقع الجنسية، وبعض الفسقة من العاملين يعينونهم على ذلك، وقامت بعض المقاهي بتركيب طبق هوائي لتجاوز الجدار الواقي والحاجز الذي يحول بينهم وبين ذلك، ويملأ بعض العاملين فيها ذاكرات الأجهزة بالصور العارية حتى إذا فشل في الوصول إلى موقع سيئ وجدها مخزنة لديه، ووجد من قبله قد وضع الأدلة إلى ذلك، والإرشاد إليه، وهذه الأماكن الخاصة، أو المغلقة، الخصوصية الموجودة في المقاعد التي تعني البعد عن المراقبة، والرقيب، وأن يمر شخص ينظر إليه، وهكذا.

عدد المواقع الجنسية في الشبكة أكثر من أربعمائة ألف موقع، تمثل واحد ونصف بالمائة فقط من عدد المواقع في الشبكة، 1%، على واحد بالمائة من المواقع يزدحم ثمانون في المائة من مستخدمي الشبكة! ثم ينسخون من هذه المقاهي ما ينسخون، ويتبادلون مع أقرانهم، وهكذا تجد حتى بعض الطلبة من غير البالغين بأيديهم هذه الأمور الشنيعة جداً، لا بد من حل، لا بد من انتشال لا بد من دعوة، لا بد من قيام الآباء بمسؤولياتهم، إلى متى الإدمان أيها الإخوة؟ حتى متى؟ السؤال: حتى متى؟ تمتلئ السجلات بالمعاصي، ترفع الملائكة إلى الله يومياً سجلات الأعمال، هذه السجلات تغدو عليك بسخط من الله وغضب، وتنزل وتصعد إذا لم تكن أنت قائماً بأمر الله، حازماً في أمر أهلك.

أيها الإخوة، إجازة لا بد أن تمتلئ بالطاعات، ومتابعة من المسؤولين في الأسر عن أبنائهم، ومن الدعاة للمدعوين، ومن طلاب العلم للمتعلمين، وغير ذلك حتى تكتمل الحلقة، حلقة الخير وتتواصل.

اللهم إننا نسألك أن تجعلنا من عبادك الأخيار، اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار، اللهم إنا نسألك أن تصلحنا، وتصلح مجتمعنا، وأولادنا وذرياتنا، وبيوتنا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعل عيشتنا حميدة، وأن تجعل ميتتنا على خيرٍ كما تحب يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الشيشان وكشمير والفلبين، وفي سائر الأرض وفلسطين يا رب العالمين.
وإننا ولا شك لا نزال نعجب لأولئك المجاهدين في الشيشان على البطولات والتضحيات التي يقدمونها، وما يفعلونه بأعداء الله تعالى من قتلهم يومياً، حتى قتلوا قبل يومين نائب الإدارة، رئيس الإدارة المحلية في الشيشان، وعمدة بروزني كلاهما من الروس الكبار قد قتلوا بأيدي المجاهدين، والحمد لله رب العالمين، ونسأل الله المزيد من فضله، والنصر للمسلمين، وأن يعجل الفرج إنه خير مسؤول، وأكرم من دعي سبحانه وتعالى.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1 - رواه ابن ماجه (3349).

2 - رواه البخاري (950)، ومسلم (892).

المصدر : خطبة الجمعة للشيخ الفاضل صالح المنجد

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة