عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-04-2012, 02:32 PM   #5
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

إنّ وراء الأكمة ما وراءها:

واعدت أَمَةٌ صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنةى أهلها و أتمت أعمالها ليلا، فشغلها أهل الدار عن إنجاز وعدها بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوق: " حبستموني و إنّ وراء الأكمة ما وراءها "

إياكِ أعني و اسمعي يا جارة:

خرج سهل بن مالك الفزاري يريد النعمان، فمرّ ببعض أحياء طيئ، فسأل عن سيد الحيّ، فقيل له حارثة بن لأم، فذهب إليه و لم يكن حاضرا، فقالت له أخته: " انزل على الرحب و السعة." فنزل فأكرمته و لاطفته، ثمّ خرجت من خبائها، فأعجبه جمالها - و كانت سيدة قومها- و حار كيف يرسل إليها، و لم يدر ما يوافقها، فجلس بفناء الخباء يوما و هي تسمع كلامه، فجعل ينشد و يقول:
يا أخت خير البدو و الحضارة
كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة
إياكِ أعني و اسمعي يا جارة
فلمّا سمعت قوله عرفت أنه يقصدها، فقالت له: " أقم ما أقمت مكرّما، ثمّ ارتحل متى شئت " فارتحل فأتى النعمان فحباه و أكرمه، فلمّا رجع نزل على أخيها، و خطبها و تزوجها و سار بها إلى قومه.

بعض البقاع أيمن من بعض:

تعرّض أعرابي لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في طريق، و سأله العطاء. فغضب معاوية و زجره. فتركه الأعرابي و انتظر، ثمّ عاود سؤاله في مكان آخر، فصاح به معاوية: " ألم تسألني يا أعرابي آنفا؟! "
فقال الأعرابي: " و لكن...بعض البقاع أيمن من بعض "
فأعجب معاوية كلام الأعرابي، و أمر له بِصِلَةٍ.
و قد قصد الأعرابي بكلامه أنّ الظروف يمكن أن تتغير، فما يحدث في مكان قد يحدث غيره في مكان آخر، و من لم ينل طلبه فعليه أن يصبر لفرصة أخرى.

تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها:

خطب رجل هرِم من بني أسد ابنة رجل طائي كان حليفا له، و كانت فتاة جميلة. وافق الأب على خطبة ابنته و سأل أمّها: " هل ترضين بزواج ابنتك من رجل كهل؟" قبلت الأم، و غلبت الفتاة على أمرها، فلم تشأ أن تخالف أباها و أمّها.
و بينما كان الأسدي الكهل جالسا بفناء قومه - ذات يوم - و الفتاة بجانبه، إذ أقبل شباب من بني أسد، فلمّا رأتهم تنهّدت تنهيدة ملتهبة، ثمّ بكت.
فقال لها زوجها: " لماذا تبكين؟"
قالت: " ما لي و للشيوخ الذين ينهضون كالفروخ؟ "
فقال لها زوجها: " ثكلتك أمّك! تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها "
أي أنّه يفضّل أن يعيش دون هذه المرأة، بعدما بدا من وضاعتها على الرغم مما تتمتع به من جمال و من حاجته إليها.

ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل:

كان لفتاة عربية جميلة أخت عاقلة ذات رأي و حكمة. و ذات يوم جاء بعض شباب العرب ليخطبوا الفتاة الجميلة، و كانوا ذوي مظهر و أبّهة، فاستطلعت الفتاة رأي أختها، فقالت لها الأخت العاقلة: " لا تنخدعي - يا أختي - بالمظهر، فقد يخفي غير ما يُظْهِر، ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل!
و لم تقبل الفتاة نصح أختها العاقلة المجربة، و وافقت على الزواج من أحد هؤلاء الشباب.
و لم تلبث الفتاة عند زوجها إلا قليلا، حتى أغار عليهم فوارس، فأسروها فيمن أسروا من النساء، و لم يقدر زوجها على إنقاذها.
و بينما هي تسير مع آسريها بكت، فسألوها: " ما يبكيكِ؟ أفراق زوجك؟!"
فقالت: " قبّحه الله " قالوا: " لقد كان جميلا ". قالت: " قبّح الله جمالا لا نفع منه، إنّما أبكي على عصيان أختي حين استشرتها في زواجه...ليتني سمعت كلامها...ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل!"

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه:

كان المنذر بن ماء السماء يسمع عن رجل من معد، و يعجبه ما يبلغه عنه، فأرسل إليه ليحضر بين يديه فيرى ذلك الرجل العظيم، الذي ملأت صورته قلبه، و استحوذت على إعجابه، فلمّا جاءه لم يجده كما سمع، قال: " تسمع بالمعيدي، خير من أن تراه "

ثكلٌ أرأمها ولدا:

كان في بني فزارة سبعة إخوة، من بينهم واحد أحمق اسمه (بيهس)، و ذات يوم أغارت عليهم جماعة من قبيلة (أشجع)، فقتلت ستة من الإخوة، و بقي بيهس وحده - و كان أصغرهم - فلمّا همّ المغيرون بقتله قال بعضهم لبعض: " و ما تريدون من قتل هذا؟ دعوه و إلا حسب عليكم برجل، و هو مخلوق لا خير فيه " . فتركوه قرب حيّه.
و عاد بيهس إلى أمّه و أخبرها الخبر، فجزعت على إخوته و أحس منها بيهس بعد ذلك عطفا شديدا عليه، و كانت قبل ذلك لا تهتمّ به، و لا تعطف عليه إلا قليلا لحمقه، حتى لاحظ الناس ذلك فقالوا: " لقد أحبت أمّ بيهس بيهسا " ، فلمّا سمع ذلك قال: " ثكلٌ أرأمها ولدا ".

[معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 151-154 ]

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة