عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-01-2008, 04:52 PM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي &( القرنية المخروطية وعلاجها )&

د. أحمد حسنين

القرنية المخروطية هي مرض نادر الحدوث، وينتج عن ضعف بنسيجها الضام مما يؤدي بدوره إلى بروز سطحها الأمامي، واتخاذها شكلا مخروطيا بدلا من الشكل المستدير الطبيعي.

يبدأ هذا المرض في الظهور في العقد الثاني من العمر مع البلوغ تقريبا ودائما يصيب العينين لكن بدرجة غير متماثلة.

وفي مراحله الأولى تكون شكوى المريض الرئيسية عبارة عن ضعف بالإبصار، وكثرة تغير درجات النظارة الطبية المستخدمة خلال وقت زمني بسيط، وبالكشف الطبي على المريض لا يظهر شيء سوى بعض درجات قصر النظر مصحوباً ب”استجماتيزم”، ويتم تشخيص المرض في مراحله الأولى عن طريق عمل خريطة ملونة لتضاريس القرنية.

وفي المراحل المتأخرة من المرض تكون الشكوى الرئيسية للمريض هي ضعف شديد بالإبصار وعدم القدرة على الرؤية بوضوح حتى مع استخدام النظارة الطبية، بالإضافة إلى عدم تحمل المريض استخدام العدسات اللاصقة في تلك المرحلة، ويتم التشخيص بسهولة من خلال الكشف الخارجي على العين.

إن مريض القرنية المخروطية معرض لضعف شديد بالإبصار نظراً لقصر النظر الشديد الاستجماتيزم ولإمكانية حدوث عتامات أو سحابات بالقرنية.

ويكون علاج هذا المرض في مراحله الأولى عن طريق استخدام النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة أو كليهما، أما في المراحل المتأخرة التي لا تستجيب للنظارة أو العدسات أو التي تكون مصحوبة بسحابات بالقرنية فإن زرع القرنية هو الحل.

وقد تضافرت جهود أطباء العيون خلال السنوات الخمس الماضية لإيجاد حلول الهدف منها إيقاف تطور المرض عن طريق تقوية النسيج الضام للقرنية أملا في عدم الوصول للمرحلة التي تستوجب زرع القرنية، خاصة أن الحلول الموجودة هي علاج للأعراض المصاحبة للمرض وليس للمرض نفسه.

وتوصل الأطباء في بداية هذا القرن لاختراع دعامات أو شرائح حلقية تزرع داخل نسيج القرنية الضام لتقويته، وأظهرت التجارب الأولية نتائج طيبة، غير أن مشكلة تلك الدعامات تكمن في أنها جراحة داخلية، بالإضافة إلى أنه في حالة فشلها لا قدر الله سيضطر المريض إلى إجراء جراحة أخرى، لإزالتها من داخل القرنية ثم ثالثة لزرع القرنية.

كما ظهرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة جراحات غير تداخلية، وهي عبارة عن كشط لخلايا القرنية السطحية بعد استخدام قطرة مخدر، بعدها تتم عملية تقوية نسيج القرنية الضام باستخدام قطرة “الريبوفلافين” والأشعة فوق البنفسجية لمدة ساعة تقريبا، يتم بعدها خروج المريض مباشرة من المستشفى.

إن تلك الجراحة تتميز بأنها سطحية غير تداخلية ومن دون تخدير، وقد أظهرت نتائج رائعة ونسبة النجاح تقترب من 70%، موضحا أن تلك النسبة تكون في المراحل الأولية لتشخيص المرض وليس في مراحله المتأخرة، والهدف من هذه الجراحة هو إيقاف تطور المرض فقط، مع عدم الاستغناء عن النظارة الطبية.

إن وجود هذا النوع من الجراحات يفتح أبواب أمل جديدة لعلاج مرض القرنية المخروطية والاستغناء عن زرع القرنية في 70% من الحالات أو في أسوأ الفروض تأجيلها لبضع سنوات.




مدرس طب وجراحة العيون كلية الطب - جامعة القاهرة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة