عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-08-2011, 08:54 AM   #1
معلومات العضو
امل كبير

Question أحتاج رأي الرقاة الأفاضل في هذا الموضوع ( مقال حول العلاج والمعالجين ) ؟؟؟

السلام عليكم
إخوتي الأفاضل كلما أردت كتابة هذا الموضوع تظهر لي رسالة تقول
بأن الادارة قامت بحظر حسابي لا أعرف أين المشكلة ؟
أنا وجدت هذا الموضوع في احد المنتديات وحدث فيه جدال بين الرقاة
فأردت بحكم خبرة الرقاة في هذا المنتدى الطيب أن يبينوا الصواب من الخطأ
في هذا الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .


أما بعد :

بعد اطلاعي على عددٍ مما ينشر في منتديات الرقية الشرعية من مواضيع تتناول مسائل السحر والمس والعين وعلاجها وجدت أن معظم ما يتم كتابته أو نشره مخالفٌ لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولِما وضعه علماء الأمة من الصحابة والتابعين من ضوابط وشروط للتعامل مع هكذا مسائل كونها من المسائل التي تتلقى من قبل الشرع لأن وقوعها من خصائص ربوبية الله تعالى وتصرفه في خلقه وإرادته الكونية القدرية .
ولأن معظمها يحصل إما
1 : بفعل الجن وهم عالم غيبي لا ينبغي لأحد أن يدعي أنه يستطيع دفعهم أو التخلص من شرهم وما يؤثرون به على الإنسي من غير أن تكون الطريقة لدفعهم مأخوذة عن طريق الوحي ( الكتاب والسنة ) .
2 : ما يصنعه السحرة من أمور خفية دون استخدام الجن تؤثر في طبع الإنسان .
3 : والقسم الآخر منها يحصل بأمور خفية لا يعلمها إلا الله كالعين . ومن ثم فإن علاجها لا يكون إلا بما ثبت شرعا أنه ينفع في ذلك .

وبعد دراستي لأدلة الشرع والاطلاع على أقوال علماءالأمة في هذه المسائل تبين ما يلي :

1 : إن أغلب من يكتب في تأصيل هذه المسائل لا يستند إلى أدلة الكتاب والسنة بل إلى عقله العاجز عن إدراك الغيب وما استأثر الله بعلمه من الأسباب التفصيلية لحصول هذه الأمراض .
فنراهم يقولون أن الجني يفعل كذا ويفعل كذا ويدخل في هذا الجزء من جسم الإنسان فيفعل كذا وكذا .
وغيرها من الأقوال التي هي من القول على الله بغير علم بل هي من ادعاء علم الغيب من حيث لا يشعرون .

2 : وبالنظر لكون هذه الأمراض هي بفعل الجن وهو عالم غيبي أو بفعل أمور خفية لا يعلمها إلا الله علام الغيوب كالعين .
فيجب أن تكون طرق العلاج مأخوذة ممن عنده مفاتيح الغيب وممن قدَّر هذه الأمراض ذات الأسباب الخفية .
3 : وليعلم كل المسلمين أن الشرع العظيم لم يترك بيان هذه المسائل من حيث الأسباب وطرق العلاج بل بين كل ذلك أوضح بيان لمن أراد أن يأخذ علمه وما يتيقن أنه ينفعه ولا يضره من طرق العلاج من الكتاب والسنة والاستغناء عما سواهما من البدع والضلالات والتخرصات وألاعيب المشعوذين التي تضره ولا تنفعه .
أو عن ما يصنعه البشر ( الرقاة والمعالجين ) استنادا إلى تجاربهم وما يتوصلون إليه من خلال عقولهم القاصرة .
ففي هدي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من طرق العلاج الكفاية والغنية لكل ما قد يتعرض له المسلم من هذه الأمراض .
فالحل الأمثل والأسلم والأوثق للرقاة والمعالجين ولمن يريد أن ينفع المسلمين ويعالج ما بهم من هكذا أمراض هو حفظ ما ورد عن طريق الشرع من الكتاب والسنة الصحيحة من طرق للوقاية أو للعلاج من هكذا أمراض .
وله بفعله هذا أجران . أجر اتباع الشرع وأجر نفع المسلمين .

4 : إن ما يقدمه معظم الرقاة أو المعالجين للسحر والمس والعين من طرق للعلاج هي طرق لم تدل عليها أدلة الكتاب والسنة وليس لها مستند من الشرع من أنها تنفع في علاج هكذا أمراض أسبابها خفية أو شيطانية .
بل هي من نسج خيالات وتجارب الإنسان الذي لا يمكن أن يدرك ويتحقق من نفع أي طريقة كانت لم تأخذ من الشرع مهما زينها للناس وحشاها من كلمات يستميل بها العامة ومن هم بحاجة لدفع الضر عن أنفسهم وقد يلجئون إلى أي طريقة يظنون أنها قد تنفع

لجهلهم ولقلة توكلهم على الله سبحانه .

5 : وتبين لي أيضا أمرا ً مهما ألا وهو عدم تفريق معظم الرقاة والمعالجين بين علاج السحر والمس والعين وعلاج باقي الأمراض التي تصيب البدن بأسباب وعلل عضوية .
فيحتج أحدهم بأحاديث الحث على التداوي بالأدوية المباحة والتي يستعملها الأطباء لعلاج المرضى ذوي الأمراض العضوية .
ومثال ذلك الصرع . فهو نوعان منه ما يكون بسبب المس ومنه ما يكون بسبب خلل أو تلف في الدماغ فهل يقول عاقل بأن طريقة طرد الجن من بدن الممسوس بالرقي والأدعية المأثورة هي نفسها في إصلاح تلف أو خلل في الدماغ .
لذا نجد أن العلماء المحققين من أهل السنة والجماعة يعتقدون أن علاج هذه الأمراض هو في الرقي من القرآن والسنة والتوجه إلى الله بالدعاء وحسن التوكل على الله والتحصن بالعقيدة الصحيحة
ومنها قول العلامة ابن القيم رحمه الله والذي نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ج10/ص235
حيث قال :

قال بن القيم من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة .فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورا بذكره وله ورد من الذكر والدعاءوالتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له .قال وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة ولهذا غالب ما يؤثر في النساءوالصبيان والجهال لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لمايناسبها انتهى ملخصا .
ونقل ابن حجر أيضا كلاما لابن التين رحمه الله تعالى حيث قال
في فتح الباري ج10/ص196
وقال بن التين : الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقي المنهي عنها .

6 : وأسأل الرقاة والمعالجين لماذا تجتهدون وتتفنون في وصف طرق للعلاج ما أنزل الله بها من سلطان ولا تستعملوا ما ورد عن طريق الشرع من طرق للوقاية أو العلاج ؟
فهل ترون أن ما وردنا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم غير كاف
لعلاج هذه الأمراض ؟
أم ترون أنها غير مؤثرة ولا تنفع وما تخترعونه ينفع ويؤثر ؟

كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم عندما تعرض للسحر .
عن عائشة ، قالت ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق ، يقال له : لبيد بن الأعصم : قالت حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء ، وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم ، أو ذات ليلة ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا ، ثم دعا، ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ، أوالذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال :لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، قال : وجف طلعة ذكر ،قال : فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان " قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ، ثم قال : " يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رءوس الشياطين " قالت فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال : " لا أما أنا فقد عافاني الله ، وكرهت أن أثير على الناس شرا ، فأمرتبها فدفنت ) [ متفق عليه ]
قال الحافظ ابن حجر : سلك النبي صلى الله عليه وسلم
في هذه القصة مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه .
ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي .
ثم إلى الدعاء وكل من المقامين غاية في الكمال .

وقال أيضا : ويحتمل أن يكون من التخيل أي كان السحر أضره في بدنه لا في عقله وفهمه بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم
وقال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك[ فتح الباري ج10/ص228 ]

قلت : ألم يكن حينها مسك أسود وأبيض وماء ورد وزيت زيتون والعسل والتمر

وغيرها من الأعشاب التي يستعملها المعالجون اليوم ؟ .
ألم تكن الحجامة من طرق العلاج التي استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلاج الأمراض البدنية فلم لم يستعملها لعلاج السحر ؟
ولِم لم يستعمل كل ذلك حينما أصيب الصحابي سهل بن حنيف رض الله عنه بالعين ؟
بل أرشد العائن إلى التبريك إن رأى شيئا يعجبه . وأن يغتسل فيصب ماء غسله على المعيون .

هل كانت هذه الطريقة لعلاج العين معروفة عند العرب أو المسلمين قبل أن يرشدهم إليها مبلغ الوحي صلوات ربي وسلامه عليه ؟
أم أنها طريقة ربانية علمها لنا رسول رب العالمين للوقاية من مرض سببه خفي ولعلاجه أيضا .

فلم لا نعلم الناس عند إصابتهم بالعين هذه الطريقة ولا نزيد عليها ؟
وإن علِمنا طريقة أخرى جاءت عن طريق الوحي أرشدنا الناس إليها أيضا .
فلنا أجر التبليغ ونشر السنة وأجر نفع المسلمين .
وفي ختام هذه الكلمات أدعو إخواني الرقاة أو المعالجين بتقوى الله والخوف على أنفسهم يوم يعرضون على الله حفاة عراة فمن اتبع هدي النبي وتعلمه وعلمه وعمل به نجا . ومن فعل غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه ويومها لا تنفع توبة ولا ندم .
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى
والله أعلم .


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة