عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-03-2009, 08:19 AM   #17
معلومات العضو
من الشارقة
إشراقة إشراف متجددة

افتراضي

بارك الله فيك أيها الأخ المبارك على ما كتبت وجزاك الله خيرا ..

ولا شك أن الإستعانة بالجن من الأمور المحرمة بدليل خاص ولما فيها من ذريعة إلى محاذير عدة ..

ولكن عندي مداخلة واستشكال حول ما طرحته من فهم لكلام شيخ الإسلام حول سؤال الخلق ..

لشيخ الإسلام عبارات صريحة واضحة وضوح الشمس يجيز فيها سؤال الخلق من غير ضرورة في مواضع عدة ، بل وبعضها يراها من باب الإستحباب ..

ولا يليق برجل من عوام الناس فضلا عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن يأتي و يجيز المحذورات ويطلق عبارات الإباحة عليها في مجالس ومواضع عدة ، بل وبعضها يجعلها من المستحبات ، ثم بعد ذلك يقال أنه يقصد أنه يباح عند الضرورة بحجة أنه حصل عنده تقييد في موضع آخر .

ولو أن الإباحة وقع منه في مجلس ل واحد قلنا ربما غفل عن التقييد ، أو حصل سقوط وسهو من النساخ فلذلك لا بد من تقييد كلامه بالكلام الآخر ..

أما إن يقع منه في عدة مواضع فلا ..

فعلى ذلك إما أن يقال أن لشيخ الإسلام قولين في المسألة قول يجيز فيها سؤال الخلق ولو كان من غير ضرورة وقول يحرم فعلى ذلك يقدم المتأخر ، وهو متعذر والذي يليق بشيخ الإسلام أنه لا يحرمه .

وإما أن يوجه كلام شيخ الإسلام توجيها خاصا كأن يقال أنه رحمه الله قصد أن أصل الإباحة كانت للضرورة ، أي أن الناس مضطرين إليها ولا يمكن أن يستغني الناس عن حاجة بعضهم البعض ، ولا يمكنهم أن يتركوا بسؤال بعضهم البعض

فلذلك تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر لأصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا . ولو كان الأمر واجبا لجهر للجميع ولم يختر بعض أصحابه دون الآخرين ..

وإن كان هناك توجيه آخر من المشايخ نستفيد .

وهذا بعض كلام شيخ الإسلام رحمه الله في جواز سؤال الخلق فيما يقدرون عليها :

قال رحمه الله : والإستغاثة طلب العون والمخلوق يطلب منه من هذه الأمور ما يقدر عليه .

وقال رحمه الله : وأما الاستغاثة بالمخلوق فلا تصح إلا بثلاثة شروط: وهي: أن يكون المستغاث به حياً، حاضراً، أما إن كان المستغاث به ميتاً، أو غائباً، أو أن الأمر المستغاث لأجله مما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك بالله - عز وجل -
والاستغاة بالمخلوق ليدعو للعبد أو ليعينه بما يقدر عليه ليس بممنوع منها
وقال رحمه الله :

والاستغاثة بالمخلوق ليدعو للعبد أو ليعينه بما يقدر عليه ليس بممنوع منها

وقال : واستغاثة الصحابة به صلّى الله عليه وسلّم في القحط؛ إنما استغاثوا به ليدعو لهم كما يستغيث الناس به يوم القيامة ليشفع لهم، والاستغاثة بالمخلوق ليدعو للعبد أو ليعينه بما يقدر عليه ليس بممنوع منها)

وقال رحمه الله :
وَأَمَّا سُؤَالُ الْمَخْلُوقِ الْمَخْلُوقَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَةَ نَفْسِهِ أَوْ يَدْعُوَ لَهُ فَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ ؛ بِخِلَافِ سُؤَالِ الْعِلْمِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِسُؤَالِ الْعِلْمِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى ** فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ** ....إلى أن قال :


وَكَذَلِكَ مَنْ لَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ حَقٌّ مَنْ عَيْنٍ أَوْ دَيْنٍ كَالْأَمَانَاتِ مِثْلِ الْوَدِيعَةِ وَالْمُضَارَبَةِ لِصَاحِبِهَا أَنْ يَسْأَلَهَا مِمَّنْ هِيَ عِنْدَهُ وَكَذَلِكَ مَالُ الْفَيْءِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَمْوَالِ الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي يَتَوَلَّى قِسْمَتَهَا وَلِيُّ الْأَمْرِ لِلرَّجُلِ أَنْ يَطْلُبَ حَقَّهُ مِنْهُ كَمَا يَطْلُبُ حَقَّهُ مِنْ الْوَقْفِ وَالْمِيرَاثِ وَالْوَصِيَّةِ ؛ لِأَنَّ الْمُسْتَوْلِيَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَدَاءُ الْحَقِّ إلَى مُسْتَحِقِّهِ . وَمِنْ هَذَا الْبَابِ سُؤَالُ النَّفَقَةِ لِمَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ وَسُؤَالُ الْمُسَافِرِ الضِّيَافَةَ لِمَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ كَمَا اسْتَطْعَمَ مُوسَى وَالْخَضِرُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ . وَكَذَلِكَ الْغَرِيمُ لَهُ أَنْ يَطْلُبَ دَيْنَهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهِ . وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَعَاقِدَيْنِ لَهُ أَنْ يَسْأَلَ الْآخَرَ أَدَاءَ حَقِّهِ إلَيْهِ : فَالْبَائِعُ يَسْأَلُ الثَّمَنَ وَالْمُشْتَرِي يَسْأَلُ الْمَبِيعَ . وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْله تَعَالَى ** وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ** .



وقال رحمه الله :

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ** مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ بِدَعْوَةِ إلَّا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِدَعْوَةِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَك بِمِثْلِهِ ** . وَذَلِكَ أَنَّ الْمَخْلُوقَ يَطْلُبُ مِنْ الْمَخْلُوقِ مَا يَقْدِرُ الْمَخْلُوقُ عَلَيْهِ وَالْمَخْلُوقُ قَادِرٌ عَلَى دُعَاءِ اللَّهِ وَمَسْأَلَتِهِ فَلِهَذَا كَانَ طَلَبُ الدُّعَاءِ جَائِزًا كَمَا يَطْلُبُ مِنْهُ الْإِعَانَةَ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَالْأَفْعَالَ الَّتِي يَقْدِرُ عَلَيْهَا . فَأَمَّا مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَبَ إلَّا مِنْ اللَّهِ سُبْحَانَ .



وقال رحمه الله :

فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَلَبِ الدُّعَاءِ مِنْ غَيْرِهِ : هُوَ مِنْ بَابِ الْإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ الَّذِي هُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ. أهــ .

فالإستعانة بالناس وسؤالهم للإحسان إلى الخلق وليس للإنتافع الشخصي لا يمنعه أحد .

ولا أقصد من هذا الرد مناقشة مسألة الإستعانة بالجن عند شيخ الإسلام ...إنما قصدي الأكبر هو بيان مسألة سؤال الخلق عنده رحمه الله .


وفقكم الله وبارك فيكم .

محبكم .

التعديل الأخير تم بواسطة من الشارقة ; 07-03-2009 الساعة 09:52 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة