[فاديا]

بشكل عام ليست الاخت فقط من تقوم بهذا الامر
عامة شعبنا العجيب يفعل هذا
ينجبون الولد تلو الآخر دون نظر الى الطاقة الاستيعابية والقدرة على تحمل المسؤولية ودون قياس لمخزون الصبر
ثم ينزعجون منهم ومن طلباتهم ومن مشاكساتهم ومن مشاجراتهم
ويبدأون السب والشتم والضرب واللعن
أليس هؤلاء من تشكون منهم انتم من انجبهم وأدبهم ورعاهم وزرع فيهم هذه السلوكات

ان الوالد المصون لا يريد ان يسمع فوضى في بيته ويريده بيتا رومانسيا الابناء فيه يتحركون على الريموت ، لأنه يكفيه ما يتحمله في الخارج في سبيل ان يربي هؤلاء ...هم نفسهم الذين يشتمهم ويسبهم ويضربهم ..أي تربية واي عناء يتجشمه هذا الرجل في هذا السبيل

والوالدة الكريمة مزاجها معكر والمرأة العربية دوما مزاجها معكر والكشرة العجيبة على وجهها خاصة عندما تتعامل مع هؤلاء ابنائها ، يجب ان تكون عسكرية وحازمة حتى لا يأخذوا وجه وهي في هذا المزاج لا تتحمل كلمة ولا مقارعة ولا نقاش ، يكفيها تعب الاعمال في المنزل ولا اعرف لماذا دوما متعبة ، ويكفيها الصحو المبكر وغالب نساء العرب العتيدات يكرهن فكرة الصحو مبكرا ، ادمان عجيب على النوم لساعات وساعات ، لا تصحو لأنها لا تريد ان ترى الواقع المؤلم ( الابناء وغلبتهم ) هؤلاء ..الذين وصفهم الخالق عز وجل بأنهم من أكبر نعم الدنيا .

ان من تريد ان تنجب عباقرة ونوابغ وحكماء يجب ان تصحو مبكرا وتتجنب المزاج العكر في وجوههم ووتنجنب تلك النظرة التحتانية التي تحمل لهم الف معنى ومعنى

معظم الامهات اللواتي انجبن اكبر علماء الفلك والعلوم والسياسة ، كن يصحين مبكرا وينمن في موعد نوم الابناء
لو نتعلم شيئا من الامهات اللواتي انجبن كبار القادة الذين يتحكمون بالعالم الآن لاستطعنا صنع نماذج طيبة للعالم الثالث ربما يكون قادرا يوما ما على نشلنا من بؤرة التبعية والادمان

نحن شعب مدمنون على الانجاب ومدمنون على عدم تحمل المسؤولية ، نريد ان يخرج ابناؤنا بطريقة ما ، تسيرهم الظروف البيئية والمناخية فيصبحون عظماء ونفتخر فيهم دون اي تدخل منا ، وليتنا حقا لا نتدخل
نحن نتدخل كثيرا في تربيتهم ليكبروا هكذا كما نكره ، نعطيهم أسوأ عصارة نحملها ، نريهم وجوهنا الحقيقية الشمطاء والتي نخفيها امام الناس بالمجاملات والنفاق

خلاصة القول ان معظمنا .. لا يستحق هؤلاء الملائكة الصغار .