عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-10-2012, 07:39 AM   #3
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

I11 أصل كل المخلوقات التوحيد وليس الكفر


إذاً فكل المخلوقات إنسية كانت أو جنية أو ملائكية أو غيرهم هو مفطور علي التوحيد أما الشرك فهو أمر طارئ مكتسب. قال ابن حزم: فإذ ذلك كذلك فقد استحقوا كلهم الجنة بإيمانهم حاشا من بدل العهد وهذه الفطرة وهذه الصبغة وخرج عنها إلى غيرها ومات على التبديل، وبيقين ندري أن الأطفال لم يغيروا شيئاً من ذلك فهم من أهل الجنة.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة (وروي على الملة) فأباه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ويشركانه. وهذا تفسير الآيات المذكورات عن حماد بن سلمة يفسر حديث كل مولود يولد على الفطرة فقال: هذا عندنا حيث أخذ الله العهد عليهم في أصلاب آبائهم حيث قال: {ألست بربكم قالوا بلى**. وقد صح أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق عياض بن حمار المجاشعي قال: عن الله تعالى أنه قال: خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم. فصح يقيناً أنه كل من مات قبل أن تجتاله الشياطين عن دينه فقد مات حنيفاً، وهذا حديث تدخل فيه الملائكة والجن والإنس عباد له عز وجل مخلوقين، وأيضاً فإن الله عز وجل أخبر بقول إبليس له تعالى أن يغوي الناس فقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِين**الحجر42. فصح يقيناً أن الغواية داخلة على الإيمان وأن الأصل من كل واحد فهو الإيمان وكل مؤمن ففي الجنة. وعلمنا كذلك مما سبق أنه ليس هناك مخلوق واحد حتى قد ولد أو خرج إلي الوجود ملعوناً أو كافراً، وأن كل المخلوقات لا نحاشي منها أحدا قد خرجوا إلي الوجود مؤمنين بالله موحدين.
(كتاب الإنسان؛ تأليف: إسماعيل مرسي أحمد)
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة