عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-08-2007, 05:27 AM   #6
معلومات العضو
بوراشد
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي


وفي وقت متزامن رحل شيخ فاضل وداعية جليل ...

السيد نوح .. خادم الدعوة وحبيب الدعاة

الكويت- وسام كمال




د. السيد نوح
عن عمر يناهز الثانية والستين عاما، وبعد صراع طويل مع المرض امتد لعامين ونصف، توفى الداعية الإسلامي الكبير، فضيلة الدكتور السيد نوح، وشيعت الجنازة في مدافن "الصليبخات" بالكويت، محل هجرته من مصر، منذ عام 1993.

عُبادة السيد نوح، نجل الفقيد، وسكرتير تحرير مجلتي المجتمع والوعي الإسلامي الكويتيتين، بيَّن - في تصريح خاص لإسلام أون لاين - أن آخر مشاريع الدكتور نوح الفكرية التي لم يتمها كتاب عن "البدع"، وأشار عبادة إلى أن الشيخ قد أوصى بجمع تراثه في موقع إلكتروني لكي يستفيد منه الدعاة وطلبة العلم بعد وفاته، مؤكدا أن الموقع سينطلق في رمضان القادم بإذن الله.

شعبان عبد الرحمن، مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية (أبرز المجلات الإسلامية التي انتشرت فيها كتابات نوح على مدى عشر سنوات)، ذكر أن الفقيد كان أحد الكتاب الذين خدموا الفكر الإسلامي والسيرة النبوية، وكانت آخر سلاسله في مجلة المجتمع حول حكم التاريخ.

وتابع عبد الرحمن: "كانت خطب الشيخ نوح مثالا للدعوة إلى الوسطية الإسلامية، وكان له باع في الجهد الأكاديمي. ومن أهم ما كان يميزه حرصه على أن تصل كتبه إلى أيدي العامة، لذا سدت كتبه الوفيرة ثغرة في علوم الحديث والفكر الإسلامي".

وصفي عاشور، باحث بمركز الوسطية بالكويت، وأحد تلاميذ ومحبي الشيخ، دلل على سماحة الدكتور نوح، رحمه الله، وحرصه على عدم تعكير دعوته بشوائب "التحزب" بأن حضور جنازته لم يقتصر على فئة بعينها، بل كان فيها معظم الجنسيات الموجودة بالكويت، وكذلك جمعت الجنازة كل التيارات الفكرية، من سلفيين، وإخوان، وغيرهم.

وقال عاشور: "في أحيان كثيرة تبدو المصادفة العابرة كأنها قدر مرسوم، فالسيد محمد نوح، سيَّدَهُ علمُه وخلقه على كثير من أقرانه بل أساتذته، فصار "مُحمَّدَ" السيرة والخلال الحميدة، وكان من أبرز صفاته: الشفافية والرهافة والصفاء الروحي لدرجة "النَّوْح" والبكاء عند حديثه عن أي موقف إنساني أو قول إيماني أو مشهد رباني".

وعن مواقف الدكتور نوح النبيلة ورعايته للدعاة، وحسن خلقه، قال عصام تليمة، الباحث والداعية المقيم بقطر: "عرفت في الشيخ نوح رحمه الله - على قلة ما رأيته - عدة خلال حري بنا أن نقف عليها، فمن أدب الرجل، أنه كان يعتذر عن أخطاء إخوانه الدعاة، ويسعى في لم شملهم، والوقوف إلى جوار من ظلمتهم بلادهم كما حدث له".

وأضاف تليمة: "كان الشيخ رحمه الله أول الساعين لمد يد العون لإخوانه الدعاة، وتفريج كروبهم، وكم كان له سعى عند أهل الخير لمعاونة طلبة العلم، إما بأن يتحرك بنفسه، أو يتصل بأهل الخير، أو يكتب لهم رسالة يحثهم على معاونة صاحب الحاجة".

لمحات من حياته

يذكر أن الشيخ نوح - المصري الأصل - ترك مصر منذ 1981م، مهاجرا إلى الإمارات، ثم انتقل إلى الكويت منذ عام 1993 وحتى وفاته.

تخرج نوح في كلية أصول الدين جامعة الأزهر 1971م. وأنجز في نفس الكلية دراسة الماجستير خلال عامين فقط، وكان موضوعها :"زواج النبي بزينب بنت جحش، ورد المطاعن التي أثيرت حوله في ضوء المنهج النقدي عند المحدثين".

وفي عام 1976م حصل على الدكتوراه في موضوع: "الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي وجهوده في كتابه تهذيب الكمال" من جامعة الأزهر. وعُين معيدا بعد تخرجه بكلية أصول الدين، وصار مدرسا مساعدا عام 1974م، فمدرسا عام 1981م.

ودرَّس نوح في عدد من الكليات العربية، منها كلية الشريعة بجامعة قطر (1981- 1994)، وكلية الآداب بجامعة الإمارات المتحدة (1981-1982)، وكلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي (1991- 1993)، وكلية الشريعة جامعة الكويت (1993 حتى وفاته)، كما شغل منصب رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة جامعة الكويت (1999 ـ 2001)، وعضو مجلس جامعة الكويت (1996 - 1997)، وعضو المجلس العلمي الاستشاري لكلية الشريعة بالكويت.

كما أشرف الدكتور السيد نوح على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بحكم عمله كمدرس في الجامعات العربية، وله عدد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، ومنها مجلة الشريعة (الصادرة عن كلية الشريعة بجامعة الكويت).

تولى نوح الخطابة منذ شبابه، وقد عُين خطيبا بوزارة الأوقاف الكويتية منذ 1994، وحتى وفاته، حيث كان يصلي خلفه كل جمعة تلاميذه ومريدوه في مسجد الوزان بمنطقة حولي بالكويت.

لم يغفل نوح أهمية الإعلام في توصيل الرسالة الدعوية لأكبر عدد من الناس، والمتتبع لمسيرته يجده شغوفا باختيار الرسالة (المضمون) والوسيلة (القنوات الإعلامية سواء كانت صحفا أو فضائيات أو إذاعة)، وكانت له سلسلة إذاعية بعنوان: "جهود علماء المسلمين في خدمة الحديث النبوي".

وفي مستقره الكويت، حرص الشيخ نوح رحمه الله على الدروس الثابتة إلى جوار خطبة الجمعة في مسجد الوزان، ودروسه الثابتة في الجمعيات النسائية، وله عدد من المؤلفات المطبوعة، من أهمها: "الصحابة وجهودهم في خدمة الحديث"، و"التابعون وجهودهم في خدمة الحديث"، و"توجيهات نبوية"، و"آفات على الطريق"، و"منهج الرسول في غرس روح الجهاد في نفوس أصحابه"، و"شخصية المسلم بين الفردية والجماعية"، وغيرها.

رحم الله الدكتور سيد نوح، وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله عز وجل ألا يحرمنا أجره، وألا يفتنا بعده.


الاسلام اون لاين
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة