عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-12-2005, 07:27 PM   #8
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



الأخ المكرم ( saidabd ) حفظه الله ورعاه

أرى أن الأمر قد اختلف الآن من وجهة نظركم - يا رعاكم الله - وحتى نكون دقيقين في المسألة ، فقد تحدثتم عن مسألة الحوار مع الجن والشياطين ، وحتى أقدم لكم خلاصة بحث هذه المسألة فأرجو منكم بارك الله فيكم مراجعة الرابط التالي :

( &&& الحوار مع الجن والشياطين &&& )


أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( وعلى اى حا ل كل شي ء مهم كنت اتسائل هل الجن يتاثر بتلاوة القران او يحرق ما الى دلك وكان والحمد لله الجواب من القران الكريم سورة بكاملها الا وهى سورة الجن لو قراها الانسان وتدبر معانيها لتعجب حضر الجن مجلس الرسول ص//وهو يقرا القران وهم لازالوا على كفرهم حتى سمعوه وعقلوه هنالك امنوا به وصدقوه ورجعوا الى دويهم مبشرين ومندرين //الدى كدت اجن منه ان الرسول ص//لم يحس بهم ولم يرهم والدى زادمن حيرتى انهم لم يتاثروا ولم يحرقوا ولم يفروا من القران بل امنوا وزادهم ايماناواصبحوا دعاة ) 0

قلت وبالله التوفيق : الفرق أخي الحبيب أن التشبيه لا ينطبق على الوصف المذكور ، فالجن سمعوا القرآن ولم يكونوا في ذلك الوقت متلبسين بأحد من الإنس ، أما الصفة المذكور فهي تختلف عما ذكرتم ، وبالتالي لا يجوز الحكم على الحالتين بنفس الوصف المشار إليه من قبلكم 0

أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( هناك اشعلت شمعة العلم فى عقلى لقد فهمت اشياء حيرتنى طول حياتى كنت اصرع الجن بالقران وهويبكى ويصرخ سوف اخرج وجدت هنا تناقد نقراالقران ليحضر الجن الساكن بالانسان ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تناقض في القرآن بل هو حقيقة في فهمنا نحن للنصوص القرآنية والحديثية هذا من جهة ، وقد بينت ذلك في النقطة السابقة 0

أما من الجهة الأخرى فمن قال بأننا نقرأ القرآن كي نحضر الجن والشياطين ، وهذا أخي الحبيب مصطلح خاطئ عند كثير من المعالجين بالرقية الشرعية ، القرآن يؤثر ويحرك الجن الساكن في الجسد فيتأثر من القرآن بكيفية لا يعلمها إلا الله فينطق على لسان المصروع 0

أما الحديث عن تجربتكم بقولكم - يا رعاكم الله - : ( فلما عرضت هدا الفعل على السنة ميزان العدل وجدت ان تلاوة القران تطرد الشيطان اللعين فمع من ادا نتكلم الشيطان دهب وبقي المريض والا فان الخطا الدى وقعنا فيه من الحوار مع الشيطان تمرد هو الاخر واخد يمثل على لان البدعة ضلالة والضلالة فى النار وان افعل شيء لم ياتى به الرسول ص//ولم يفعل مثله الصحابة رضوان الله عليهم هدا هو المدخل الشيطانى ) 0

قلت وبالله التوفيق : الأصل في المسألة هل ثبتت مسألة الصرع بالقرآن والسنة المطهرة أما لا ، كافة الأدلة تدل على ذلك وأكتفي بالآتي :

أولاً : عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه ) 0

وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 ) 0

قلت : اختلف أهل العلم في بيان صرع الصحابية الجليلة ( أم زفر ) - رضي الله عنها - هل هو عضوي أم شيطاني ، والذي يترجح لدي في هذه المسألة بأن الصرع الذي كانت تعاني منه هذه الصحابية هو النوع الثاني ، أي الصرع الشيطاني بدليل نص الحديث الثاني الذي أوردته في سياق أدلة إثبات صرع الجن للإنس ، وأعتقد أنه طريق آخر لحديث ( أم زفر ) الأول ، حيث ورد في الحديث ما نصه : " أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف " وقد ورد في المعاجم بأن الطيف هو المس من الشيطان ، وكذلك ما نص عليه الحافظ بن حجر - رحمه الله - في تعقيبه على حديث ( أم زفر ) بقوله : " وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط " والله تعالى أعلم 0

ثانياً : عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن ) 0

يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0

قلت : وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس ، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطاني بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : " اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المخاطب من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أو سراب أو خيال ، بل كائن ومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، وكونه صلى الله عليه وسلم ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجرا الشيطان متوعدا إياه ، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس ، فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم ، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجع نفسه وليعالج عقله ، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0

ثالثاً : قال محمد بن سيرين : ( كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان ، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع ) ( فتح الباري – 13 / 303 ) 0

أما أن أعتقد أنا وتعتقد أنت فهذا ما لا يقبل شرعاً وعقلاً ، وكون أن تفكر بطريقة توحي أن الشيطان قد ذهب وبقي المريض فهذا شأنك أنت ، واعلم أخي الحبيب :

( بأن الجهل بالعلم لا يلغي العلم نفسه )


ولا زلت أقدم لكم التوصية أخي الحبيب بقراءة الموضوع قراءة متأنية للوقوف على منهج أهل السنة والجماعة في إثبات مسألة صرع الجن للإنس 0

أترككم في رعاية الله وحفظه ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة