الموضوع: أمي الحبيبة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-03-2008, 12:01 PM   #1
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

افتراضي أمي الحبيبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أمي ....

كلمة تتكون من ثلاثة حروف ، لكن قيمتها لا يعلمها إلا الخالق سبحانه . فأنا عند نطقي بها أشعر بالحنان والاستقرار والطمأنينة ، وبأن لي إنسانا في الدنيا افتخر جدا بكوني جزء منه .

فأنت يا أمي إنسانة لايكفي بك الكلام ولا الشعر ولا الصور ولا حتى الهدايا ولا اليوم الذي زعموا بتخصيصة لك وابتدعوا في ذلك وقلدوا الكفار ..
نعم أمي الحبيبة كنا في الصغر نحتفل بيوم الأم لجهلنا بحكمه الشرعي ، ولتأثرنا بما يقولونه لنا في المدارس فنسعى لشراء الهدايا والورود والعشاء والحلوى لنحتفل بعيد الكفار جاهلين ، إي والله جاهلين ...

وأعلم أمي الحبيبة كم كنت تسعدين بذلك ، ونحن نحتضنك ونقدم الهدايا فأنا أحس كم كنت تنتظرين هذا اليوم ..... لكن اسمعيني ...

أمــــــــــــاه .... الإسلام غني عما ابتدعه الآخرون سواءً عيد الأم أو غيره ، وفي تشريعاته من البر بالأمهات ما يغني عن عيد الأم المبتدع

أماه ... ربما يكفيك قلب خالص يحبك ويرعاك ويقدرك ويفديك بأغلى ما عنده ، ويحترمك ويجعل لك مكانة عالية مرموقة في الأعماق ...

[rainbow]ربما لا يكفيك هذا أيضا [/rainbow]

فأنت يا أمي كالشمعة المضيئة دائما في طريقي بحنانك وجمالك ووفائك وعطاؤك ورقتك وصبرك الدائم والمتواصل بإذنه تعالى .

لكن يكفيك يا أمي مكانتك عند الله ورسوله ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة : ((أن رجلا قال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك)).

فانظري أمي الحبيبة ثم انظري ثم انظري لقوله تعالى :
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

وتأمليها جيدا ... لقد ذكرك الرحمن في كتابه العزيز ، يكفيك هذا فخرا ويكفيك هذا اعتزازا بهذا الدين ، ويا لمكانتك في المجتمع الإسلامي ، ليس كباقي الأديان يفردون لها يوما واحدا في السنة وبقية الأيام لا يعرفونها ولا يزورونها ولا يبرونها

يا أمي ......

آآآآآآه يا أمــــــــــــاه .....

كيف بإمكاني أن أعبر لك عما بداخلي يا أجمل خلق الله ، فأنت من حملتني تسعة أشهر من العذاب والألم ، بل وتحملتي الكثير والكثير ، فكنت لا تنامين حتى أنام ، ولا تأكلين حتى آكل ، ولا ترتوين حتى أرتوي ، ولا يهدأ لك جفن حتى تريني أمامك بكل صحتي ،فعند تأخري عن المنزل لبرهة لا تستطيعين أن تمتلكي أعصابك ..... فكنتي هنا وهناك واقفة عند النافذة أملاً بوصولي سالمة ، حتى عندما كبرت كنت أقرب الناس لقلبي فأنت ظلي المنير الذي يساندني ويرافقني أينما ذهبت ..

أمي ..... [glint]


أخبريني كيف بإمكاني أن أجعلك راضية وسعيدة ؟

كيف أجعلك فخورة بي ؟

كيف أنال حبك ورضاك وحنانك ؟

كيف يا أمي كيف ؟

[/glint]
أمي الحبيبة ... ســـــامــــحــــيـــــنـــــي

سامحيني إن أخطأت في حقك يوما ، أو جرحتك يوما ، أو آذيت مشاعرك وعواطفك يوما ، فلم يكن والله عمدا

أماه هذه الأبيات تدل على حنانك ... ( أبيات للشاعر : إبراهيم المنذر )


أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً
بنقوده حتى ينال به الوطرْ

قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى
ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ

فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ

لكنه من فرطِ سُرعته هوى
فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذاعثرْ

ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفَّـرٌ :
ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ؟

فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ
غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ

ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها
أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ

وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما
فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ

ويقول : ياقلبُ انتقم مني ولا
تغفرْ ، فإن جريمتي لاتُغتفرْ

وإذا رحمتَ فأنني أقضي انتحار
اًمثلما يوضاس من قبلي انتحرْ

واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ

ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا
تذبح فؤادي مــرتــيــن ِ عـلـى الأثـرْ


أمي الحبيبة :

أعدك وعداً قاطعاً بأنني سأجعلك أكثر الأمهات افتخارا واعتزازا بي


أرجو أن تصلك سطوري المتواضعة التي لا ترتقي إلى فيض عطاؤك المتدفق ، ونهر حنانك المنساب

أماه .... اسأل الله تبارك وتعالى لك الشفاء والصحة والعافية ما حييتي ، واسأله سبحانه أن تكوني راضية عني كل الرضا حتى آخر يوم في عمري .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة