عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2017, 06:09 AM   #29
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي


ملخص السلسلة الصحيحة للالبانى فى الجنة 2


بسم الله


مفاتيح الجنة


2672 - " إن السيوف مفاتيح الجنة " . الصحيحة " 6 / 374 :


عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال : سمعت أبي تجاه العدو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن السيوف مفاتيح الجنة "فقال له رجل رث الهيئة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فسل سيفه ، و كسر غمده و التفت إلى أصحابه و قال : أقرأ عليكم السلام ،ثم تقدم إلى العدو فقاتل حتى قتل . قلت : و هذا إسناد جيد ،

و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " الجنة تحت ظلال السيوف " . رواه البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى ، و مسلم عن أبي موسى ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 5 / 6 - 7 ) .


شجر الجنة

2734 - عن عتبة بن عبد السلمي قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ! أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها ، يعني الطلح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن " الله يجعل مكان كل شوكة ( يعني من شجرة الطلح في الجنة ) مثل خصية التيس الملبود - يعني المخصي - فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لونه لون الآخر " . الصحيحة " 6 / 525 :


2776 - " ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة " . الصحيحة " 6 / 644 :
لأن له شواهد كثيرة أقربها حديث مسلم " من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا و هو ، و ضم أصابعه " ، و لفظه البخاري في " الأدب المفرد " ( 894 ) : " .. أنا و هو في الجنة كهاتين " .

2841 - " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه و لايدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه " . الصحيحة " 6 / 822 :


أهل الجنة


2869 - " أهل الجنة أمشاطهم الذهب و مجامرهم الألوة " . الصحيحة " 6 / 870 :

ر عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره مختصرا بلفظ : " أهل الجنة رشحهم المسك ، و وقودهم الألوة " . : ( الألوة ) : العود الهندي الجيد . لكن حديثه هذا صحيح ،

إلى الجنة في السلاسل

2874 - " ألا تسألوني مما ضحكت ؟ قلنا : يا رسول الله مما ضحكت ؟ قال : رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل ، ما أكرهها إليهم ! قلنا : من هم ؟ قال : قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام " . الصحيحة " 6 / 877 :



. و أخرجه البخاري ( 4557 ) من طريق أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه : *( كنتم خير أمة أخرجت للناس )* قال :

" خير الناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام " .


ابواب الجنة

2879 - " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله ! هذا خير ، فمن كانمن أهل الصلاة دعي من باب الصلاة و من كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد و من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة و من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ! ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، و أرجو أن تكون منهم " . الصحيحة " 6 / 889 :


وعن أبي هريرة به مختصرا بلفظ : " من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب : أي فل ! هلم " . فقال أبو بكر : " يا رسول الله ! ذلك الذي لا توى عليه " . زاد أبو سلمة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأرجو أن تكون منهم " .

2987 - " إن الجنة لا تدخلها عجوز " . الصحيحة " 6 / 1221 :

عن الحسن قال : أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يدخلني الجنة .
فقال : " يا أم فلان ! إن الجنة لا تدخلها عجوز " .

قال : فولت تبكي . فقال : "أخبروها أنها لا تدخلها و هي عجوز ، إن الله تعالى يقول : *( إنا أنشأناهن

3001- عن أبي أيوب قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال: يا رسول الله! إني أحب الخيل، أفي الجنة خيل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنْ أُدْخِلْتَ الجنَّةَ أُتِيتَ بفَرسٍ من ياقُوتَة لهُ جناحانِ ، فَحُمِلْتَ عليهِ ثُمَّ طار بِكَ حيثُ شِئْتَ).
عن سليمان بن بريدة عن أبيه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هل في الجنة من خيل؟ قال :
"إن الله أدخلك الجنة؛ فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت ". قال: وسأله رجل فقال: يا رسول الله! هل في الجنة من إبل؟ قال: فلم يقل له مثلما قال لصاحبه، قال:"إن يدخلك الله الجنة؛ يكن لك فيها ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك ".


3002- : أنَّ أنس بن مالكٍ ... مرفوعاً. (إنَّ الحُورَ في الجنَّةِ يَتَغَنَّينَ يَقُلْنَ: نَحْنُ الحُورُالحِسَان هدِينا لأزواجٍ كرام ) .
ثم إن الحديث قد روي وأقواها حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ:"إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات، ما سمعها أحد قط ، إن مما يغنين:
نحن الخَيْرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بِقُرّة أعيان.


وإن مما يغنين به:


نحن الخالدات فلا يَمُتْنَهْ نحن الآمنات فلا يَخَفْنَهْ نحن المقيمات فلا يَظْعَنَّهْ".


مِن أهلِ الجنةِ


3008- (يُؤْتَى بالرجلِ مِن أهلِ الجنةِ، فيقول [الله] له: يا ابنَ آدمَ! كيف وجدتَ مَنزلَكَ؟ فيقول: أيْ ربِّ! خيرَ منزلِ، فيقول: سَلْ وتمنَّ، فيقولُ: ما أسألُ وأتمنى؟ إلا أن تَرُدَّني إلى الدنيا فَأُقتَلَ في سبيلكَ عشرَ مراتٍ، لما يرى من فضل الشهادة (وفي طريق بلفظ: من الكرامة).


وُيؤتَى بالرجل من أهلِ النارِ، فيقول[الله] له: يا ابن آدم! كيف وجدت منزلكَ؟ فيقول: أي ربِّ! شرَّ منزلٍ، فيقول[الربُّ عز وجل] له: أَتَفْتَدِي منه بِطِلاعِ الأرضِ ذهباً؟ فيقولُ: أي ربِّ! نعم. فيقولُ: كَذَبْتَ؟ قدْ سألتُكَ أقَلْ من ذلكَ وأَيْسَرَ فلم تفعل. فَيُرَدُّ إلى النار
).
(طِلاع الأرض)؟ أي: ما يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل؛ كما في "النهاية". وقال الحافظ في "الفتح " (7/52):
"أي: ملؤها، وأصل (الطلاع): ما طلعت عليه الشمس، والمراد هنا ما يطلع عليها ويشرف فوقها من المال " . *

3306- عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :...(أول شيء يأكله أهل الجنّة : زيادة كبد الحوت).
وله شاهد عن ثوبان: رواه مسلم ضمن قصة- بلفظ: .. قال اليهودي: فما تُحْفَتُهم حين يدخلون الجنة؟ قال:
"زيادة كبد النون "

.
ومن حديث أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة.. "، وفيه:
"ألا أخبرك بإدامهم- أي: أهل الجنة-؟ "، قال: "إدامهم بالام ونون ". قالوا: وما هذا؟ قال: "ثور ونون؛ يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً ". " الصحيح " برقم (6520). ورواه- أيضاً- مسلم (8/ 128).*


3351- عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قيل له: أنطأ في الجنة؛ قال:.. (نعم- والذي نفسي بيده- دحماً دحماً؛ فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكراً).


و عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل يمس أهل الجنة أزواجهم؛ قال: فقال:
"نعم، بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع ".


3379- عن جندب بن عبدالله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم أن يهريقه ؛ كأنما يذبح به دجاجة ، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة؛ حال الله بينه وبينه، ومن استطاع أن لا يجعل في بطنه إلا طيباً فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه)


.
عن جندب بن عبدالله الأزدي- صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال:
انطلقت أنا وهو إلى البصرة، حتى أتينا مكاناً يقال له: (بيت المسكين)، وهو من البصرة مثل (الثوية ) من الكوفة، فقال: هل كنت تدارس أحداً القرآن؟ فقلت: نعم، قال: فإذا أتينا البصرة؛ فأتني بهم، فأتيته بصالح بن مسرح، وبأبي بلال، ونجدة، ونافع بن الأزرق، وهم في نفسي يومئذ من أفاضل أهل البصرة ((1)قال الحافظ (13/129):"قلت:وهؤلاء الأربعة من رؤوس الخوارج ". )، فأنشأ يحدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال جندب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه؛ كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه ". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة- وهو ينظر إلى أبوابها- ملء كف دم مسلم أهراقه ظلماً " . قال: فتكلم القوم، فذكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ساكت يستمع منهم، ثم قال: لم أر كاليوم قط قوماً أحق بالنجاة إن كانوا صادقين. وهذا إسناد جيد-


وله طريق أخرى؛ يرويه ليث عن صفوان بن محرز عن جندب بن عبدالله:
أنه مر بقوم يقرأون القرآن، فقال: لا يغرنك هؤلاء؛ إنهم يقرأون القرآن اليوم، ويتجادلون بالسيوف غداً !
ثم قال: ائتني بنفر من قراء القرآن، وليكونوا شيوخاً، فأتيته بنافع بن الأزرق، ومرداس بن أبي بلال، وبنفر معهما ستة أو ثمانية ، فلما أن دخلنا على جندب ، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... (قلت: فذكر مثل من يعلم الناس الخير)، قال: "ومن رايا الناس بعلمه؛ رايا الله به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعمله؛ سمع الله به؛ فاعلموا أن أول ما ينتن... " الحديث مثل رواية البخاري.



3380- روي من حديث أنس (ألا أخبركم برجالكم في الجنة؛! النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر- لا يزوره إلا لله- في الجنة.
ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؛! كل ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها [ أو غضب زوجها ]؛ قالت: هذه يدي في يدك؛ لا أكتحل بغمض حتى ترضى
).


3384- عن عائشة مرفوعاً. (خصال ست ؛ ما من مُسلم يموتُ في واحدة منْهن؛ إلا كانت ضامناً على الله أن يدْخِلََه الجنّة:
1- رجل خرج مجاهداً، فإن مات في وجْهه؛ كان ضامناً على الله.
2- ورجل تبع جنازة، فإن مات في وجهه؛ كان ضامناً على الله.
3- ورجل عاد مريضاً، فإن مات في وجهه؛ كان ضامناً على الله.


4- ورجل توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لصلاته، فإن مات في وجهه؛ كان ضامناً على الله.
5- ورجل أتى إماماً ، لا يأتيه إلا ليعزِّره ويوقره ، فإن مات في وجهه ذلك؛ كان ضامناً على الله.
6- ورجل في بيته، لا يغتاب مسلماً، ولا يجرُّ إليهم سخطاً ولا نقمة، فإن مات؛ كان ضامناً على الله
).


3111- عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( ليسَ في الأرضِ منَ الجنةِ إلا ثلاثةُ أشياء : غرْسُ العجوة، وأواقٍ تنزلُ في الفراتِ كلَّ يومٍ من بركةِ الجنةِ و الحَجَرُ ).


ثم إنه يبدو أن بين هذا الحديث، وبين الحديث الآتي برقم (3355) بلفظ:
"... وما على الأرض من شيء من الجنة غيره ": تعارضاً ! فكيف التوفيق؟
فأقول: قد ذكرت هناك أنه لعل المراد بقوله: "غيره " أي: من الحجارة ؛ فقوله: "شيء" مخصوص بها. والله أعلم. *



3129 - عن أنس عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال (آخرُ مَن يدخلُ الجنةَ رجلٌ؛ فهو يمشي مرة، ويكبو مرةً، وتسفعُهُ النارُ مرةً، فإذا ما جاوزَها التفتَ إليها فقال: تباركَ الذي نجاني منكِ، لقدْ أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين، فتُرفعُ لهُ شجرةٌ، فيقولُ: أيْ ربِّ! أدنني من هذه الشجرة، فلأستظلَّ بظلِّها، وأشربَ من مائها، فيقولُ الله عزّ وجلّ: يا ابن أدم! لعلِّي إن أعطيتُكَها سألتني غيرها؟ فيقولُ: لا يا ربِّ ! ويعاهدُه أن لا يسألَه غيرها، وربُّه يعذِرُه؛ لأنَّه يرى ما لا صبْرَ لَهُ عليه ، فيدنيهِ منها، فيستَظلُّ بظلِّها، ويشربُ من مائها.


ثم ترفعُ له شجرةً هي أحسن من الأولى، فيقولُ: أيْ ربِّ ! أدنني من هذه لأشربَ من مائها، وأستظلَّ بظلِّها، لا أسأَلُكَ غيرها، فيقولُ : يا ابن آدم ! ألم تعاهدْني أن لا تسألنِي غيرها؟ فيقول : لعلِّي إن أدنيتُك منها تسألُني غيرها؟ فيعاهدهُ أن لا يسألَه غيرَها، وربُّه يعذرُه؛ لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيدنيهِ منها، فيستظلُّ بظلِّها، ويشربُ من مائها.


ثم ترفعُ له شجرةٌ عند باب الجنة هي أحسن من الأولَيَيْنِ، فيقولُ : أيْ ربِّ! أدنني من هذه لأستظلَّ بظلِّها، وأشربَ من مائها، لا أسألُكَ غيرها! فيقولُ: يا ابن آدمَ! ألمْ تعاهدني أن لا تسألَني غيرها؟ قال: بلى يا ربِّ! هذه لا أسألُك غيرها، وربُّه يعذرُه؛ لأنه يرى ما لا صَبْرَ له عليها، فيدنيه منها .


فيسمعُ أصوات أهل الجنة فيقولُ: أيْ ربِّ! أدخِلنِيها، فيقول : أيِ ابنَ أدمَ! ما يَصْرِيني منكَ ؟ أيرضيك أن أعطيكَ الدنيا ومثلَها معَها ؟ قال: يا ربِّ ! أتستهزئ مني وأنت ربُّ العالمين ؟


فضحكَ ابنُ مسعودٍ، فقالَ : ألا تسألوني ممَ أضحكُ ؟ فقالوا: ممَ تضحكُ ؟ قال: من ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنتَ ربُّ العالمين ؟ فيقول: إني لا أستهزئُ منكَ ، ولكنِّي على ما أشاء قادر.- وفي رواية: قدير-)

(فائدة): قوله: "ولكني على ما أشاء قادر- أو قدير- ": فيه دليل على جواز استعمال هذه الكلمة: "إن الله تعالى على ما يشاء قدير"، وقد كنت توقفت عنها حين علقت على قول الطحاوي في "العقيدة" (ص 20): "ذلك بأنه على كل شيء قدير" كلمة للشيخ ابن مانع- رحمه الله- أن ذلك ليس بصواب، وأن الصواب ما في الكتاب والسنة (وهو على كل شيء قدير) لعموم مشيئة الله وقدرته.. إلخ كلامه. ثم وقفت بعد ذلك على هذه الكلمة في هذا الحديث في "صحيح مسلم "، فخشيت- متأثراً بكلام الشيخ- أن تكون شاذة في الحديث؛ أو خطأ من بعض الرواة، فتريَّثت حتى يتسنى لي تخريجه والنظر في إسناده ورواته.


ثم كنت في ليلة من ليالي غرة شهر ذي الحجة في بعض مخيمات عمّان ألقي كلمة حول وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ؛ ووجوب قرن ذلك بالعمل، وبعد الفراغ منها فتحنا باب الأسئلة، فسأل أحد إخواننا الحاضرين- ويبدو أنه على شيء من العلم والثقافة- عن هذه الكلمة، مشيراً إلى تعليقي المذكور على "العقيدة الطحاوية "، وذكر- جزاه الله خيراً- بقوله تعالى: ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [ الشورى/29]، فأجبته بأن الحديث بحاجة إلى تخريج وتحقيق، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون أصل الكلمة: "وأنا على كل شيء قدير" أو نحوها، فبادرت إلى تخريج الحديث، فوجدت أن الرواة

وجملة القول؛ أن هذه الجملة قد اختلف في ضبطها عن ابن مسعود رضي الله عنه على اللفظين السابقين:
الأول: "ولكني على ما أشاء قادر".


والآخر: "ولكني على ذلك قادر".
واللفظ الأول أصح إسناداً كما هو ظاهر.


لكن الآخر- مع صحة إسناده- مطابق لنص الآية تمام المطابقة: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير). لأن المعنى: إذا يشاء ذلك الجمع، قال العلامة الآلوسي في "روح المعا ني ":


"و (إذا) متعلقة بما قبلها لا بـ (قدير)؛ لأن المقيّد بالمشيئة جمعُه تعالى، لا قدرته سبحانه ".


قلت: وعلى ضوء تفسيره للآية، نقول: إن اسم الإشارة في الحديث: "ذلك " يعود إلى ما أعطى الله عز وجل عبده من النعم الكثيرة التي لا يستحقها؛ فضلاً منه تعالى عليه، فلما قال ما قال مستكثراً ذلك عليه ؛ قال تعالى: "ولكني على ذلك قادر"، فإذا فُسِّرَ بهذا اللفظ الأول أيضاً ولم يوقف عند ما فيه من مفهوم المخالفة، المشعر بأنه تعالى غير قادر على ما لا يشاء؛ على حد قوله تعالى: ( لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة) ونحوه من المفاهيم التي قامت الأدلة القاطعة على أنها غير مرادة، إذا فسر هذا اللفظ الأول بهذا الذي دل عليه اللفظ الثاني؛ استقام المعنى، ولم يثق أي إشكال إن شاء الله تعالى.


هذا ما عندي من علم، فإن أصبت؛ فمن الله، وإن أخطأت، فمني، وأستغفره تعالى من كل ذنب لي، ومن كان عنده فضل علم؛ فليتفضل به شاكرين له.


ثم وقفت بعد زمن من تحرير هذا التخريج على من ينكر صحة الحديث من جهة ما فيه من إثبات صفة الضحك لرب العالمين بقوله - صلى الله عليه وسلم - : ".. من ضَحِكِ رب العالمين ".
وأعني به ذاك الجهمي الجاحد المعطل، فقد قال- فُضَّ فوه- في تعليقه على "دفع الشبه " (ص 178) مشيراً إلى إنكاره هذه الصفة: "وهي عندنا (!) لا تثبت؛


فأقول: مجال الكلام في الرد عليه واسع جداً لا سبيل إليه الآن، فحسبي منه ما يأتي؛ مما يؤكد تجهمه وعداءه لأئمة السنة وكذبه عليهم!
قلت: سبحان الله ا ما أشبه اليوم بالبارحة، فها هو الجهمي المبتدع- بل الجاحد- يثلبه من جديد ويطعن فيه تقليداً منه للكوثري والغماري وأمثالهما من المتجهمة للسبب نفسه الذي ذكره ابن حبان- رحمه الله-،


لذلك؛ تجده قد نصب نفسه- مثلهما- لرميه بما لا يصح، حتى ضعف به هذا الحديث الصحيح المتلقى من الأمة بالقبول، حتى من ابن الجوزي في "الدفع " الذي فتح له باب التجهم ؛ فإنه لعلمه بثقة حماد لم يَسَعْهُ إلا التسليم به، ولكنه فسره بالمجاز الذي يؤدي بهم إلى أن يفسروا وجود ذاته تعالى بالمجاز أيضاً؛ لأن للمخلوقات وجوداً أيضاً، فإذا قالوا: لا ينسب الضحك إلى الله لأن الضحك من صفة الإنسان؛ فلينفوا إذن وجوده تعالى؛ لأن الإنسان موجود أيضاً! فسيقولون: وجوده تعالى ليس كوجودنا.. فنقول: قولوا إذن في كل صفة لله ثبتت في الكتاب أو السنة: إنها ليست كصفتنا؛ تستريحوا وتهتدوا


( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ؛ فله سمع ولكن ليس كسمعنا، وبصر ليس كبصرنا.. ويضحك ولكن ليس كضحكنا؛ فإنه يقال في الصفات كلها ما يقال في الذات إثباتاً وتنزيهاً .



فهذا الحق ما به من خفاءٍ فدعني عن بُنَيَّات الطريق
ثم إن الواقع يشهد أن كل جهمي جاحد إنما هو من الذين قال الله فيهم:

( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) ذلك؛ لأنهم يحاولون تضعيف أحاديث الصفات بكل وسيلة غير مشروعة، كما فعل هذا الجاحد بهذا الحديث، فضعف إماماً من أئمة المسلمين بزور ادعاه عليه . وكذلك يفعل بكل أحاديث الصفات الأخرى جحداً لها- بتضعيفها-، أو تعطيلاً لها- بتأويلها- كما فعل بآيات الصفات كالمجيء والفوقية والاستواء؛ تقليداً منه للكوثري وأمثاله من الجهمية، عاملهم الله بما يستحقون! *



3146- عن أبي هريرة قال: أتى نفر من أهل البادية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا: يا رسول الله! إن أهل قرآن زعموا أنه لا ينفع عمل دون الهجرة والجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

(حيثما كنتُم، فأحسنتُم عبادة الله ؛ فأبشروا بالجنة).


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة