عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-11-2006, 06:46 AM   #5
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي


ان هؤلاء......... علماء النفس الذين ينكرون الجانب الاخروي وتأثير الجان على الانسان
( من ناحية عقائدية ) قد تأثروا بنظرية فرويد .

الذي يرى أن طبيعة الإنسان يتحكم فيها الجانب الذاتي الحيواني، وأن الأخلاق والدين يجهضان الغريزة الحيوانية في الإنسان، كما أنه يعتبر التطور البشري موازيًا لتطور الغرائز.

إلا أن المعاناة في نظره تعود إلى تلك القيود الأخلاقية التي تمثل عائقًا كبيرًا داخل اللاشعور.
وبذلك ينقسم الإنسان في نظره إلى شخصيتين: شخصية مقنعة حاضرة وشخصية مكبوتة غائبة.

واعتبر فرويد كل تصحيح للسلوك البشري هو مجرد قمع وزجر.

و نجد فرويد يعتبر كل محاولة خارجية لعقلنة الفعل الإنساني سببًا للألم.
لأنها تمنع الأنا من ممارسة حقائقها الداخلية الخاصة بها.

وتجب الإشارة إلى أن نظرية فرويد قد ارتبطت بالفكر الوجودي، حيث إن فكرة الموت كانت تمثل له ذلك الشقاء الأبدي.

ولذلك فقد ربط الطبيعة الإنسانية بالعدوانية .

إن نظرية فرويد لا تميز بين السلوك الحيواني والإنساني في حين أن هناك فرقًا بينهما.
لانه من الواضح هو أن الغريزة عند الحيوان جامدة لا تتغير

بينما نجد الغريزة الإنسانية قابلة للتغير والتقويم، وهنا يأتي دور التربية والثقافة المدرسية والمجتمعية والأسرية والدينية.

ففي القرآن الكريم :

قال تعالى :
{إنَّ الإنسان لفي خسر* إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصَّالحات** [العصر: 2 - 3 ـ].

{واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف ين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا** [آل عمران: 103].

ـ {و أنا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به** [الجن: 13].

لكن فرويد يريد أن تخرج الغريزة الحيوانية إلى الوجود دون عائق.

لهذا فهو يرفض التربية والأخلاق.

لقد عالج الإسلام الطبيعة الإنسانية بفلسفة تربوية نابعة من خطاب قرآني وسنة نبوية.
والملاحظ أن الإسلام اهتم في توجهه التربوي بالفرد ثم حاول ضبط هذا الكائن داخل الفئة الاجتماعية.

وهذا ، ينزع صفة الحيوانية عن الكائن البشري .

قال تعالى :

{وما يستوي الأعمى والبصير**[فاطر: 19].

{اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم**[العلق:1 ـ4]

هذه المدلولات تؤكد ان الانسان ليس نزوة حيوانية كما يعتقد فرويد.

في مقابل هذه التصورات هناك تصورات يتوضح فيها انكار ما وراء العالم المدرك بالخبرة الحسية، حيث أنكر وجود ملائكة وجن وشياطين وفسر ما يشعر به الإنسان من ذلك بأنها :

نزعات رغبوية منبعثة من داخل الذات الإنسانية .

(فالشيطان واتباعه في نظر - فرويد – هم : رغبات شريرة مستهجنة تنبع من دوافع مكبوحة مكبوتة ).

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة