عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-11-2008, 03:27 AM   #9
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (9 )

الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم...

أما بعد:
فهذا الدرس التاسع أسأل الله أن يعيننا على اكمال بقية الدروس...
فقالت رضي الله عنها:

(وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول))
و لم تقل رضي الله عنها و أرضاها ( و كان الذي هلك عبد الله بن أبي سلول) و هذا من فقهها و ورعها و حرصها و الاّ لكان قولها ذا بمثابة فلانٌ شقيٌ و فلانٌ سعيد!!!
تولى و هو من الولاية و بئست تلك الولاية...ولاية الافك و الكذب و البهتان...

ومع اقتراب السّاعة و قبل خروج المسيح الدّجال و نزول المسيح الحقّ عيسى عليه السلام يكثر الكذب و يفشو و يقلّ الصدق و يخبو فيؤتمن الخائن و يخوّن الامين و الله المستعان.

و كلّما صعد العبد سلّم المنصب و الولاية كلّما ازداد كذبه و افكه حتى بات الكذب شعار الراعي لا رعاه الله و شعار الرعية مرتع افك الراعي...

و الرعية على أصنافٍ و الوانٍ و كلما اقتربت الرعية من منهج نبيّها صلى الله عليه و سلم كلما كانت مرتعاً خصباً لذاك الوالي أو لهذا السلطان!!!
و لذا كانت السلفية في لبنان على وجه الخصوص و السلفية في شتّى بقاع الأرض مرتعاً لهؤلاء الأولياء...
و لم تمر جريمة ما في لبنان أو غيره الاّ و للسلفية حظ الأسد منها شاؤوا أو أبوا!!!
و أصحبت اللحية الوفيرة و الثوب القصير قنبلة لا يدري المرء وقتها انفجارها و لا زمانها و بالمقابل باتت المنقبة صاحبة سواد الظاهر وبياض الباطن مرتع لهمز و غمز الفارّين من دين الله تعالى الى دين آبائهم و أهوائهم و لله في عباده شؤون...

و مع هذا و ذاك باتت الولاية مطمع كل فردٍ.. فيُنفق الأموال التي لا تعدّ و لا تُحصى ليكسر جدار قوله صلى الله عليه و سلم (من طلب الولاية فلا تولّوه)
و نسي انّ شرائع من كان قبلنا شرائع لنا شرط أن تتوافق الاولى مع خاتمة الشرائع في ثلاثة أقوالٍ ذه أرجحها...

و ظنّ أنّ يوسف عليه السلام أوّل منْ طلب الولاية (اجعلني على خزائن الارض...) و نسي أو تناسى قول العزيز قبل ذا (و قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي...).
و الذي يتولّى الإفك اليوم هو من صلب و نسل منْ تولّى الافك في عصر النبوّة ,عبد الله بن أبي ابن سلول ذاك المنافق النفاق الأكبر فباطنه يتأجّج بنار الكفر و ظاهره ناعم الملمس...

و الذي تولّى الإفك في المدينة هو فردٌ و الذين يتولّون الإفك في المدائن لا يُحصون فعلى امتداد المذهب الرافضيّ يقلدون جدهم عبد الله بن أبي ابن سلول للنيل من عائشة رضي الله عنها و لا يبالون ببراءتها المنّزلة من فوق سبع سموات حيث الله تعالى و لا مكانٌ هناك...

تولّى أي ولي أمراً ما..و مهما بلغ شأنك و عظم أو صغر فإنك مدرك الولاية بيد لا تخرج عنك قيد أنملة و لا قدر رمحٍ...

فإنك و ليٌّ على أهل بيتك ثم وليّ في مسجدك في عملك فهي أي الولاية تُشابه القرين بملازمتك...
و كلما فررت منها أقصد الولاية المستحبة و الاّ فالواجبة و الفرار منها عُرضة لغضب الباري و عقابه فانت وليّ على أعضائك شئت أو أبيت فقدها بأوامر الله تعالى و نهيه ثمّ ولايتك على زوجك فانت ضمنا تسبح في فلك (يايها الذين آمنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا...)
و لذا قال صلى الله عليه و سلم كلّكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته...الحديث
فهذه الولاية ولاية واجبة تُؤجر عليها و تُعاقب على تركها فلا تخلط بينها و بين الولاية المستحبة...
و كلما فررت من الولاية المستحبة كلما أتتك مقيدة بالسّلاسل و عندها تُعان عليها و تحلّ عليك بركة الله تعالى و ينال ذه البركة كلّ مؤمنٍ بله كل انسانٍ...

و خطام الولاية العدل بالسويّة فالعدل صراطٌ للنّجاة و العدل لا ينزل الى مرتبة الاستحاب بحالٍ من الأحوال...دعك من عدل القلوب فلا قدرة للإنسان على الإمساك به و عندها لا تخف منه إن حدّثتك نفسك أن تكون ممنْ خاطبهم الله تعالى بقوله (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع...)الاية
و لذا كانت عائشة رضي الله عنها أحبّ نسائه و أبوها أحب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم فهي بمنزلة الثريد بين الطعام,و رفع الله الحرج عن عدل القلوب بقوله (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم...)الآية.
و هذه من أقوى الحجج عند النّساء و هي داحضة كما تبين لك,فكنْ ممنْ لا يكتفون بزوجة و اختر من احبّها قلبك و أنجبت اختها و عمّتها,فقال صلى الله عليه و سلم (تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة....) الحديث.

و لذا فهم الصديق و الفاروق و الصحب الكرام مراد كلام النبي صلى الله عليه و سلم فحققوا امنيتهم في التّنوع بين الزوجات و حققوا امنية النّبي صلى الله عليه و سلم في تكثير النسل...
فاعدل بينهنّ في القبل, في الفراش,في الطعام, في عمل الجوارح و دع عمل القلوب فإنه ممّا رُفع عنه القلم...
فاختر ذات الدّين و الاّ تربت يداك و رغم أنفك و ثقلتك أمّك...
و دينها ليس بسواد جلبابها وإنما ببياض جوارحها فكم من فتاةٍ سواد ظاهرها كسواد أمّنا عائشة رضي الله عنها بينما سمعها أسوداً و كذلك بصرها و لم يبق لفؤادها مكانٌ ليُنكت فيه!!!
و كذلك لن يكون ممنْ ترضون خلقه و دينه منْ كانت لحيته دون القبضة و قميصه دون الكعبين فرأينا الكثير ممّنْ هم على ذه الأوصاف و يعملون في قسم المباحث و نقل المعلومات....

فالدّين ما بطًُنَ أولاً ثم ظهر بياضه على اليدين و الرجلين معاً و على السمع و البصر و للسان تبعاً...
لا ضير أن يختار المرء أو تختار المرأة من سيشاركها أو تشاركه في عشّ الزوجية أن يكون مليحاً على قدر من الجمال فالدّين أولا و الجمال و توابعه ثانياً...

فمهما نقّحتَ في الصفات واخترتَ أصفاها فستبقى المرأة شيئاً و الحورية شيئاً آخراً!!!
فسترى منها ما يسؤك كما رأيت منها ما يسرك في الخَلق و الخُلق فهي ناقصة و نقصانها كمالٌ فهي أي المرأة تُوزن بجنسها لا بجنس الرجال...

و نقصانها يُقابله نقصانٌ عند الرجال فهي أرحم و أصبر و أجلد و ما هنالك من صفات لا يجرؤ الرجل على أن يقترب منها!!!و إن اقترب قارن نقصانه بكماله عند النساء فسترى عجباً!!!
و ليس من العدل بمكانٍ أن يتساوى مخلوق التراب بمخلوق النّور و ما بينهما,فابحث عن حورية الدنيا فلن تجدها تُخالف بنات جنسها الاّ ببعض خُلقها أو خَلقها فكلاهما يبصق و يبول و يصحو و يمرض ثم يذبل جمالها بعد حينٍ و يُنكرها قلبك و قالبك!!!
فهذه أمّنا عائشة رضي الله عنها جمعت بين جمال خُلقها و خَلقها فهي حميراء ملكت فؤاد زوجها صلى الله عليه و سلم حتى باتت عنده صلى الله عليه و سلم بمنزلة الثريد بين الطعام و ذا و الثريد لا يدخل بيته أحيانا في ثلاثة اهلّة!!!
و عندها تُدرك منزلتها العظيمة و الثريد في غالب بيوت المسلمين اليوم يُعادل الثوم و البصل فاحذر أنْ تُغازل زوجك و تمتدحها (انت بمنزلة الثريد بين الطعام!!!)
فعائشة رضي الله عنها و أرضاها كانت بوّابة للتميز الخبيث من الطيب فكانت حادثة الإفك إذ تبيّن الصادق من الكاذب و حتى قيام الساعة ستظلّ رضي الله عنها موضع التمحيص و يكفي ذا في فضلها و شأنها!!!
فلا تكاد ترى الاّ و متكلم بعرضها أو مُدافع عنها رغم براءتها أسال الله تعالى أن يجعلني و إياكم ممنْ يُدافعون عنها حتى ترضى و يرضى زوجها صلى الله عليه و سلم و قبل هذا يرضى الله سبحانه و تعالى.
يتبع ان شاء الله تعالى.

التعديل الأخير تم بواسطة القصواء ; 18-11-2008 الساعة 07:47 PM.
    مشاركة محذوفة