الموضوع: وطفح الكيل ..
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-10-2008, 03:03 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي وطفح الكيل ..

قرأت في كتب عدة ومجلات وجرائد ومواقع كثيرة ، عن مفهوم تحرر المرأة، والصخب الذي أُثير حوله، ما بين مؤيد ومعارض ، وانتهى الأمر بتحليل المفكرين النتيجة النهائية لهذا الضرب والتضارب ، وهي أن أصبح وضع المرأة - في عصرنا هذا - مغلوب على أمره، فهي ضائعة بين مفهومي الإلتزام - المرادف للتزمت والتشدد...... والتحرّر -المرادف للإنحلال الأخلاقي!

لا شك أن حروف الهجاء معروفة ، ونقاطها أيضا معروفة المواقع ، فمن يثير هذه البلبلة والضجة ، كقرع الطبول الخاوية ؟

المرأة هي فتنة الرجل الاولى والمدمرة ، ولذا فهي من أوجب الله عليها الحجاب والتستر ومتابعة سلوكها وتصرفاتها وأقوالها، فإن رمت إحداهن نفسها على قارعة الطريق ....
فهل نقول ثقافتها وجهلها السبب ، المجتمع هو الملام ، والرجل هو الملام ؟؟

ثقافتها وتربيتها السبب.... وقد نشأت في مجتمع ذكوري ؟
وكذلك المجتمع السبب ، وقد سمح بفتح البارات والملاهي الليلية !
بل لماذا ..لا يكون الرجل السبب ، وهل اكتظّت هذه البارات وهذه الملاهي بالساقطات الا بإلحاح وطلب من الرجل نفسه !؟

سأمتُ السرد المقيت لأحوال هذه المرأة التي حيّرت نفسها والعالم من حولها ،
من المسؤول يا ترى عن هذه الحلقة المفرغة من النقاشات والحوارات ؟




أية حضارة تلك اليوم ، ضاهت الحضارة الأسلامية في عتقها تطورا ورقيا وتقدما
ولم نرَ المسلمة متخبطة كما هي اليوم ، إن جاز التعبير !
هل المرأة اليوم متخبطة فعلا ؟ أم انها اختارت طريقا لنفسها أذعن له المجتمع وعاملها على أساسه؟


لقد دأبت العادة على تحميل المجتمع بأفكاره المتحررة مسؤولية انحراف المرأة ، وعُلّقت على المرأة صفات مثل الجهل وعدم الإكتراث ، أدى الى وقوعها نعجة فريسة ،
يعني ... لا زلنا نعتبر المرأة دوما الضحية وان كانت مذنبة ،
فهي ضحية الحاجة ، ضحية المجتمع ، ضحية الرجل ...الخ.
رغم أن الرجل المُتّهم أحيانا ب ( الذئب ) و( الإخطبوط ) و ( الثعلب ) .. لا يوصف إلا بأنه مسخ بشري ، ساقط .....يفتقد الى عناصر الإنسانية الأساسية ..
لا يمكننا أبدا أن ندّعي مثلا أنه ضحية ( العنف )، ( السادية ) ، ( سوء المعاملة ) ، ( التشرد )..
أبدا لا أدافع عن أي منهما ، فكليهما مخطئ ومذنب ، وإسلامنا لم يفرّق بين ثوابي المؤمن والمؤمنة الّلذين أحسنا العمل ، كما لم يفرّق بين عقابي العاصي والعاصية ...




إن هذه المصطلحات لم تسد إلا بتركيز إعلامنا الهابط عليها وجعْلها محورا للنقاش والإهتمام،
فمن ألبس الإنفلات الديني والخلقي والقيمي ملابس محترمة أُطلق عليها التحرّر والحرية ، وفرضها على المفكرين الإسلاميين ليصبغوا عليها مسحة دينية محترمة ؟


من ذا الذي يصنع المصطلحات ....وبأي حق يفرضها على مقياس الشرع ، لينظر رأي الإسلام فيها ؟ ثم يتنقل مهرولا من مكان الى آخر ليثبت أن الشرع الإسلامي متشدّد، رجعيّ، اختلفت آراؤه بين مؤيد ومعارض ؟



في أيامنا هذه ، ليس من الحكمة أبدا أن نعتبر المرأة ضحية مظلومة تم استغلالها.
إن كنا نريد إصلاح وضع التخبط الشائن الذي يحيط بها .



لم يمنع الإسلام المرأة المسلمة من التعليم والعمل بحدود الشريعة الاسلامية ، ، ولكن .. كيف تعمل المرأة المسلمة المحافظة مع ظهور مجموعة من النساء اللواتي استسهلن درب العلم والخبرة وقطعن الشوط بأميال أقل، واعتمدن على موجودات ذاتية ، وبذلن اقصى الجهود لإظهار كل المفاتن كوسيلة لايجاد عمل أو تسهيل أمر ، ،وحقيقة أن من بين هؤلاء النساء أمهات وأخوات ومربيات جعل المرأة تنضج بهذا المفهوم وتنساب مع هذا الطريق المثري أكثر من ناحية عملية، بعد أن انطبع هذا المقياس في رؤوس أصحاب العمل ، فالتحرر من الأخلاق والملابس عند بعض النساء ، جعل النظرة اليها على انها بضاعة معروضة ،استلاكها أكثر لرخصها ، وهذه ليست نظرتي الشخصية ، بل اتحدث من منطلق نظرة علم التسويق ! كما جعل هذا النظرة الى أخريات متمسكات بالحشمة والعفة نظرة رجعية .
كيف ستعمل المرأة المحافظة في أجواء حمراء وملونة كهذه ؟


كيف ستتنقل المرأة من مكان لآخر بحرية في مجتمعات أخرى باحتشامها الكامل ، وبعضهن خففن من الأغطية لتوضيح أنهن بعيدات عن الإرهاب ، بعيدات عن سوء الظن ؟
ترى لو رفضت المرأة المسلمة في كل مكان كهذا الخروج بدون حجابها وعفتها ، هل ستفتح جامعات ، هل ستفتح أسواق ؟



إذن من أين بدأنا ، واين انتهينا ؟
لم يظلم المرأة أحد إلا المرأة نفسها،
ولم يرمِها في هذا التخبط إلا المرأة نفسها،

وإصلاح حال الجميع لن يكون إلا من خلال إصلاح حال هذه المرأة .

ولا حاجة بنا إلى إلقاء رداء " التحرّر " بل لنذكر في حواراتنا الكلمات بحروفها الصحيحة
ولنقل " العشوائية التدميرية الأخلاقية والقيمية "

حان الوقت لنرد بحزم ......أن الإسلام بريء من مصطلحاتنا المعاصرة !

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة