عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-08-2005, 11:54 PM   #26
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي



ثالثًا : ليس كمثله شيء في رحمته .

وذلك من عدة أوجه :

أولاً : رحمة الخلق مخلوقة فتوجد بوجودهم وتفنى بفنائهم ...
أما رحمة اللَّه عز وجل فإنها صفة ذاتية له لا تفنى ولا تبيد ، قال تعالى : ** كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ** [ الرحمن : 26، 27 ] .

ثانيًا : رحمة الخلق قليلة محدودة ، أما رحمة اللَّه فقد وسعت كل شيء ، فكلٌ يرحم بقدر قدرته ، فالناس يرحمون في حالٍ دون آخر ، فيرحمون القريب دون الغريب ، ويرحمون الحبيب دون العدو ...
أما رحمة اللَّه عز وجل فقد عمَّت الخلق جميعًا ، قال تعالى : ** وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ** [الأعراف : 156 ].

ثالثًا : رحمة الناس تختلط باللهفة والضعف لمن يرحم ، فالأم إذا مرض ولدُها تحزن ، وإذا غاب عنها تقلق وإذا مات هلعت ، وذلك من حبها له ورحمتها عليه ، وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه إبراهيم ، وحزن عليه ، وذلك من رحمته به صلى الله عليه وسلم .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : (( يا ابن عوف ، إنها رحمة )) . ثم أتبعها بأخرى ، فقال : (( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )).

ولكن اللَّه جل جلاله لا يحزن ولا يتألم ولا يبكي ولا يقلق ، ولا يتلهف ... وهكذا... ما لهذه الصفات من نقص وضعف لا يخفى على كل عاقل أن هذا لا يليق باللَّه سبحانه وبحمده .
إنما يرحم من قوة ، ويعفو من قدرة ، ويغفر في عزَّة ولا يُسأل عما يفعل وهم يسألون . .



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة