قالها عمر الفاروق رضي الله عنه إبّان طاعون الشّام إذ كان أبو عبيدة بن الجراح يُدلي بدلوه..أفراراً من قدر الله...عندما عزم عمر رضي الله عنه أنْ يرجع الى المدينة للطاعون في الشّام...
و كانت ذه المقولة تُقال نُدرة...بيد اليوم تُقال قائماً و قاعداً و على جنب!!!
كلّما طلعت الشّمس تشرق على أناسٍ حُقَّ لهم أنْ يُقال فيهم (لو غيرك قالها يا أبا...) و حتى أكون منصفاً , فليس غروب الشمس أفضل حالا من شروقها حتى الظهيرة!!!
كم منْ أُناسٍ كنّا نستمتع بحروف العلّة عندما تطبق لها الشّفتان, و تطرب لها الأذنان...يُمسي على قولٍ و يُصبح على أقاويلٍ!!!
لا تسل عن قومٍ رفعهم القرآن الى علّيين بتقواهم ثمّ تهوى بهم كلمة الى أسفل السّافلين!!!
مذ سنواتٍ اجتمعنا على نصرة المظلوم و ردع الظالم و تحريم الظلم و مع بدوّ الظلم بذي قرنين افترقنا و اختلفنا!!!
و بُعيدَ ذا الاختلاف و الإفتراق لم يفتر لساننا عن قوله (لو غيرك قالها يا ...)
و مذ ساعاتٍ قلائلٍ...نُحرتْ صلة الرّحم بسيف القطيعة!!! عندما اقتربنا من عنق الظالم لليّه...
تالله و الذي فلق الحبّة و خلق النسمة لنْ يمكث في الشّام الاّ شهيداً و قاتله...مظلوماً و ظالمه...و مرحباً بقرابة الدّين و نسبه و دحراً لقرابة الدّنيا و نسبها..
لم أكنْ يوماً من الايّام أظنّ أنّ كريمتيَّ سترى ثورة هي ميزان الله في أرضه و دابته و صراطه...حتى بتَّ تقرأ ما وراء الأكمه ربّما تقترب قليلاً من قرائتك...ما كُتب على النّاصية...(ك ا ف ر) أو ( م ؤ م ن).
ثمّ خداجٌ أصاب آخرين و لا تعوّل عليهم كثيراً...فمنْ رضي الظلم فهو يرتع فيه...
انقسم النّاس في (حقير الشّام و كافرها) الى قسمين لا ثالث لهما:
بين محبٍّ له و مبغضٍ...ليس هو الاّ مسخٌ و إن شئتَ فقل دجّالٌ له حظّ و نصيبٌ من المسيح الدجال...إذ في الفتنة سقطوا...و الله المستعان
سُفكتْ الدّماء...هُدمت المساجد و المعابد...مُزّقت صحف ابراهيم و محمّد صلى الله عليهما و سلّم...في سبيل نصيريٍّ...علويٍّ
قُطعتْ الأرحام....و اغتصبت الحرائر.....و سُبّ الاله... في سبيل نصيريٍّ...علويٍّ
قومٌ من جلدتنا!!! يصومونا يوم صومنا بله و يفطرون!!! كنّا لهم أنصاراً و كانوا لنا مهاجرين!!!
لبسوا لبوس الحرب و عتاده يوم نلنا من (بشارٍ) كلمٌ!!! كلامٌ...كلمة.
لو غيركم قالوها يا ... أفي سبيل (رجلٍ) عذرا للرجال...في سبيل( امرأة )حائض نفساء عذرا للنساء...في سبيل حمارٍ...كلبٍ...عذرا للحمير و الكلاب و الدّاوب... تُقطعُ الأرحام و يُخدش النّسب و يشتم الحسب!!!
لهذا يحزن القلب و تضّطرب الجوارح...فهل بقي للحزنٍ نفساً و روحاً حتى ننعيه!!! و الله المستعان و عليه التّكلان