عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-08-2005, 07:10 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ الحبيب ( قندهار ) حفظه الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

ما ذكر ليس له أصل في السنة المطهرة ، بل هو من البدع المحدثى التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وتقع ضمن ( البدعة الإضافية ) 0

يقول الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله - : ( البدع : جمع بدعة ، وهي في اللغة الأمر المستحدث ، كما قال سبحانه : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ 00 ) ( سورة الأحقاف – الآية 9 ) أي : لم يأت بجديد لم يأتوا به 0وشرعا : هو الأمر المستحدث في الدين 0 وهي على قسمين :
القسم الأول : بدعة حقيقية : وهي ما استحدث في الدين أصلا ووصفا ، وذلك كالطواف حول القبور وإسراجها ونحو ذلك 0
القسم الثاني : بدعة إضافية : وهي ما استحدث في الدين بوصفه دون أصله ، وذلك كالذكر الجماعي بصوت واحد ، فإن أصل مشروعية الذكر جاء الشرع بها ولكنه على هذه الصفة لم يرد شرعا 0
والبدع بنوعيها مذمومة شرعا ، كما قال صلبى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد ) ( متفق عليه ) 0 وقوله صلى الله عليه وسلم : ( 000 كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 000 ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب " الجمعة " – برقم 868 ) ، وقد حذر صلى الله عليه وسلم من البدع لخطرها على الدين ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثـات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ( صحيح الجامع 2549 ) 0
وأوضح أن المبتدع مغير للدين ، محروم من الشرب من حوضه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا فرطكم على الحوض ، وليختلجن رجال دوني فأقول : ربي أصحابي 0 فقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) " أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب " الرقاق " ، برقم ( 53 ) ، وكتاب " الفتن " برقم ( 7049 ) " ) ( المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية – ص 63 ) 0

قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( 000 فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ 000 ) ( سورة النور – الآية 63 ) ، أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه ، وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا من كان ، كما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ( صحيح الجامع 6398 ) ، أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا ، ( 000 أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ 000 ) ( سورة النور – الآية 63 ) ، أي : في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( 00 أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 00 ) ( سورة النور – الآية 63 ) في الدنيا ، بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك ) ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 296 ، 297 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يتقدم بين يديه ، بل ينظر ما قال ، فيكون قوله تبعاً لقوله ، وعلمه تبعاً لأمره فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهـم بإحسان وأئمة المسلمين ، فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ، ولا يؤسس ديناً غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول ، فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر ، وبه يستدل ، فهذا أصل أهل السنة ، وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر ما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل على ما رأوه أو ذاقوه ، ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك ، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرفوها تأويلاً ) ( مجموع الفتاوى – 13 / 62 ، 63 ) 0

قال الشاطبي : ( فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : أن الشريعة لم تتم ، وأنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها ، لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه ، لم يبتدع ، ولا استدرك عليها ، وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم 0
وقال : قال ابن الماجشون : سمعت مالكا يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لأن الله يقول : ( 000 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 000 الآية ) ( سورة المائدة الآية 3 ) ، فما لم يكن يومئذ دينا ، فلا يكون اليوم دينا 0

وقال أيضا : المبتدع معاند للشرع ، ومشاق له ، لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه خاصة ، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي والوعد والوعيد ، وأخبر أن الخير فيها ، وأن الشر في تعديها – إلى غير ذلك - ، لأن الله يعلم ونحن لا نعلم ، وأنه إنما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، فالمبتدع راد لهذا كله ، فإنه يزعم أن ثم طرقا أخر ، ليس ما حصره الشارع بمحصور ، ولا ما عينه بمتعين ، كان الشارع يعلم ، ونحن أيضا نعلم ، بل ربما يفهم من استدراكه الطرق على الشارع ، أنه علم ما لم يعلمه الشارع 0
وهذا إن كان مقصودا للمبتدع ، فهو كفر بالشريعة والشارع ، وإن كان غير مقصود ، فهو ضلال مبين ) ( الاعتصام – 1 / 49 ) 0

وأنقل في هذا المقام كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يبين فيه العلاقة المطردة بين المبتدع وتسلط الشيطان حيث يقول :

( فإذا كانت الشياطين تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيهم وتفسد عبادتهم ، فيدفعهم الله عز وجل بما يؤيد به الأنبياء من الدعاء والذكر والعبادة ، ومن الجهاد باليد ، فكيف من هو دون الأنبياء ؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم قمع شياطين الإنس والجن ، بما أيده الله تعالى من أنواع العلوم والأعمال ، ومن أعظمها الصلاة والجهاد ، وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والجهاد 0 فمن كان متبعا للأنبياء نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء ، وأما من ابتدع دينا لم يشرعه الله فترك ما أمر به من عبادة الله وحده لا شريك له ، واتباع نبيه فيما شرعه لأمته ، وابتداع الغلو في الأنبياء والصالحين ، والشرك بهم ، فإن هذا تتلعب به الشياطين ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 171 ) 0

قال ابن القيم : ( وأنى بالتوبة منها لمن لم يعلم أنها بدعة ، أو يظنهـا سنة ، فهو يدعو إليها ، ويحض عليها ؟ فلا تنكشف لهذا ذنوبه التي تجب عليه التوبة منها ، إلا بتضلعه من السنة ، وكثرة اطلاعه عليها ، ودوام البحث عنها ، والتفتيش عليها ، ولا ترى صاحب بدعة كذلك أبدا 0
فإن السنة - بالذات - تمحق البدعة ، ولا تقوم لها ، وإذا طلعت شمسها في قلب العبد ، قطعت من قلبه ضباب كل بدعة ، وأزالت ظلمة كل ضلالة ، إذ لا سلطان للظلمة مع سلطان الشمس ، ولا يري العبد الفرق بين السنة والبدعة ، ويعينه على الخروج من ظلمتها إلى نور السنة ، إلا المتابعة ، والهجرة بقلبه كل وقت إلى الله ، بالاستعانة والإخلاص ، وصدق اللجوء إلى الله ، والهجرة إلى رسوله ، بالحرص على الوصول إلى أقواله وأعماله وهديه ) ( مدارج السالكين - 1 / 374 ) 0

قال الهراس في مقدمته على كتاب " السنن والمبتدعات " للشقيري : ( أنه لا شيء أفسد للدين ، وأشد تقويضا لبنيانه من البدع ، فهي تفتك به فتك الذئب بالغنم ، وتنخر فيه نخر السوس في الحب ، وتسري في كيانه سريان السرطان في الدم ، أو النار في الهشيم ) ( السنن والمبتدعات – ص 3 ) 0

فمن أين لهذا الأمام الكيفية التي أشار بها إلى هذا المريض ، المشكلة التي يعاني منها كثير من المعالجين والرقاة عدم العودة إلى العلماء وطلبة العلم للإسترشاد برأيهم في كثير من المسائل التي يواجهونها ، أسأل الله الثبات في الدنيا وعند الممات ، ويمكنك أخي الحبيب بالإشارة إلى هذا الأخ الفاضل باتباع الرابط التالي في رقيته لنفسه وأهل بيته :

http://www.ruqya.net/how.html

هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة سائلاً المولى عز وجل أن يحفظكم أخي الحبيب ( قندهار ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة