عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2005, 04:07 PM   #1
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

Exclamation الرقية الشرعية 000 والإشارة بالإصبع !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الحبيب ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أنا تقصدت أن ننطلق من منطلق صحيح ، فكون أننا اتفقنا على أن القرآن الكريم له تأثير حسي معنوي وليس مادي ، إذن ما الداعي للإشارة بالإصبع كي أحصن المكان ، أنظر يا رعاك الله ماذا يقول رسولنا صلى الله عليه عن الرقية بسورة البقرة :-

* الرقية بالسورة كلها : فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة ، وفيما يلي بعض فضائل هذه السورة والفوائد المترتبة على قراءتها :

+ رقية تحصن البيوت من الشياطين :

1)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر ( قال صاحب لسان العرب : يقال نفر ينفر نفورا ونفارا إذا فر وذهب – لسان العرب – 5 / 224 ) من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان ) ( صحيح الجامع 7227 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي خالية عن الذكر والطاعة فتكون كالمقابر وتكونون كالموتى فيها أو معناه لا تدفنوا موتاكم فيها ، ويزيد على المعنى الأول قوله " وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان " وفي رواية مسلم : " إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " وفي حديث سهل بن سعد عند ابن حبان من قرأها يعني سورة البقرة ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان ثلاثة أيام ، وخص سورة البقرة بذلك لطولها وكثرة أسماء الله تعالى والأحكام فيها ، وقد قيل فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر كذا في المرقاة ) ( تحفة الأحوذي – 8 / 146 ) 0

2)- عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما ، وسنام ( قال صاحب لسان العرب : سنام كل شيء أعلاه ) القرآن سورة " البقرة " وإن الشيطان إذا سمع سورة " البقرة " تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة " البقرة " ) ( السلسلة الصحيحة 588 ) 0

قال المناوي : ( " إن لكل شيء سناما " أي رفعة وعلوا استعير من سنام البعير ثم كثر استعماله حتى صار مثلا " وإن سنام القرآن سورة البقرة " أي السورة التي ذكرت فيها البقرة " من قرأها في بيته " أي في محله بيتا أو غيره وذكر البيت " ليلا " أي في الليل " لم يدخله شيطان " نكرة دفعا لتوهم إبليس وحده " ثلاث ليال " أي مدة ثلاث ليال " ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام " ) ( فيض القدير – باختصار - 2 / 512 ) 0

والسؤال أخي الحبيب : هل ذكر واحد من أهل العلم أن نحصن البيوت بمثل هذه الطريقة ، بل قد تناقشت ذات يوم مع الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) – حفظه الله – عن تلك الطريقة ، فقال لي : بأن من يفعل ذلك وكأنما يقول بخلق القرآن ، فالمقصود بالقراءة أنها تحصن البيوت بإذن الله عز وجل كما ثبت من الأحاديث النقلية أعلاه ، أما الإشارة فكأنما يفهم أن القرآن يخرج من اليد ليحصن لنا الشبابك والأبواب ، وهذا غير صحيح ، طبعاً أخي الحبيب حاشى أن أسيء الظن بك ، وأتهمكَ بأنكَ ممن يقولون بخلق القرآن ، بل أريد أن أزرع في نفسكَ أصول وقواعد شرعية تقيكَ الوقوع فيما هو شر 0

أما قولكَ أخي الحبيب ( ضع يدك على الذي يألم من جسدكَ ) فالاستشهاد في غير محله ، ولنعد لحديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – حيث أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء - برقم 2202 ) 0

وأنظر – يا رعاكم الله – لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريض أو أتي به قال : أذهب البأس رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( وفائدة التقييد به أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر ، وكان يدعو له بالشفاء الطلق لا بمطلق الشفاء 0 وقال الطيبي : قوله شفاء إلى آخره تكميل لقوله اشف وتنكير سقما للتقليل ، واستشكل الدعاء بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وأجور! وأجيب بأن الدعاء عبادة وهو لا ينافيهما ؛ لأنهما يخصان بأول المرض وبالصبر عليه ، والداعي بين حسنيين إما أن يحصل له مقصوده أو يعرض عنه ، بجلب نفع أو دفع ضر وكل ذلك من فضل الله تعالى 0 قال ابن القيم : وفي هذه الرقية توسل إلى الله بكمال ربوبيته ورحمته وأنه وحده الشافي ) ( فيض القدير - 5 / 86 ، 87 ) 0

قال العيني : ( الباس أصله بالهمز فحذفت الهمزة للمؤاخاة ، والبأس : الشدة والعذاب ) ( غمدة القاري بشرح صحيح البخاري – 21 / 268 ) 0

وكذلك تمعن في حديثها – أعني عائشة - رضي الله عنها - قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الرقية : ( أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت ) ( متفق عليه ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله " كان يرقي " بكسر القاف ، وهو بمعنى قوله في الرواية التي قبلها " كان يعوذ " ، قوله " امسح " هو بمعنى قوله في الرواية الأخرى " أذهب " والمراد الإزالة 0 قوله " بيدك الشفاء لا كاشف له " أي للمرض " إلا أنت " وهو بمعنى قوله " اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت " ) ( فتح الباري - 10 / 207 ) 0

وتمعن في حديث محمد بن سالم عن ثابت البناني قال : يا محمد : إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل ( بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) 0 ثم ارفع يدك ، ثم أعد ذلك وترا ، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك ) ( السلسلة الصحيحة 1258 )

قال المباركفوري : ( قوله " قال " أي محمد بن سالم " قال " أي ثابت البناني " يا محمد " هو ابن سالم " إذا اشتكيت " أي مرضت " فضع يدك " أي اليمنى كما في حديث عثمان بن أبي العاص الآتي " حيث تشتكي " أي على المحل الذي يؤلمك ويوجعك " ثم قل " حال الوضع " بسم الله " أي استشفي باسم الله " أعوذ " أي اعتصم " بعزة الله " أي غلبته وعظمته " من وجعي " أي مرضي " ثم ارفع يديك " عنه " ثم أعد ذلك " أي الوضع والتسمية والتعوذ بهؤلاء الكلمات ) ( تحفة الأحوذي - 10 / 35 ) 0

فالقصد بعد تمعن كافة الأحاديث المذكورة هو الدعاء للمريض وليس موضع اليد الذي له حكم أخرى منها تطييب نفس المريض وشعوره بقرب المعالج منه ، وأما مقارنة ذاك بهذا فهذا ما لا يستقيم معه الأمر 0

هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فنحن متفقون على أن المسائل الشرعية الخاصة بالرقية هيَّ تعبدية بمعنى أنها توفيقية ، فلا يجوز الاستدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك 0

أما بخصوص كافة الاستخدامات الأخرى فتراني وافقتك عليها وهذه تتبع الخبرة والدراسة ، وقد طلبت منك في رسالة خاصة إدراجها في مواضيع مستقلة لفائدة الأعضاء والزوار 0

والشكر موصول لأختنا الفاضلة ( أم القرى ) فنسأل الله أن يبارك لها في أهلها ومالها ، مع تمنياتي لكَ أخي الحبيب ( جند الله ) بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة