عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-04-2005, 02:33 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي الحبيب ( أبو ذر ) حول حكم الصلاة بالبرنوس ( اللباس المغربي ) ، فاعلم رعاك الله أن الأصل الإباحة ما لم يرد التحريم ، فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ : قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ فِي إِزَارٍ وَقَمِيصٍ فِي إِزَارٍ وَقَبَاءٍ فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ فِي سَرَاوِيلَ وَقَمِيصٍ فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَاءٍ فِي تُبَّانٍ وَقَبَاءٍ فِي تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الصلاة ) ، ولكن العلماء رحمهم الله وضعوا بعض الشروط والضوابط للصلاة في البنطال أو البرنوس أو الدشداشة ومن هذه الشروط :

أولاً : أن يكون اللباس أو البنطال واسعاً غير ضيق ولا يكسم ويجسم عورة الرجل 0

يقول العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - : ( أما إذا كان " البنطلون " واسعاً غير ضيق ، صحت فيه الصلاة ، والأفضل أن يكون فوقه قميص يستر ما بين السرة والركبة ، وينزل عن ذلك إلى نصف الساق ، أو إلى الكعب ، لأن ذلك أكمل في الستر ) ( فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – 1 / 69 ) 0

ثانياً : أن لا يكون اللباس شفافاً رقيقاً يشف عما وراءه : وقد قال الفقهاء في مبحث شروط صحة الصلاة : مبحث ستر العورة : ( ويشترط في الساتر أن يكون كثيفاً ، فلا يجزئ الساتر الرقيق ، الذي يصف لون البشرة ) ( أنظر " المغني " – 1 / 617 ، و " نهاية المحتاج " – 2 / 8 ) 0

قال السفاريني في " غذاء الألباب " : ( إذا كان اللباس خفيفاً ، يبدي – لرقته وعدم ستره – عورة لابسه ، من ذكر أو أنثى ، فذلك ممنوع ، محرم على لابسه ، لعدم سترة العورة المأمور بسترها شرعاً ، بلا خلاف ) ( نقلاً عن الدين الخالص – 6 / 180 ) 0

يقول محمد رشيد رضا – رحمه الله - : ( فإنه لا تجوز الصلاة في الثياب الرقيقة التي تشف عما وراءها من البدن ، كملابس بعض المفتونين اليوم بهذه الطُرز من الثياب ، يقصدون هذه العيوب الشرعية قصداً ، لأنهم أسرى الشهوات ، وعبيد العادات ، ولهم من دعاة الإباحة من يرغّبهم فيها ، ويفضّلها لهم على غيرها ، بأنها من الجديد اللائق ، بمجددي الفسق والفجور ، وليست من العتيق البالي المذموم ، لأنه قديم ) ( فتاوى رشيد رضا – 5 / 2056 ) 0

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله عن ذلك فأجاب : ( الثياب الشفافة التي تصف البشرة غير ساترة ووجودها كعدمها ، وبناء على ذلك فإن صلاتهم غير صحيحة على أصح قولي العلماء ، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد – رحمه الله – لأنه يجب على المصلي من الرجال أن يستر ما بين السرة والركبة ) ( فتاوى معاصرة – جزء من فتوى - ص 16 ، 17 ) 0

تلك بعض الشروط المتعلقة بصحة الصلاة والخاصة بالموضوع الذي سألت عنه أخي الكريم ( أبو ذر ) ، ومعلوم في الملابس المغربية أنها فضفاضة ولا تشف عما وراءها ، فإن كان الأمر كذلك فلا بأس ولا تثريب عليك ، وإن لن تتوفر تلك الشروط التي ذكرها أهل العلم عندئذ لا يجوز الصلاة بتلك الملابس ، والله تعالى أعلم ، وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة