عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2004, 06:33 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي المكرم ( مستفيد ) حول موضوع الفرق بين الوهم والمرض الروحي ، فاعلم يا رعاك الله أن البحث في هذه الجزئية يعتبر في غاية الأهمية لما يترتب عليه من فهم للأمراض النفسية أو الروحية ، وبالتالي فهي تؤثر بشكل كبير على الحالة المرضية ، ولا شك أن الوقوف عند هذا الموضوع ودراسته وفهمه الفهم الصحيح يؤدي لتحديد الوجهة الصحيحة للاستشفاء والعلاج ويوفر الوقت والجهد ، وكذلك يوفر الراحة النفسية للمرضى ، ويعتبر هذا العامل من أهم مقومات العلاج الناجح الذي يحقق المصلحة الشرعية للجميع بإذن الله تعالى 0

وقد أدى ظاهرة انتشار العيادات الخاصة بالعلاج بالقرآن إلى زرع الوسوسة والوهم في نفوس كثير من مرتادي تلك العيادات ، فأصبح الكل يعتقد أن به مس من الجن أو انتابه ضرب من ضروب السحر والكهانة ونحوه ، أو أصابته العين والحسد ، بل قد وصل الأمر في بعض أماكن الرقية الشرعية الجماعية إلى ما يفوق الوصف والتصور خاصة بالنسبة لتصرفات بعض النساء ممن لا خلاق لهن فأصبح ارتياد هذه الأماكن بالنسبة إليهن مكانا للتمثيل والتهريج وقلة الأدب ، بل وصل الأمر في البعض لتصرفات وكلمات تخدش الحياء ، بل تعدى ذلك أحيانا للتفوه بكلمات كفرية ، وما أظن تلك الحالات إلا أنها تعاني من مشاكل أو أمراض نفسية أو اجتماعية أو أسرية وأرادت أن تفرغ تلك الطاقات المكبوتة في تلك الأماكن المفترض أن تكون أماكن علاج بالقرآن واستماع له وتفاعل مع آياته قولا وعملا ليكون شفاء لأمراض القلوب والأبدان ، ولا بد أن نعتقد جازمين بأن قدرة الجن والشياطين للوصول إلى هذا الحد نادرة ، ومن هنا تبرز أهمية شخصية المعالج في التعامل مع المرضى ، وايقاف كل من تسول له نفسه العبث في تلك الأماكن وتشويه سمعتها ، وللأسف فإن بعض المعالجين قد أوصلوا بعض المرضى لمثل ذلك الأمر ، وأُذَكِّرُ كل من تظاهرت واحترفت مهنة التمثيل في تلك الأماكن بأن الله سبحانه وتعالى مضطلع لا تخفى عليه خافية ، وقد تبتلى تلك المسكينة بأحد الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد ونحوه ، وحينئذ تبكي بالدماء والدموع وعندها لا ينفع الندم والبكاء 0

هذا من جهة ، أما من الجهة الأخرى فإن بعض المرضى يتسرب إلى قلبه الوهم والوسوسة نتيجة ظروف اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية ، ولتكالب تلك الظروف ولغيرها دخل هذا الداء إلى النفوس وتعبث بها أيما عبث 0

ولن يستطيع المعالج القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة إلا بزرع الإيمان واليقين في نفوس المرضى وترسيخ الثقة المطلقة بالله سبحانه ، وتوجيه المرضى على اختلاف أمراضهم للتقرب إلى الله بالطاعات والبعد عن المعاصي ، والتوجه إليه بالذكر والدعاء وطلب الشفاء 0

ولأهمية هذا الموضوع فإني أقدم بعض النقاط الهامة التي تتعلق بأهم الفروقات بين الأمراض النفسية والأمراض الروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) كي تكون عوناً للمعالج في تحري واستدراك هذا الأمر مع الحالات المرضية ، وهيَّ على النحو التالي :

1)- الأمراض النفسية تصيب الإنسان أحيانا نتيجة ظروف وعوامل اجتماعية وأمور متنوعة أخرى ، بينما الأمراض الروحية تكون نتيجة أسباب معينة كالإيذاء والسحر والعين والعشق ونحوه 0

2)- حالات المرض النفسي يكون لها نمط معين في السلوك والتصرف ، بينما المرض الروحي ليس لها نمط أو سلوك محدد 0

3)- حالات المرض النفسي غالبا ما تكون الأعراض مستمرة ومتناسبة مع نوعية المرض الذي تعاني منه الحالة المرضية ، بينما المرض الروحي تختلف تلك الأعراض وتتذبذب من فترة لأخرى 0

4)- حالات المرض النفسي لا يظهر عليها أية أعراض أثناء الرقية الشرعية ، وقد يشعرون براحة وسكينة ، بينما حالات المرض الروحي تظهر عليهم تأثيرات وأعراض نتيجة الرقية الشرعية 0

5)- يتم تشخيص الأمراض النفسية بواسطة الأطباء النفسيين المتخصصين ، وأما حالات المرض الروحي فيتم تشخيصها من قبل المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس 0

6)- يتم علاج الأمراض النفسية لدى الأطباء النفسيين وكذلك الاستشفاء بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وأما حالات المرض الروحي فيتم علاجه بالرقية الشرعية ووسائل العلاج المتاحة والمباحة المتعلقة بها 0

7)- كثير من الأمراض النفسية لا يتم أحيانا تحديد الأسباب الداعية لها كما ذكر ذلك جمع من الأطباء النفسيين ، بينما حالات المرض الروحي تكون معلومة الأسباب في أغلب الحالات 0

8)- النوبات التي تحصل لمرضى الأمراض النفسية طبيعتها تختلف كلية عن طبيعة حالات المرض الروحي 0

هذا ما تيسر لي تحت هذه العجالة ، وأهيب بكافة الإخوة والأخوات ممن تمرس في هذا العلم أن يهتم اهتماماً شديداً بكافة النقاط المذكورة ، فهي سوف تكون له عوناً بإذن الله عز وجل على معرفة التفريق بين كلا النوعين من الإمراض ، وبالتالي لا تجعله يتخبط في التشخيص والعلاج ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة