عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-09-2004, 10:15 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي الحبيب ( أبو حسون ) حول مسائل متعلقة بالرقية الشرعية ، فإليك الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول البعض من أهل العلم لهم أقوال وتعقيبات على بعض الأدوية الحسية والرقى الشرعية لأسباب ، وتجد فتوى تمنع والثانية لا تمنع والمصدر واحد والسؤال واحد مع اختلاف لا يغير المطلوب معرفته ، كاستخدام البخور ، وكتابة الآيات ، وغير ذلك ، فما هي توجيهاتكم في حالات مثل هذه ؟؟؟

الجواب : الأمر يختلف باختلاف السائل ، أما إن كان السائل من طلبة العلم فالواجب في حقه دراسة المسألة دراسة شرعية علمية موضوعية متأنية للوصول إلى الراجح بالنسبة له بخصوص هذه المسألة أو غيرها ، أما بخصوص العامي فهو مقلد فيمكنه تقليد الشيخ المعالج أو العالم الذي أصدر الفتوى ، شريطة أن يكون العالم أو المعالج من أصحاب العلم الشرعي العاملين العابدين الذين لا يخافون في الله لومة لائم ، وأن يكون ذلك في مسائل اجتهادية بحتة ، ولو أردت وجهة نظري فالذي أراه بالنسبة للعامة والمعالجين أن يأخذوا دائماً بالأحوط ، إلا ما يترتب عنه مصلحة شرعية ، وينظر إلى المصالح والمفاسد المتحققة فيعلم : ( أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : بعض الأسر تقوم ، بقراءة الرقية الشرعية على أفراد الأسرة ، وبصفة دورية ، للوقاية من الأمراض العضوية والنفسية والروحية بكل أنواعها ، بما في ذلك الأمراض التي لا تظهر أعراضها ، فهل في هذا العمل أي محظور شرعي أو أقوال لأهل العلم ؟؟؟

الجواب : الرقيبة الشرعية وقاية وعلاج ، وما يؤكد ذلك فعله صلى الله عليه وسلم وكيف علمنا أن نعوذ أنفسنا قبل النوم ، فالرقية تحصين للنفس البشرية من كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو نفسية أو روحية ، وهيَّ كذلك علاج لكافة الأمراض المذكورة ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثالث : هل يوجد فرق في التأثير بقراءة الرقية في أذن المريض بحيث لا توجد مسافة أكثر من وأحد سنتيمتر، عن القراءة عن بُعد مسافة طول اليد أو أقل أو أكثر من ذلك ؟؟؟ نقصد الرجال وطبعا لا نقصد النساء غير المحارم فقد استفدنا الكثير منكم في هذه النقطة وغيرها الكثير والكثير جدا أثابكم الله وجزاكم خيرا ؟؟؟

الجواب : أما بخصوص الرقية في الأذن فالذي يظهر أنها أقوى من القراءة عن بعد ، وليس شرطاً استخدام القراءة المباشرة في الأذن بل يمكن ذلك عن طريق سماعات الأذن ، ويمكن تطبيق ذلك حتى بالنسبة للنساء ولا يوجد أي محذور شرعي إن كان الأمر عن طريق سماعات الأذن ، وقد ظهر أن لاستخدام هذه الطريقة أثر قوي وفعال بإذن الله عز وجل ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الرابع : الضغط على مقدمة الجبهة أثناء الرقية في أي مكان دون تركيز أو يشترط في مناطق معينة . وهل يكتفي بوضعها أعلى الرأس فقط ؟؟؟

الجواب : تبين للمعالجين المتمرسين الحاذقين أن منطقة الجبهة والضغط عليها لها أثر قوي وفعال بإذن الله عز وجل على الجني الصارع ، وبخاصة بين الحاجبين ، ومنطقة الصدغين ( منطقة التقاء الفكين ) ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الخامس : هل النتائج الطبية السليمة دليل قطعي على الإصابة بالمرض الروحي ؟؟؟

الجواب : ليس شرطاً أن تكون النتائج الطبية السليمة دليل قطعي على الإصابة بالمرض الروحي ، حيث أن بعض الأمراض العضوية قد لا تكون مكتشفة أو معروفة لدى الأطباء العضويين ، ومن هنا كان لا بد أن ينصب اهتمام المعالج بناحية المرض الروحي دون التدخل في مسائل الطب العضوي والنفسي ، فيجعل جل تركيزه على هذا الجانب والشفاء أولاً وأخيراً من الله سبحانه وتعالى وحده ، والله تعالى أعلم 0

السؤال السادس : فهل الشخص المسحور نقول له ليس بك سحر ، إنما حالة نفسية بدلا من أن نقول له حالتك صعبة وقد تحتاج لمدة طويلة ، إن لم تلتزم بالمنهج الشرعي ، والدعاء والتضرع إلى الله أن يمن عليك بالشفاء فقد يكون ذلك من الأسباب التي يكتب الله لك بها الشفاء ؟ أو ما شابه ذلك ؟؟؟

الجواب : الأولى في حق المعالج أن لا يفصح للمريض عن أسباب معاناته وألمه ، وأن يركز على جوانب هامة ويرسخها لدى الحالات المرضية ومنها : تعليمه العقيدة النقية الصافية ، وكذلك توجيه سلوكياته إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الإقبال على الطاعة والبعد عن المعاصي ، ولا يمنع ذلك مطلقاً بالنسبة لبعض الحالات من استخدام أسلوب التورية ولكن دون الكذب بحيث لا يبين للحالة المرضية أنها تعاني من مرض نفسي على سبيل المثال ، وفي مثل ذلك خطر عظيم ، حيث أولاً أن ذلك كذب صريح ، ثانياً خطورة ذلك على الحالة وتعلقها بالطب النفسي وأهله ، ومن ثم إهدار الوقت والجهد دون فائدة تذكر ، والله تعالى أعلم 0

السؤال السابع : نقرأ ونسمع كثيرا من المواساة لبعض المرضى ما نكاد تجزم أن المريض تأكد أن مرضه ، بسبب حب الله له ، وأنه مؤمن وأن له الجنة ،وأنه من الصابرين ، ويسرد له عدد من الآيات والأحاديث مع أننا لا نعلم شيئا عن هذا المريض ولا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا من ورد بحقه نص شرعي ، فهل من نصيحة توجهونها بما يجب وما لا يجب في حالة مواساة المريض ؟؟؟

الجواب : المطلوب من المبتلى الصبر والاحتساب ، ولا يمنع ذلك مطلقاً وفي حال الابتلاء تقديم الرجاء على الخوف ، أما ما ذكرته أخي الحبيب ( أبو حسون ) فهذا لا يجوز ، بل قد يكون ذلك محبطاً للعمل والعياذ بالله ، فالعبد يصبر ويحتسب ويرجو من الله العفو والمغفرة ، أما أنه يصبر ويجزم بالعفو والمغفرة فهذا ليس طريقة ومنهج أهل السنة والجماعة في النظر للخوف والرجاء من الله سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثامن : كيف تحصل الوقاية لإنسان يجتمع مع عدة أسر ويكون من ضمن تلك الأسر من يدبر له المكائد في الخفاء باستمرار مثلاً : ( تجديد السحر بصفة مستمرة ) لإلحاق الضرر به ، علما أن المصاب يبث ويبوح بكل المعاناة لمن يقوم ( بتجديد السحر له ) للثقة العمياء من المصاب معتبرا من يدبر له المكائد أنه الصديق الوفي والناصح الأمين له ، مما يساعده على أداء المهمة بيسر وسهولة ، وظناً من المصاب أن الأسر ومن يختلط بهم من كوكب آخر وملائكة تمشي على الأرض لا تعمل شئ من أمور السحر والشعوذة ، ولأنه تبدو عليه سمات الصلاح في مظهره وسلوكه ، وأنه من عائلة أهل دين وعلم شرعي … ورفيعة المستوى الثقافي ووو إلخ . ويُستبعد وبشدة أن يكون به مرض روحي، تجاهلا أن السحر قد تم عمله في خير القرون ، ولأفضل خلقه ، وعند تمكن السحر منه وظهور أعراضه ، يكون قد وقع في الأمر الواقع ولكنه بين إثبات ونفي زاعما لعدم وجود أجابه قطعية أوعلاج قطعي ؟؟؟

الجواب : الواجب في حق المسلم أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى دائماً ، وأن يحافظ على قراءة القرآن والدعاء والذكر ، ويحاول قدر المستطاع معرفة الخيرين والصالحين ومجالستهم والأخذ من معينهم ، وكذلك فإنه مطالب بالبعد عن الأشرار وعن مجالستهم ، وقد بين لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل الجليس الصالح ، وجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( والمقصود منه النهي عن مجالسة من تؤذي مجالسته في دين أو دنيا ، والترغيب في مجالسة من تنفع مجالسته ، وفيه إيذان بطهارة المسك وحل بيعه ، وضرب المثل والعمل في الحكم بالأشياء والنظائر ، وأنشد بعضهم :
تجنب قرين السوء واصرم حبالـه000000000فإن لم تجـد من محيصــا فداره
والزم حبيب الصدق واترك مراءه000000000تنل منه صفو الود ما لم تمــاره
ومن يزرع المعروف مع غير أهلـه00000000يجده وراء البحر أو في قــراره
ولله في عرض السـماوات جنـة00000000ولكنهـا محفوفــة بالمكــاره
( فيض القدير – 3 / 4 ) 0

وكذلك فإنه مطالب بالمحافظة على سره وكتمانه مصداقاً لحديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ) ( السلسلة الصحيحة - 1453 ) 0

قال المناوي : ( أي كونوا لها كاتمين عن الناس واستعينوا بالله على الظفر بها ثم علل طلب الكتمان لها بقوله : " فإن كل ذي نعمة محسود " يعني أن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد وأخذ منه أن العقلاء إذا أرادوا التشاور في أمر إخفاء التحاور فيه ويجتهدوا في طي سرهم قال بعض الحكماء : من كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه ومنع من بلوغ مأربه ولو كتمه كان من سطواته أمنا ومن عواقبه سالما وبنجاح حوائجه فائزا وقال بعضهم : سرك من دمك فإذا تكلمت فقد أرقته ، وقال أنوشروان : من حصن سره فله بتحصينه خصلتان : الظفر بحاجته والسلامة من السطوات 0 وفي منثور الحكم انفرد بسرك ولا تودعه حازما فيزول ولا جاهلا فيحول لكن من الأسرار ما لا يستغني فيه عن مطالعة صديق ومشورة ناصح فيتحرى له من يأتمنه عليه ويستودعه إياه فليس كل من كان على الأموال أمينا كان على الأسرار أمينا 0 والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار قال الراغب : وإذاعة السر من قلة الصبر وضيق الصدر يوصف به ضعف الرجال والنساء والصبيان والسبب في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوتين آخذة ومعطية وكلتاهما تتشوف إلى الفعل المختص بها ولولا أن الله وكل المعطية بإظهار ما عندها لما أتاك بالأخبار من لم تزوده فصارت هذه القوة تتشوق إلى فعلها الخاص بها فعلى الإنسان أن يمسكها ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها ) ( فيض القدير – 1 / 493 ) 0

وبناء على كافة ما ذكر فالمطلوب من المسلم تحصين نفسه ووقايتها بالرقية الشرعية وكذلك مجالسة الصالحين الخيرين والاحتفاظ بسره دون البوح به للقاصي والداني ، والله تعالى أعلم 0

السؤال التاسع : نتكلم عن النسيان فقط ضمن السؤال الموجه لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين . كما هو معروف أن النسيان له عدة أنواع ، وأن النسيان له علاقة بالسحر ؟ فهل هذا النسيان يشمل الطلاق المتكرر بحجة النسيان كان يريد أن يقول شيئا ولكنه تلفظ بالطلاق ، لأن به مرض روحي ؟؟؟

الجواب : لا نستطيع الخوض في مثل هذه المسألة ، ولكن بالعموم فقد بينت مبحثاً مهماً تحت عنوان ( طلاق المسحور ) أذكره هنا من باب الفائدة العامة على النحو التالي :

قد يتعرض البعض في المجتمعات الإسلامية لخطر السحر والسحرة ، وقد تؤدي تلك الأفعال الخبيثة إلى حصول التباغض والكره والتنافر خاصة بين الزوج وزوجه ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه عن ذلك قائلا : ( 000 فَيَتَعَلمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ 000 ) ( سورة البقرة – الآية 102 ) 0

قال ابن كثير - رحمه الله - : ( أي فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر ما يتصرفون به فيما يتصرفون من الأفاعيل المذمومة ما إنهم ليفرقون به بين الزوجين مع ما بينهما من الخلطة والائتلاف ، وهذا من صنيع الشياطين ) ( تفسير القرآن العظيم - 1 / 137 ) 0

ونتيجة لذلك فقد يقع الطلاق من الزوج نتيجة لتأثره بالظروف النفسية من جراء تلك الأفعال الخبيثة ، أو نتيجة عدم الوعي والإدراك ، وكم من أزواج اعتصرهم الحزن والأسى والندم نتيجة لتلفظهم بتلك الكلمة ، ومنهم من جاء يبكي عند أهل العلم والعلماء يبحث حلا
لمشكلته ، حيث طلق زوجته ثلاثا ، والسؤال الذي يتبادر للكثيرين ، هل يقع طلاق المسحور من الناحية الشرعية في مثل تلك الظروف أم لا ؟؟؟

وفي المسألة تفصيل :

1)- أن يكون الإنسان تحت تأثير السحر بنوعيه التخيلي أو صرع الأرواح الخبيثة ، وقد أثر عليه ذلك السحر فتلفظ بالطلاق ، فيكون الأمر على إحدى حالين :

أ- أن يكون مدركا واعيا لحظة تلفظه بالطلاق ، ولكنه أطلق تلك الكلمة نتيجة للظروف الصعبة التي يعاني منها بسبب السحر ، أو تلك التي تعاني منها الزوجة ، وفي هذه الحالة يقع الطلاق 0

ب- إن لم يكن مدركا بالكلية ما يقوم به من تصرف أو تلفظ ، وفي هذه الحالة لا يقع الطلاق ، لأن الرجل لم يكن في وعيه وإدراكه 0

قال ابن قدامة : ( أجمع أهل العلم أن الزائل العقل بغير سكر ، أو ما في معناه ، لا يقع طلاقه ، كذلك قال عثمان ، وعلي ، وسعيد بن المسيب ، والحسن ، والنخعي ، والشعبي ، وأبو قلابة ، وقتادة ، والزهري ، ويحيى الأنصاري ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، وأصحاب الرأي 0 وأجمعوا على أن الرجل إذا طلق في حال نومه ، فلا طلاق له 0 وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة ، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل ) ( صحيح الجامع 3512 ) ولأنه قول يزيل الملك فاعتبر له العقل ، كالبيع 0 وسواء زال عقله لجنون ، أو إغماء ، أو نوم ، أو شرب دواء ، أو إكراه على شرب خمر ، أو شرب ما يزيل عقله شربه ، ولا يعلم أنه مزيل للعقل ، فكل هذا يمنع وقوع الطلاق ، رواية واحدة ، ولا نعلم فيه خلافا ) ( المغني – باختصار – 10 / 345 ) 0

2)- إن كانت الزوجة هي التي تعاني من تأثير السحر بنوعيه التخيلي أو صرع الأرواح الخبيثة ، وصدر الطلاق من الرجل أي كانت الظروف ، عند ذلك يقع الطلاق 0

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ومن سحر فبلغ به السحر أن لا يعلم ما يقول فلا طلاق له ) ( مختصر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية – ص 544 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : هل يقع طلاق المسحور أم لا ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( إذا غلب السحر على العقل وألحق المسحور بالمجانين لم يقع طلاق ، لأن الطلاق يشترط له العزم لقوله تعالى : ( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ ) ( سورة البقرة - الآية 227 ) ، وفاقد العقل ليس له عزم ولا نية ، فأما إن كان الطلاق مع الفهم والعلم بآثار الطلاق وما يسببه من الفرقة فإنه يقع ، لكن إن عمل السحر في صرفه عن زوجته وإيقاع الكراهة بينهما ولم يجد الراحة إلا في الطلاق على حد قوله تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ( سورة البقرة – الآية 102 ) فالظاهر أنه لا يقع لأنه مغلوب على أمره والله أعلم ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

ولا بد للمسلم من مراعاة الأمور التالية :

1)- إن مسائل الطلاق وكافة القضايا التي تحتاج لحكم القضاء ، لا بد من عرضها على المحكمة الشرعية ليحكم ويبت فيها ، بعد الإلمام بكافة جوانبها من قبل القاضي الشرعي 0

2)- يستوجب الأمر الصدق والإخلاص من المريض ( المسحور ) لكي يقدم كافة المعلومات الصحيحة المتعلقة بحالته ، ومن ذلك التلفظ بالطلاق هل تم في حالة غياب الوعي والإدراك أم في حالة الوعي والإدراك ، لأن القاضي بشر يحكم بناء على المعطيات المتعلقة بالقضية الحسية والثبوتية ، فلا بد من تقوى الله سبحانه وتعالى عند تقديم تلك المعلومات ، دون زيادة أو نقصان أو كتمان للحق 0

ولذلك لا بد للمسحور أن ينضبط بضوابط الشريعة ، وأن يتمالك نفسه عند الغضب ، وليحذر كل الحذر من التلفظ بكلمة الطلاق حال وعيه وإدراكه أياً كانت الأسباب الداعية لذلك ، وقد يندم عندما لا ينفع الندم ، وليعلم بأنه مسؤول كامل المسؤولية عند التلفظ بهذه الكلمة ، وأن طلاقه نافذ إلا ما كان بعدم وعي وإدراك كما أشرت آنفا 0

وكم من حالات مرضية كانت تعاني من السحر ومؤثراته تلفظوا بتلك الكلمة ، ومن ثم بدأوا بالبحث عن طريقة وفتوى للخروج من ذلك الحرج ، فلا بد للمسلم أن يملك زمام أمره ونفسه وقت الغضب ، وأن يتخذ الأسباب الشرعية الداعية لدفع ذلك ، ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وكتابه العظيم ، وكذلك الدعاء والذكر والصلاة وقيام الليل ، وكل ذلك موجب - بإذن الله تعالى - لتفريج الهم وإزالة الكرب 0

السؤال العاشر : لماذا لم تقرر أي جهة رسمية بكافة الفروع وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد ؟؟؟

الجواب : يكفينا أن القرآن والسنة قد قررا ذلك ، أما بخصوص القواعد الحسية الملموسة فقد يكون من الصعوبة بمكان تقرير ذلك ، حيث أن الموضوع برمته أقرب إلى الغيب منه إلى الواقع الحسي الملموس الذي نعيش ، ومن هنا تجد أن الوفاة في العادة تعود إلى أسباب حسية ملموسة ، وقد تعود تلك الأسباب في الأساس بسبب الإصابة بمرض روحي ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الحادي عشر : هل تفضلتم جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير ، بشرح قولكم حفظكم الله ، ( بخلاف الضغط على منطقة البطن والتي تظهر بوضوح تواجد الجني وحركته من مكان إلى مكان على شكل كرة أو ما شابه ) وكيفية استخدام هذه الطريقة ؟؟؟

الجواب : ثبت لدى ثقات المعالجين أنه في بعض حالات الاقتران الشيطاني يتواجد الجني الصارع في منطقة البطن ، وعادة ما يكون متشكلاً في الداخل على شكل كرة صغيرة تتنقل من مكان إلى مكان ، وهذا مشاهد محسوس لكثير من المعالجين الحاذقين المتمرسين ، وبالضغط على منطقة البطن حيث تواجد الجني الصارع يتأذى كثيراً وعادة ما ينطق على لسان المصروع ، أما استخدامها فعند الحاجة مع عدم تعريض الحالة المرضية لأية مضاعفات عضوية أو نفسية ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني عشر : ما النصائح والتوجيهات للمرضى ، الذين أنفسهم تعاف من الماء وغيره الذي نفث عليه المُعالِج بعد أو أثناء القراءة للرقية الشرعية خشية أن النافث مصاب بمرض مُعدي ونحو ذلك من الأقوال ؟؟؟

الجواب : لا بد للمريض أن يروض ويطوع نفسه مع النصوص القرآنية والحديثية التي جاءت بالدلالة الواضحة البينة على أن النفث والريق وفعله هو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأن مباشرة الرقية للعاب المعالج أو الراقي والنفث على المريض فيه خيرٌ عظيم بإذن الله عز وجل 0

ولكني أقول لمن لا يستطيع تطويع نفسه على مثل هذا الأمر أن يقرأ هو بنفسه على الماء والزيت والعسل والحبة السوداء ، وكذلك يقرأ وينفث على نفسه ، وكما هو معلوم فإن الأصل في الرقية الشرعية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهله ومحارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع ، وإن احتاج لرقية المعالج فيكتفى بالرقية دون النفث ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثالث عشر : هل ( الاقتران الكلي العارض ) الجني الطيار يسبب أمراض عضوية أيضا ؟؟؟

الجواب : الجني الطيار – اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب – هو نوع من أنواع الجن التي تقترن بالإنسان وتؤذيه وحالها حال الأنواع الأخرى ، فتلك قد تؤدي للمرض وغير ذلك من الأعراض المذكورة في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الرابع عشر : هل تقول المرأة في الدعاء : ( اللهم إني أمتك وبنت عبدك أو شرط أن تقول الدعاء كما جاء ؟؟؟
( اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علّمته أحدا من خلقك ، أو أستأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همّي ) 0

الجواب : الأولى الالتزام بما ورد في الدعاء على الوجه المذكور ، فقولها : ( اللهم إني عبدك 000 فهذا ينطبق على الرجال والنساء على السواء ، فكلنا عبيد لله سبحانه وتعالى ، وبذلك نلتزم نصاً بمل ورد عن الصادق المصدوق ، ونفوز بأجر الدعاء كما دعا عليه الصلاة والسلام ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( أبو حسون ) ، وأعود فأذكرك بالآتي :

( وأرجو منكَ ومن كافة أعضاء المنتدى في المرات القادمة أن يحددوا لكل مداخلة سؤال معيناً ، لتعم الفائدة ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يوفقك ويحفظ ويسدد إلى الخير خطاك 0

وتقبلوا تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة