فائدة :
في " صفة الصفوة " ، عن محمد بن الصلت ، قال :
(( كنتُ عند بِشر بن الحارث ، فجاء رجلٌ ، فسلم على بِشر ، فقام بِشرٌ إليه ، فقمتُ لقيامه ، فمنعني ، فلما سَكن الرجل ، أخرج بشرٌ درهمًا صحيحًا ، وقال : اخرج واشتر خُبزًا وزُبدًا وتمرًا بَرْنِيًّا ، قال : فخرجتُ ، و اشتريتُ ، وحملته فوضعته بين يديه ، فأكل الرجل ، وحَمَل الباقي ، وقام فخرج .، فلما خرج ، قال لي بشر : يا بُني ! تدري لِمَ منعتك عن القيام له ؟ قلت : لا ، قال : لأنه لَمْ يكن بينك وبينه معرفة ، فكان قيامك لقيامي ، فأردتُ أنْ لا يكون قيامك إلا لله خالصًا . وتدري لماذا دفعتُ إليك الدرهم ، وقلتُ اشتر كذا و كذا ؟ قلتُ : لا ، قال : إنّ طَيِّبَ الطعام يَسْتَخْرِجُ خالص الشكر لله تعالى . وتدري لِمَ حَمَل الباقي ؟ قلتُ : لا ، قال : عندهم إذا صحَّ التوكل ، لم يَضرّ الحَمْل ))
وفي التذكرة الحمدونيّة :
(( الحمد لله المحمود بآلائه، الممدوح على نَعمائه، المشكور بجزيل عطائه، المستعطَف من حلول بلائه، كاشف الكرب وقد أظلمت، وقابل التوبة من منيب إذا خلصت، المُنعم على المعتذر بكريم صَفحه، ومثيب المناجي على ثنائه ومدحه، لا يستحق المدح الصادق سواه، ولا يستوجب الشُّكر الخالص إلا إيَّاه ))
وينظر : إحياء علوم الدِّين 2/20 .