عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-06-2007, 10:39 PM   #2
معلومات العضو
نورها ثانية

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد استبدل الله بني إسرائيل ( يهود) ببني إسماعيل ( المسلمون)، وذلك حينما تخلوا عن رسالتهم فكذبوا أنبياءهم ورسلهم وقتلوهم وقاتلوهم، وحرفوا التوراة فحق عليهم غضب الله إلى يوم القيامة، وكان استبدالهم هذا مستحقاً لتحل محلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد تم تسليم المهمة وانتقالها بصفة رسمية ليلة الإسراء في بيت المقدس حينما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع الأنبياء والرسل إماماً ، فكان هذا رمزاً لهذا الاستبدال وتسليم المهام الجديدة في هداية الناس والسعي إلى إقامة خلافة اسلامية شاملة لا تؤمن باللون ولا باللغة ولا بالشكل ، بل شعارها {إن أكرمكم عند الله أتقاكم**.

نعم، لقد استحقت بنو اسرائيل الاستبدال عن جدارة، وذلك بتماطلهم عن أداء واجباتهم وسعيهم في الإفساد في الأرض بدل الإصلاح، وكثرة اختلافهم على أنبيائهم ، وقد كانت قصة البقرة نموذجاً لهذا التماطل والتمادي في الباطل والاستهزاء بأوامر الله تعالى.

ولكل زمان بقرته ولكل زمان قومه وأئمته ، فنحن معشر المسلمين قد نعيش صوراً ومواقف لا تقل بذاءة ودناءة لما قامت به بنو إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام في مسألة البقرة ، فلعلنا نعصي نبينا وربنا عشرات المرات في اليوم والليلة في أوامر تشبه أمر ذبح البقرة ، ونحن رغم ذلك ندعي الإسلام بل الايمان ، ونحسب أنفسنا من الفائزين برضا الله تعالى.

فقصة البقرة ينبغي أن تكون لنا عبرة معشر المسلمين، فنصحح انتماءنا لهذا الدين ، ونصحح عقيدتنا ونغير من سلوكياتنا اتجاه ربنا ونبينا ، حتى لا نقع فيما وقعت فيه بنو إسرائيل ، وأن لا تكون مثل هذه القصص مجرد قصص نتلهي بها ، فقد تكون منطبقة علينا ونحن لا نشعر ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من الصادقين في انتمائنا لهذا الدين ، وأن نقرأ القصص القرآني بعين الخائف الوجل، المنتظر لرحمة الله والخائف من غضبه .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة