عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-04-2005, 06:50 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

قبل كل شيء أشكرك أختي الفاضلة على هذا الإطراء للمنتدى فهو منكم وإليكم ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين جميع القائمين عليه على تحمل مسؤولية أمانة الدعوة إلى الله ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه سميع مجيب الدعاء 0

أما بخصوص سؤالك أخية ( ليندا ) عن حال صديقتك - هداها الله إلى الحق وإلى الطريق المستقيم - ، فاعلمي رعاك الله وقبل الإجابة على سؤالك أحب إن أقدم لذلك بمقدمات تساعد في بلورة الإجابة التي ستكون لاحقاً بإذن الله سبحانه وتعالى وهي على النحو التالي :

أولاً : لا بد للداعية أن يشعر مع إخوانه المسلمين وأن يعلم أن الحال الذي هو فيه ما كان إلا بتوفيق الله عز وجل وحده ، ولولا ذلك لكان حاله أسوأ من حال كثير من الناس ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) ( سورة القصص – الآية 56 ) ، فالحمد لله على هدايته وتوفيقه ونسأله الثبات في الحياة وعند الممات 0

ثانياً : إن استشعار ذلك – ما ذكر في النقطة السابقة – تؤكد على الداعية والمسلم أن يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة 000 ) ( سورة النحل – الآية 125 ) 0

ثالثاً : الدعوة لا بد أن تكون قائمة على العلم الشرعي أولاً أو دعوة مستندة إلى الدليل النقلي من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، لذلك فقد ثبت من حديث عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) ( البخاري ) ، وهذه أمانة يتحملها كل مسلم يمشي على وجه هذه الأرض ويحمل هموم وجراحات العالم الإسلامي 0

ثالثاً : لا بد للداعية من الترفق بإخوانه المسلمين ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك 000 ) ( سورة آل عمران – الآية 159 ) ، وقد ثبت من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رضي الله عنها - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) 0

رابعاً : العودة إلى العلماء وطلبة العلم في بعض المسائل التي تحتاج إلى إيضاح وتبصير ، فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، وهم أهل القياس والاجتهاد والاستنباط ، وهم من يقفون على كثير من دقائق الأمور التي تخفى على العامة والخاصة 0

خامساً : الاستشارة والمشورة ، وهذا مما ينوع سعة الأفق عند المسلم بحيث يوازي بين الآراء المطروحة كي يقف على الرأي الصواب بإذن الله تعالى ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) ( سورة الشورى – الآية 38 ) ، وقال تعالى في محكم كتابه : ( 000 وشاورهم في الأمر 000 ) ( آل عمران – الآية 159 ) 0
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( لا خاب من استشار ومن استخار ) 0

سادساً : ولا بد للداعية أن يعلم أن تغيير المنكر واجب وأمانة في عنقه ، وهذا التغيير يكون بحسب حاله ووضعه من هذا المنكر ، فقد يغيره باليد إن كان قادراً وله السلطة والإمرة في ذلك ، وتارة قد يكون باللسان ، وتارة أخرى قد يكون بالقلب إن لم يستطع ، وسوف يترتب على دعوته تلك مفسدة أعظم من المصلحة المترتبة ، وكل يدعو بحسب حاله ، ثبت من حديث أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضي الله عنه - قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) 0

سابعاً : لا بد للداعية أن يعلم علماً يقينياً أنه مطالب برفع الظلم عن أخيه المسلم ، وكذلك أن لا يساعده على ظلمه ، ثبت من حديث أَنَسٍ - رَضِي اللَّه عَنْه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ، قَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) ( متفق عليه ، واللفظ لمسلم ) ، وخلع الحجاب منكر ومعصية لله سبحانه وتعالى وهو من ظلم الإنسان لنفسه ، فواجب الأخ والصديق والرفيق النصح لأخيه وكفه عن ظلمه لنفسه وللآخرين 0

ثامناً : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق : وهذا أمر مهم جداً في المسائل الشرعية ، وقد حصل اليوم كثير من التنازلات بسبب الإحراج ، أو صلة الرحم ، أو الوظيفة ، وكل ذلك لا يجوز في الشريعة ، فطاعة الله ورسوله مقدمة على كل شيء ، وقد بوب الإمام الترمذي – رحمه الله – في سننه باب بعنوان " مَا جَاءَ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ " ، وذكر حديث ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ ) ( صحيح الترمذي 1396 ) 0
فلا يجوز طاعة ولي الأمر أو الأب أو الأم أو أي كائن من كان في معصية الله ورسوله 0

تاسعاً : الواجب على المسلم اختيار الرفقة الصالحة التي تعينه على الطاعة ، أما الرفقة السوء فلا تعين إلا على الشر والعياذ بالله ، ولذلك ثبن من حديث أَبو مُوسَى – رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) ( متفق عليه – واللفظ لمسلم ) ، وأنظر لحال تلك الفتاة – هداها الله للحق – كان صديقاتها سبباً في انتكاسها والنكوص على عقبيها 0

عاشراً : الاستهزاء بالدين وأهله من نواقض الإيمان : فالذي يستهزئ بالدين أو بشيء منه يخرج من ملة الإسلام كما انعقد اتفاق علماء المسلمين على ذلك ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم 000 ) ( سورة التوبة – الآية 65 ، 66 ) 0

وقد نزلت الآية الكريمة في رجل من المنافقين ، يقول ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : ( قال رجل من المنافقين : ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً ، أكذبنا ألسنة ، وأجبننا عند اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الآية ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 351 ) 0

حادي عشر : قدر الله نافذ لا محالة : وكل شيء محفوظ في اللوح ، فالرزق والأجل والزواج والحياة والموت كل ذلك في كتاب محفوظ ، وهذا يعني أن الحجاب لا يؤثر على قضاء الله وقدره ، فإن كتب الله الزواج للمسلمة فلن يقف أي أمر من أمور الدنيا ويحول بينها وبين الزواج الذي قدره الله عليها ، والعكس بالعكس ، ثبت من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ – رضي الله عنه - يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَيُكْتَبَانِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى فَيُكْتَبَانِ وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) 0

ثاني عشر : الجنة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات : ثبت من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) ( متفق عليه – واللفظ لمسلم ) 0
فكثير من المكاره التي تحول بين العبد ودخول الجنة ، وكثير من الشبهات التي قد تكون سبباً لدخول العبد النار ، مع إيضاح أن منهج أهل السنة والجماعة أن صاحب الكبيرة هو تحت مشيئة الله إن شاء عذب وإن شاء غفر 0

الجواب : بعد هذا العرض المفصل لبعض الوقفات التي تهمنا في الإجابة على هذا السؤال فاعلمي أخية ( ليندا ) - حفظها الله ورعاها - أن الهداية والاستقامة بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، ولا بد للمسلم من اتخاذ الوسائل والأسباب الشرعية والحسية في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وحاولي بارك الله فيك اتباع الحكمة والموعظة الحسنة في دعوة هذه الأخت المكرمة – هداها الله إلى الحق – وذلك باستخدام الشريط الإسلامي أو الكتيب الإسلامي والزيارة في الله والمساعدة في أعمال البر مع الترفق بها ومراعاة أحوالها ، وكذلك إيضاح رأي الشرع في هذه المسألة – حجاب المرأة المسلمة – بالدليل النقلي وأقوال علماء الأمة ، وإيضاح أن الحجاب زينة للمرأة المسلمة وأنه عز وفخار لها ، كيف لا وقد شرعه الباري عز وجل ، ولتبيني لها أن خلع الحجاب الإسلامي يعتبر من ظلم الإنسان لنفسه لتعديه على حقوق الله عز وجل ، وكذلك بيني لها أنه لا يجوز لها طاعة الأم في ذلك لأن فيه مخالفة لأمر الله عز وجل ، وعليها الحذر من رفقة السوء وتحري الرفقة الصالحة التي تكون عوناً لها على الخير ، ولتحذر من مجالسة من يستهزئ بدين الله ، وعليك أن تزرعي في نفسيتها أن الزواج من عدمه هو أمر مقدر من الله سبحانه وتعالى وليس لكائن من كان تأثير في هذا الأمر من قريب أو بعيد ، وأخيراً لتعلم تلك الأخت الفاضلة أن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة 0
واعلمي أخية ( ليندا ) أن أجرك عظيم عند الله سبحانه وتعالى في دعوة هذه الأخت الفاضلة فاستمري ، وإياك أن تتركيها على هذا الحال ، واعلمي أنه قد ثبت من حديث سَهْلٌ ابْنَ سَعْدٍ - رَضِي اللَّه عَنْه - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ : ( لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى ، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ عَلِيٌّ ، فَقِيلَ : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ ، فَأَعْطَاهُ فَقَالَ : أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ، فَقَالَ : انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) ( متفق عليه – واللفظ للبخاري ) 0
فإن كان معنى الحديث يتحدث عن دعوة أهل الكفر إلى الإيمان ، فمن باب أولى دعوة المسلم الذي أنحرف عن جادة الحق والصواب ، ولي طلب عندك أختي المكرمة وهي أن تصوري تلك الوريقات وتهديها إلى هذه الأخت المكرمة ، وقولي لها إن الإخوة في انتظار عودتها إلى ذاتها والتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهديها لما يحب ويرضى ، وأن يريها الحق حقاً ويرزقها اتباعه ، وأن يريها الباطل باطلاً ويرزقها اجتنابه ، ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) ( سورة الأنعام – الآية 153 ) ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة